جبل لبنان: عبد الله إلى معركة الإفتاء

كتب عيسى يحيى في نداء الوطن،

أنجزت دار الفتوى أمس استحقاقاً جديداً بانتخاب أعضاء المجلس الشرعي البالغ عددهم 24 عضواً في مختلف المحافظات اللبنانية، وهو الإنجاز الثاني بعد انتخاب مفتي المناطق أواخر العام الماضي، ليكون مدماكاً إضافياً في عملية بناء وإصلاح الدار واستعادة دورها الديني والوطني في غياب راعٍ سياسي للطائفة السنية.

وسط أجواء من الديمقراطية والمنافسة الشريفة التي لم تخلُ من التطعيم السياسي، انطلقت العملية الانتخابية عند العاشرة صباحاً، حيث كان لعدد من الأحزاب والتيارات السياسية مرشحوها، خاضت عبرهم الإستحقاق، في تأكيدٍ على حضورها الشعبي والسياسي، ولا سيما «تيار المستقبل» الذي عاد مجدّداً الى خوض الانتخابات النقابية والدينية، فكان له دور بارز في انتخابات المفتين، وأمس كان له مرشّحوه في بعض المناطق، ودعم آخرين يدورون في فلكه، بناء على توجيهات دار الفتوى الأم في إرساء التفاهمات بين مختلف المكونات السياسية وعدم «زعل» أحد.

ففي البقاع الذي تنافس على المقعدين المخصّصين له ستة مرشحين، بدأت عملية الإقتراع عند العاشرة في دار الفتوى، وبعد تعذّر تأمين النصاب في الجولة الأولى، والبالغ ثلثي عدد الهيئة الناخبة التي تضمّ 111 ناخباً، ووفق القانون الذي ينص على انطلاقها بعد نصف ساعة بنصاب النصف زائداً واحداً، بدأت عملية الإقتراع، حيث أدلى المفتون الثلاثة بأصواتهم، ووزير البيئة ناصر ياسين، وتوالى التصويت حتى الساعة الواحدة ظهراً، وبلغ عدد المقترعين 99 ناخباً ألغيت منها 3 أوراق وواحدة بيضاء.

وبعد إقفال الصندوق بدأت عملية فرز الأصوات حيث فاز المحامي محمد العجمي بـ 58 صوتاً، والقاضي الشرعي يونس عبد الرزاق بـ 55 صوتاً، فيما نال صالح الدسوقي 27 صوتاً، والشيخ أحمد عواض 23 صوتاً، وسعد حسنة 19 صوتاً وبلال زين الدين 4 أصوات. ووفق ما كان متوقّعاً فإنّ العجمي كان محل تقاطع بين «تيار المستقبل» والنائب حسن مراد والمفتين، فيما كان القاضي عبد الرزاق مرشح «المستقبل»، على أن يكون للتيار «الأرزق» حصة البقاع الثانية التي يتم فيها تعيين عضوين من قبل مفتي الجمهورية من أصل ثمانية.

أما في محافظة جبل لبنان التي بدأت عملية الإقتراع فيها في دار افتاء جبل لبنان وسط أجواء من الهدوء والوئام والديمقراطية، فاقترع 107 ناخبين من أصل 122 عدد أعضاء الهيئة الناخبة مجتمعة. وبعد الفرز فاز القاضي المدني حمزة شرف الدين بـ71 صوتاً، والقاضي الشرعي رئيف عبدالله بـ61 صوتاً، فيما نال مرشح «الجماعة الاسلامية» عاطف قشوع 47 صوتاً.

وحاول تيار «المستقبل» إرضاء الجميع حيث دعم شرف الدين بعدد من الأصوات، ووزع أصواته الأخرى بين عبدالله وقشوع. ويفتح نجاح القاضي عبدالله باب معركة إفتاء جبل لبنان على مصراعيه بعد نيل عبد الله أكثر من نصف عدد المقترعين، وهو المرشح ضدّ ابن المفتي الحالي محمد هاني الجوزو.

Exit mobile version