الحشيمي يرعى “دورة جبران خليل جبران” في مهرجان الشعر العربي والفنون

أقامت هيئة الحوار الثقافي الدائم مهرجان الشعر العربي والفنون ” دورة جبران خليل جبران ” برئاسة د. عبد الكريم بعلبكي في مدرسة أفراس كوليج برعاية النائب د. بلال الحشيمي 
وقد حضر الاحتفال حشد غفير من الفعاليات التربوية والإعلامية والفنية والثقافية وممثلو الأندية والجمعيات والهيئات .
شارك في استقبال الضيوف الكشاف المسلم مجدل عنجر فوج الأمين .

وقد استهلّ رئيس المهرجان الكلمات مرحبًا بالضيوف العرب واللبنانيين مثمّنًا الجهود الجبارة التي بذلها المنظمون في ظل الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان 
وقال في كلمته:

اليومَ، ونحنُ نفتتحُ معاً النُّسخةَ الجديدةَ من هذا المِهرجانِ، نتوجه بالشكر  لأمين عام المهرجان الأستاذ الشاعر أحمد قنديل، وأيضا السيدة الشاعرة شيراز جردق مديرة العلاقات العامة  والفنان يحيى بعلبكي منسق عام الفنون والمخرج سيف أحمد  ونثمِّنُ عالياً جهودَ كل الزملاءِ في هيئتنا الحبيبة ونخص بالشكر الحاجة أمل حاطوم عرابة هذا اللقاء  وكذلك  نشكر جهودَ مجلسِ الإدارةِ  عامةً وعلى رأسهم نائب الرئيس السيدة امال سميا وأمينة السر الشاعرة رانية مرعي والعضو المستشار الشاعر خالد الأعور والآنسة مهانة حيدر ،، والسيدة نتالي قعدان الذين عملوا بكل جهدٍ لإنجاح هذا المِهرجان  ، الذي سيجسد  أحَدَ تجلياتِ وإشراقاتِ التعاونِ الثقافيِّ بين لبنانَ والوطنِ العربيِّ،
والشكر أيضًا للفنان المتميز بأخلاقه المطرب حسام الترشيشي 

باسمي وباسمكم جميعا نتوجه بألفِ تحيةٍ لسعادةِ النائبِ، الدكتور بلال الحشيمي، راعي لقاءَنا هذا، فلهُ منا وافرُ الشكرِ وجزيلِ العِرفانِ.

وعَهْدُنا لكم جميعًا ،، أن نظلَّ أوفياءَ مثلَكم، للإبداعِ والمبدعينَ، وأن نكرِّمَ الإبداعَ ،، وتحديداً الإبداعَ الثقافيَّ .
أنا على يقينٍ من نجاحِ هذه النُسخةِ من مِهرجانِ الشعرِ كسابقاتها، 
وأجددُ الترحيبَ بضيوفِ لبنانَ ومِهرجانِ الشعرِ، ضيوفِ هيئتِنا  الأعزاءَ،…
وأعلنُ، على بركةِ اللهِ، افتتاحَ أعمالِ مِهرجانِ الشِّعرِ العربيِّ والفنونِ بنُسختهِ الجديدةِ .
و السلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ تعالى وبركاتُهُ.”

وتحدث أمين عام المهرجان الشاعر أحمد قنديل معرّفًا بالضيوف العرب وأبدى سعادته كون المهرجان على أرض لبنان .
رحب النائب د. بلال الحشيمي بالضيوف بكلمة معبرة هذا فحواها :

إن أهمية هذه المهرجانات الثقافية  تكمن في إسهامها في ارتقاء المشهد الشعري وتطويره، ولم شمل الشعراء والمبدعين.  وهي تضطلع في حماية اللغة، ودعم الهوية والقيم الإنسانية، وهي فرصة لتمازج الآراء والأفكار، وإضفاء لبنة جديدة في صرح الثقافة العربية.  ولا شك أن هذه الفعاليات, من شأنها أن تعمل على تدعيم أواصر الوحدة والمحبة بين الأشقاء العرب؛ بما تشمله من قضايا إبداعية مشتركة. وهي تعزز من قيمة الثقافة والمسؤولية العربية المشتركة, المعنية بتحقيق الشمول والتكامل بيننا .  
في الحقيقة حتى وإن كانت المناسبة ثقافية شعرية بامتياز . . . إلا أنني كسياسي لا أفصل السياسة عن الشعر . .  فالسياسة تلاحقنا إلى الشعر، فإذا بنا نهرب منها إليها، ولا نجد مستراحا من شجونها . 
نعم لقد اقتحمت السياسة القصائد…..  ولعب الشعر دورا في صياغة الوعي السياسي في المجتمع، ولأن الشعر كان ولا يزال ملجأ الفرد من بطش السلطة، وأداة لكسر القيود التي تفرضها عليه؛ نشأ الشعر السياسي؛ الذي يهدف من خلاله الشاعر إلى التعبير عن رأيه السياسي في ما يجري حوله من أحداث، من خلال رؤيته الخاصة التي تكشف حقيقة الواقع السياسي وتجلياته. لقد واجه الشعر السياسي السلطة وحاربها واستمر الصدام بين الحكام والشعراء، فكانت السجون ساحات سجال بينهما، وكذلك الصحافة والمنابر الإعلامية. فالشعر قد يكون أحيانا في صالح السياسة وفي خدمتها ، وقد يكون بالضد منها.  وقد تكون السياسة في خدمة الشعر، وقد تتلفه أيضا.  لكن ، يبقى الشعر ، خزين الخيال ، ومضمار الأحاسيس والانفعالات والخلجات والاعتلاجات العميقة حيال حدث، أو شخص أو مكان أو ظرف ذاتي، أو موضوعي معين .  
ومثلما أن السياسة لا تكال بالشعر ، لا يكال الشعر بالسياسة .  والسياسة مبثوثة في ثنايا دواوين الشعر العربي منذ أن بكى صاحب امرئ القيس، لما رأى الدرب دونه ، وأدرك أنهما يمضيان إلى قيصر والسياسة محور شعر زهير بن أبي سلمى الذي استنكر الحرب مذكرا قومه بما علموا من شرورها، وبما ذاقوا من بلائها (وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم)…..  فهي الذميمة وهي التي تعرك القوم (عرك الرحى) . .  
ولقد استطاع الشعر أن يهزم السياسة التي تقتل بلا هوادة ، لأن الشعر شمس المحبة، والسياسة غروبها.  ففي السياسة تتسع هوة البغضاء والكراهية، دون أن تترك متسعا لحب الحياة .  والأيديولوجيا تقتل الشعر الذي هو رسالة إنسانية.  وحينما يأذن السياسي بالقتل يتألم الشاعر من هول الخسارة .  وما أحوجنا اليوم إلى شعر جبران خليل جبران وتعاليمه الإنسانية الكونية حينما يقول في كتابه دمعة وابتسامة :  “ أنت أخي ، وأنا أحبك ، . . . . . . إلى آخر كلامه. 
 إذا أردنا أن نسهب فلن تكفينا الصفحات والصفحات….  لكنني أختصر وأختم بالقول:  أنا كسياسي أحتاجك كشاعر، وأنت كشاعر تحتاجني كسياسي، ونحن نأتلف معا عندما نقف عند نقطة الحق. اهلا وسهلا بكم في لبنان الشقيق…  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قدّمت الاحتفال الشاعرة رانية مرعي أمين سر هيئة الحوار الثقافي الدائم بأسلوبها المتميز وكلمات لاقت استحسان الجميع تحديدًا عندما تحدثت عن الوطن العربي الواحد الموحّد وهذا بعض مما جاء في كلامها 

وختم اللقاء بأمسية شعرية .

Exit mobile version