كتبت لوسي بلرسخيان في نداء الوطن،
عند كل شدّة مرّت فيها بلدة مجدل عنجر خلال سنوات طويلة، كان يلفت تداعي أهلها الى صلوات جامعة على طريق المصنع، حيث آخر معبر داخل الأراضي اللبنانية باتجاه سوريا، فتحمل الصلاة الجامعة عادة ومكانها رسائل عدّة، الكثير منها يوجّه باسم سنّة لبنان وأحياناً العالم العربي.
مثل هذه الرسالة وجّهها أهالي البلدة أمس مجدّداً، وإنّما هذه المرّة «نصرة لفلسطين»، التي لا يشاركونها القضية فقط، وإنما أيضاً عقيدتها الدينية. فتداعى أهالي البلدة الى وقفة تضامنية شاجبة لما ترتكبه إسرائيل بحقّ غزة وأهلها، لبّوا خلالها دعوة دار الفتوى، مشايخ البلدة ورئيس بلديتها لصلاة جامعة، تحت عنوان «جمعة موحّدة لقضية مقدسة». فخلت مساجد البلدة في يوم الجمعة من المصلّين، ليتقاطر الجميع الى طريق المصنع التي أقفلت بالمئات منهم، وقد أمّ فيهم الصلاة مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي وتبعها اعتصام شارك فيه أيضاً ممثّلون عن الفصائل الفلسطينية.
أما رسالة البلدة فاختصرها المفتي الغزاوي في خطبته، معتبراً أنّ «بيننا في لبنان وبين إخواننا في فلسطين، رحم الإسلام والعروبة ورحم الجوار ورحم اللسان ورحم القضية. في لبنان الذي شاء الله أن يكون بلد لسان العرب، وبلد جسر العرب، وبلد الحرف الذي يقرأه العرب، شاء الله أن نكون الى جانب فلسطين حتى تبقى القضية تعيش بيننا ولا تموت».
وعليه، أكد الدعم للمقاتلين بوجه إسرائيل، معتبراً أنّهم «يقاتلون باسم كل الشعب، وباسم الأمة الإسلامية والمسيحيين» وأكد أنه «لن يكون وجود لكيان صهيوني أو لمحتل على أرضنا حتى لو اجتمع الكون دعماً له». لحكّام العالم الغربي والعالم العربي والإسلامي كانت إدانة، حيث توجّه المفتي الغزاوي الى الغرب بأنه «لا يجوز أن تخرجوا قوماً من أرضهم»، وللعرب قال «إن فلسطين فضحت النفاق»، ودعاهم الى أن «يكونوا عبر فلسطين من المؤمنين وألا يكونوا من المنافقين والخونة والمعتدين».
وللشعوب العربية دعاها الى «عدم السماح باستفراد من يقاتلون المحتل في إسرائيل». وقال «باسم الشعوب التي لا تعرف أن تساوم نحن فداكم وفِدى الأرض أرواحنا، وأعناقنا وأبناؤنا ووجودنا». أما للسلطة اللبنانية فقال «ألا تريدون للفلسطينيين أن يعودوا الى أرضهم؟ فليخرج كل مغتصب من أرض فلسطين حتى يعود الفلسطينيون الى أرضهم، والسوريون الى أرضهم، واليمنيون الى أرضهم، والعراقيون الى أرضهم. نحن نريد لكل غائب أن يعود الى أرضه، نكون مع القضية حتى يعود أصحاب القضية، كما نحن أصحابها، ويعود أهل الأرض الى أرضهم».