أقامت جمعية “السلام للثقافة والتنمية” احتفالا في ساحة قلعة بعلبك الأثرية، لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، برعاية مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، وحضور مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزاوي،محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني ، النائب السابق كامل الرفاعي، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، وفاعايات دينية وأمنية وعسكرية وبلدية واختيارية وتربوية واجتماعية.
واستهل الحفل القارئ عماد السرجاوي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وتوجه عريف الحفل الدكتور محمد كامل الرفاعي بالشكر إلى “وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، وللمديرية العامة للآثار، للموافقة على إحياء ذكرى مولد الرسول الأكرم في هذا المكان الذي يعبق بالتاريخ والحضارة، ولنحتفي معا في رحاب هذه المناسبة العطرة بتخريج 400 طالب وطالبة من حفظة القرآن الكريم”.
الغز
وتحدث رئيس الجمعية المفتش الديني في محافظة بعلبك الهرمل الدكتور الشيخ عامر الغز مشددا على “فضيلة الرحمة التي امتاز بها الرسول الأكرم، فهو قدوتنا الحسنة”.
وأكد أن “فلسطين ستبقى حاضرة دائما في قلوبنا وعروقنا، ونريد من الذين يقاتلون من أجل فلسطين، من الأحرار المجاهدين المقاومين، أن يحملوا فلسطين عاليا، لا أن يرتفعوا بواسطة فلسطين، وليعلم الصهاينة أننا لا نخاف الموت، في كل يوم تفتح السماء أبوابها لتستقبل شهيدا بعد آخر، وستبقى قضية فلسطين إسلامية قرانية محمديَّة، وعزائمنا لن تلين”.
وختم الغز: “نصيحتي للذين يريدون أن يشجعوا الشذوذ الجنسي، نحن على ظهر سفينة واحدة في لبنان، ولن ندعكم ان تخرقوا هذه السفينة ابدا بل سنحافظ عليها وسنرميكم خارجها سنحافظ على اسرتنا وحضارتنا وديننا ونبينا فنحن لا نخاف في الله لومة لائم”.
وبدوره أشار المفتي الغزاوي إلى أن “فتح لبنان كان من بعلبك، وحرث الإمام الاوزاعي بدأ منها، وإذا كان الإمام مالك يمشي في المدينة حافيا، لعل قدما تلامس قدم. أيتها الحجارة العملاقة بناك من بناك، ورحل من بنى، وبقي الأثر، ولكن من صنع البشر هو من خلق سيد الخلق محمد”.
وتابع: “فوق هذه القلعة يرفرف العلم، ووطني اليوم علمه يفتقد أهله، وبعلبك الإمام الأوزاعي فيها ذلك التنوع في بلاد الشام، ولذلك كان النصارى في لبنان يكافئون الأوزاعي بإضاءة الشموع على قبره”.
وقال” |ذهب بعل ومن سجد له، ولم يبق إلا من سجد لله في هذه الارض، لذلك نحتفل بك سيدي يا رسول الله، لأننا عندما نستحضرك نستحضر النبوة والرسالة كلها، ونستقبل معك كل الانبياء”.
الرفاعي
وتحدث المفتي الرفاعي، فقال: “تتجدد الذكرى ويتجدد اللقاء، فكل من أحب محمدا، أحب الذكرى والمولد، وأحب كل ما تجدد ونتج عنه، فمن لا يتجدد يتبدد، ومن لا يتقدم يتقادم، ونحن غايتنا ثابتة ووسائلنا مرنة، أهدافنا بصلابة الفولاذ، وآلياتنا بليونة الحرير، جئنا وإياكم لنعظم شعائر الله، ولنبقى أمناء على حفظ القيم الإسلامية، ولنؤكد أن لسيدنا محمد بأن الإسلام ما زال بألف خير، فيا هذه الدنيا أفيقي واشهدي أننا بغير محمد لا نهتدي”.
وتابع: “جاء في القرآن الكريم: “مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ”، المبتدأ هو محمد، والخبر رسول الله، كأن الذين آمنوا به رسولا، امنوا به بشرا، لأنهم عرفوا نسبه وأمانته وتاريخه، وكيف عاش معهم، وكيف كان صادقا وأمينا، وكل الرسالة عندنا ليست منفصلة عن الواقع، لا تعيش في الفضاء، إنما هي متصلة بالأرض والبشر، ولذلك قال القرآن والذين معه، هذه المعيَّة تتمدد وتتوسع مع سيدنا النبي ومن سار على خطاه، ومن أراد السير إلى الله فالطريق واضحة عليه أن يقتفي أثر خطى رسول الله. فالرسول قائدنا يسير أمامنا ويتقدم بنا، وعلينا بدورنا أن نتقدم إلى الإسلام لينهض مجتمعنا ويتطور، وفي هذه الآية صفات المجتمع المسلم بأنهم رحماء بينهم أشداء على عدوهم، فعلام نتقاتل وعلام نختلف ونتمترس، ولماذا نقف خلف الحصون، ونحن نعلم بأن راية الإسلام توحدنا”.
وأردف: “علينا أن نرتفع بالإسلام لا أن نرتفع على الإسلام، وأن نقدم نفوسنا في سبيل الدين لا أن نضحي بالدين في سبيل أنفسنا”.
وختم الرفاعي: “بعلبك مدينة التنوع والتعدد وقبول الآخر، تحرص على السلم الأهلي أن يكون عنواناً لها، وخطاب الكراهية والتحريض والإلغاء ليس له وجود بيننا. بتعاوننا وتضامننا وتكافلنا ينهض المجتمع ويتقدم، وعندما تحضر الخلافات من الطبيعي أن نتقهقر، وعندما تبتعد من الطبيعي أن ينهض المجتمع ويتقدم”.
والختام مع التواشيح والمدائح النبوية.