إنذار أمني أخير… رئيس قبل نهاية العام؟

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:

نقطة استراتيجية واحدة تجمع عليها كل القوى والاحزاب والتيارات اللبنانية، أقله في مواقفها المعلنة، عدم المس بالاستقرار الامني. بيد ان وقائع الميدان لا تتطابق مع الكلام والخطابات السياسية، في ضوء الحوادث المتلاحقة والمتكررة في شكل بدأ يثير القلق والريبة من احتمال خروج احدهم عن المسار اياه وجنوحه نحو اللعب على الوتر الامني لتحصيل مكاسب في السياسة، الا اذا كانت مجمل الحوادث المنتشرة على طول جغرافية لبنان من صناعة “اجنبية”.

رسائل أمنية مشفّرة ترصد بين الحين والآخر، بعضها مدموغ بالدم على غرار حادثة الكحالة واغتيال الياس الحصروني واشتباكات مخيم عين الحلوة والآخر هدفه ترويعي، كإطلاق النار على السفارة الاميركية ومركز لحزب القوات اللبنانية في زحلة، فيما لا يقل خطورة ضبط الاجهزة العسكرية والامنية كميات من الذخائر والاسلحة في مخيمات النازحين السوريين ومع آخرين يتم توقيفهم إبان دخولهم الى لبنان بطرق غير شرعية ويعلن الجيش عنهم في بيانات متتالية. المتهمون المفترضون كثر والرسائل ايضا، على الارجح ذات صلة بالملف الرئاسي وربما ابعد.

الواقع اياه، والمستجد تحديدا بعد استهداف السفارة الاميركية في عمق المنطقة المسيحية وبين حاجزين للجيش اللبناني في التاريخ نفسه، 20 ايلول 1984،  حينما تم تفجير سيارة مفخخة استهدفت مبنى تابعاً للسفارة في عوكر عام 1984، واتهمت واشنطن حزب الله بالمسؤولية عنه آنذاك، أثار مخاوف واسعة لدى الدبلوماسييين العرب والاجانب وحملهم على الطلب الى حكومات بلادهم ممارسة اقصى درجات الضغط على المسؤولين اللبنانيين لوضع حد للأوضاع الشاذة التي تتحكم بالساحة اللبنانية مستجلبة المزيد من الويلات مع كل يوم يمر من دون انتخاب رئيس جمهورية واطلاق قطار الاصلاحات في سرعة قصوى، وتاليا وقف الانهيار الشامل المهدد بانفجار وشيك. وتقول مصادر واسعة الاطلاع لـ”المركزية” لا يستخفنّ احد بحادثة عوكر ورسالتها النارية لأنها مؤشر جد سلبي وقد تكون أخطر من تجاذب سياسي في ملف رئاسي كما يعتقد البعض، خصوصا ان المرسِل والمرسَل اليه فريقان لهما وزنهما، الاول لتجروئه على ارتكاب فعلة كهذه والثاني لثقله الدولي والاقليمي. وتبعا لذلك، تبدي المصادر خشيتها من ان يكون المعبر الساخن للحل اللبناني بات امرا لا مفرّ منه، على امل ان يبقى محدودا في الزمان والمكان.

الا ان تجاوز الخط الاحمر المرسوم دوليا للبنان ليس لقمة سائغة. فالانفجار الامني إن حصل سيطيح مكتسبات ضخمة  ويفتح ابواب جهنم ليس على اللبنانيين فحسب انما على العرب والغرب اولأ، في زمن تتهيأ المنطقة للتسويات الكبرى والتطبيع مع اسرائيل، وكلام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منذ يومين لا يترك للشك مكانا، واي انتكاسة عسكرية في لبنان ستصيب بشظاياها كل الجهود المبذولة في اطار المنحى السلمي الذي تنتهجه المملكة .

والى الاعتبار هذا، توضح المصادر ان واشنطن لن تسمح بإطاحة انجازها بالترسيم الحدودي البحري بين لبنان واسرائيل فيما يستعد كبير مستشاري امن الطاقة اموس هوكشتاين للعودة الى بيروت منتصف تشرين الاول المقبل لاستكمال مهمة تثبيت وتظهير الحدود البرية. والمصالح النفطية الاميركية  والاسرائيلية تأتي دائما في الطليعة.

اما اعظم الاخطار والحال هذه، فيتأتى اولا من تدفق النازحين السوريين في الاتجاه الاوروبي وفق التحذيرات القبرصية الاخيرة. ذلك ان هؤلاء سيتوجهون نحو دول اوروبا التي تضع في قائمة محاذيرها وجوب عدم السماح للنازحين بالدخول الى اراضيها بأعداد ضخمة، وهو ما سيصبح امرا واقعا في ما لو انهار الامن اللبناني.

للأسباب هذه مجتمعة، تؤكد المصادر ان رسالة السفارة قد تكون المؤشر الجدي والجديد للسعي في اتجاه تكثيف الضغط على المسؤولين اللبنانيين لانهاء حال الشغور الرئاسي بتسوية او بالفرض ، ليكون للبنان رئيس في اسرع وقت والأكيد بحسب المصادر قبل كانون الاول المقبل.

 

Exit mobile version