لا يبدو أن المخاوف الأمنية وحدها هي التي تقضّ مضاجع اللبنانيين جراء المخاوف من تفجّر الأوضاع في الجنوب اللبناني مع الجيش الاسرائيلي، إنما سيهدّد الوضع الأمني المتفجّر استمرارية عملية التنقيب عن الغاز في البلوك رقم 9. ولاستيضاح التأثيرات التي قد تصيب لبنان جراء المعارك الحاصلة في غزة وفي قلب إسرائيل، سألت “الديار” عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب الياس إسطفان عن هذه التردّدات، فقال:” أريد الاعتماد على حكمة “الحزب” بأن لا يتم جرّ لبنان إلى هذه المعركة، والتصرّف بأقصى درجات المسؤولية والوعي”، مبدياً اعتقاده “أن هذا هو الأهمّ اليوم، أي كيفية حماية لبنان من الانزلاق إلى هذه الهاوية المخيفة، وهذه هي نقطة الفصل”. لافتاً إلى أنه “بطبيعة الحال، كون لبنان موجوداً على الحدود وضمن المنطقة، لا بد من وجود تأثيرات على الوضع الداخلي”، متسائلاً، “هل سيكون هذا التأثير سلبياً أم إيجابياً لا أدري، وليس عندي أي جواب لهذا الأمر، لأن ما يهمنا هو حماية لبنان من الإنزلاق نحو الهاوية، لأنه لا ينقصنا المزيد من المشاكل، وتكفينا مشاكلنا التي يجب أن نعمل لحلّها”.
وعمّا إذا كنا نعيش سيناريو رسم المنطقة الشرق أوسطية من جديد، ذكّر النائب إسطفان، في حديث لـ”الديار”، بأن “رئيس الحكومة الإسرائيلية يتوعّد بتغيير شكل الشرق الأوسط، وبالتالي، لا شك أن ما هو حاصل بين إسرائيل وغزة سيكون له تداعياته، وسيغيّر صورة الشرق الأوسط، وإلاّ لماذا تحريك الأسطول الأميركي؟ ومن أجل من يحصل كل ذلك؟ هذا بالإضافة إلى التهديدات المباشرة من البنتاغون للمنطقة بأسرها وإلى “الحزب” لعدم التدخل؟”.
وعن مصير المسيحيين بعد مشهد العمليات العسكرية والتدمير في غزة، قال النائب اسطفان: “نحن كمسيحيين باقون في لبنان إلى أبد الآبدين مهما اشتدّت الصعاب، لأنه في النهاية ليس أمامنا إلاّ الصمود، على الرغم من أن الصورة رمادية”.