بعد انتخابه مفتياً عاماً لسوريا.. من هو الشيخ أسامة الرفاعي؟

أعلن “المجلس الإسلامي السوري” انتخاب الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي، مفتياً عاماً للجمهورية العربية السورية، في خطوة رحّبت بها أوساط سورية ودولية باعتبارها تحفظ مقام الإفتاء الذي حاول نظام أسد إلغاءه لمصلحة أجنداته الخاصة.

وفي بيان مصور حول “إعادة انتخاب المفتي العام للجمهورية العربية السورية” قال المتحدث الرسمي باسم المجلس، مطيع البطين: إن “المجلس الإسلامي السوري، باعتباره المرجعية الممثِّلة للعلم والعلماء، ومجلس الإفتاء السوري، باعتباره الهيئة المتخصصة للفتوى، وبعد التباحث مع عدد من كبار العلماء السوريين، وحفاظاً على هذا المقام الكريم، قرروا إبقاء هذا المنصب وانتخاب الشيخ أسامة الرفاعي، مفتياً عاماً للجمهورية العربية السورية”.

وأكد البطين أن “لمقام الإفتاء منزلة مرموقة في تاريخ الحضارة الإسلامية ومكانة رمزية على تعاقب العصور والدول، لم يجرؤ على المساس بها أحد، إلى أن تحكمت هذه العصابة الطائفية في سوريا (نظام أسد)، ففرّغته من مضمونه وجعلته تعييناً، بعد أن كان انتخاباً من كبار العلماء لمن يستحق هذه المكانة”.

وأضاف المتحدث أن “حلقات التآمر” على منصب الإفتاء اكتملت حين قامت عصابة أسد بإلغائه بالكلية، ما أدى لاستنكار جماهير الشعب السوري على اختلاف مواقعه جراء ذلك “الاعتداء على هذا العنوان العريض الذي يعد أحد أعمدة الهوية السورية”، لافتاً إلى أنه “كان لا بد للعلماء من وقفة في وجه هذه الهجمة على هوية سوريا”.

وجاء البيان بعد أيام على إلغاء نظام بشار أسد منصب الإفتاء وإعطاء صلاحيات المفتي العام إلى ما يسمى “المجلس العلمي الفقهي” التابع لوزارة أوقاف حكومة أسد، وهي خطوة أثارت جدلاً واستياء واسعين بسبب تطاول أسد ونظامه على مقام الإفتاء للمرة الأولى بتاريخ سوريا الحديث.

ولاقى تعيين الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً لسوريا، ترحيباً واسعاً من الأوساط السورية المحلية وشخصيات وكيانات عربية إسلامية، بدأته “هيئة علماء فلسطين” التي تقدمت في بيان لها بالتهنئة للشعب السوري ومجلسه الإسلامي بانتخاب العلامة الرفاعي، واعتبرت أن هذا الانتخاب “يعيد مقام الإفتاء إلى مكانته الحقيقيّة بالانتخاب بعيداً عن التعيين والتّحكّم السياسيّ، وهي خطوة مباركة نعلنُ في هيئة علماء فلسطين عن دعمها وتأييدها”.

عالِمٌ لم يُحابِ القتَلة
ولد الشيخ أسامة في دمشق عام (1944)، هو الابن الأكبر للعلامة الدمشقي الراحل، الشيخ عبد الكريم الرفاعي، درس اللغة العربية وعلومها بجامعة دمشق وتخرج منها عام 1971، وبعد ذلك أصبح خطيباً في جامع عبد الكريم الرفاعي نسبةً لوالده.

هاجر إلى المملكة العربية السعودية عام 1981 بشكل قسري هرباً من الحملة الشرسة التي خاضها حافظ أسد حينها ضد الجماعات الإسلامية بتهمة الانتماء لحركة “الإخوان المسلمين” والتي ترافقت بمجازر واسعة ارتكبتها ميليشيات حافظ أسد وشقيقه رفعت في حماة وحمص وحلب وراح ضحيتها آلاف المدنيين.

انحاز الشيخ أسامة، إلى صفوف الثورة السورية في الأشهر الأولى لانطلاقتها عام 2011، وكان له دور بارز في مواجهة نظام أسد وميليشياته واحتضان المتظاهرين في مسجد عبد الكريم الرفاعي الذي كان يخطب فيه في حي كفرسوسة وسط العاصمة دمشق.

كما وقف في وجه بشار أسد ومخابراته من خلال توجيه انتقادات لاذعة ونصائح مختلفة لأسد وأركانه نظامه، من أجل وقف العنف ضد المتظاهرين ولعدم تحويل البلد إلى نهر من الدماء، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، خاصة أن أسد كان يَعِدُ بشيء بينما الواقع الأمني يشهد أحداثاً مختلفة تماماً من مجازر ترتكبها الميليشيا ضد السوريين الثائرين.

تعرض لمضايقات عديدة من ميليشيا أسد بعد رفضه الامتثال لأوامر المخابرات، أبزر تلك الاعتداءت كانت بالهجوم الشهير للشبيحة على مسجد الرفاعي في كفرسوسة خلال ساعات الفجر في ليلة القدر بشهر رمضان في 17 من آب عام 2011، والتي وصلت إلى ضرب الشيخ أسامة بسبب خطبه المعادية للظلم والطغيان الممارس من نظام أسد، ما أدى لنقله لأحد مشافي دمشق لتلقّي العلاج، وانتقل عقب ذلك إلى تركيا وأعاد إحياء “رابطة علماء الشام” برئاسته، إلى جانب تكثيف دعمه ومناصرته للثورة السورية.

وترأس الرفاعي “المجلس الإسلامي السوري” منذ تأسيسه في إسطنبول عام 2014، ليكون المرجعية الإسلامية والفقهية للشعب السوري الثائر ضد نظام أسد وميليشياته، ويضم المجلس نحو 40 هيئة ورابطة إسلامية من أهل السنّة والجماعة في الداخل والخارج.

المصدر:                 Orient Net

Exit mobile version