شارك رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم في استقبال مفتي زحلة والبقاع الشيخ الدكتور علي الغزاوي في زيارته الأولى لمؤسسة ميشال ضاهر الإجتماعية بدعوة من النائب ميشال ضاهر وعقيلته السيدة مارلين.
استهلت الزيارة بلقاء أقيم داخل المؤسسة بحضور المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، راعي أبرشية زحلة والبقاع للموارنة المطران جوزف معوض، راعي ابرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت انطونيوس الصوري، المعتمد البطريركي الأنطاكي للروم الأرثوذوكس في روسيا المطران نيفن صيقلي ومفتي بعلبك الهرمل الدكتور بكر الرفاعي.
كما حضر نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، النائبان شوقي دكاش وبلال الحشيمي، النائبان السابقان الدكتور عاصم عراجي وسيزار المعلوف، مدعي عام البقاع القاضي منيف بركات، رئيس دائرة أوقاف البقاع الشيخ محمد عبد الرحمن، القاضي الشرعي محمد صالح، المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى المحامي محمد العجمي، مستشار الرئيس سعد الحريري علي الحاج، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل وصناعيين، مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في زحلة والبقاع يوسف جحا وعدد كبير من رؤساء بلديات قضاء زحلة وحشد كبير من الضباط العسكريين والامنيين وقضاة الشرع والائمة والمشايخ والاباء وفعاليات ورجال الاعمال والاقتصاديين.
بعد النشيد الوطني، وكلمة لعريف الحفل الإعلامي داني حداد، عرضت المؤسسة شريطاً وثائقياً مصوراً عن أعمال المؤسسة وانجازاتها.
الكلمة الأولى كانت للسيدة مارلين ضاهر عرضت فيها تاريخ المؤسسة ونشاطاتها وتطورها ونوّهت بالتعاون القائم مع الجمعيات المحلية والعالمية من اجل خدمة المجتمع.
وقدّم الإعلامي داني حداد المطران ابراهيم بشكل ملفت فقال :
” نستخدم في لبنان تعابيرَ كثيرة ننفردُ بها حول العالم، من بينها تعبيرُ هجرة الكفاءات. وقد شهِد لبنانُ في السنواتِ الأخيرة مزيداً من نزيفِ هِجرةِ الكفاءات.
في المقابل، عاد صاحبُ كفاءةٍ وإرادة من الخارجِ، من كندا الى زحلة، ونحتاجُه هنا أكثر، فصنع فارقاً وزرع محبّةً وحلّ أزماتٍ متراكمة، والأهمّ أنّه وقف الى جانبِ الإنسان، من دون تمنين، على مثالِ سيّدِه القائل كلّ ما فعلتموه لإخوتي هؤلاء الصغار فلي قد فعلتموه.
سيّدنا إذا كان في اسمِك تكرارٌ، حيث يتشابهُ الاسمُ مع اسمِ العائلة، فاسمح لنا أن نستخدمَ التكرارَ أيضاً لنقول: نحبُّكَ، نحبُّكَ.
الكلمة لراعي أبرشيّة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم.”
المطران ابراهيم
المطران ابراهيم اشاد في كلمته بعمل المؤسسة ودورها الرائد في المنطقة وقال:
” إن مؤسسة ميشال ضاهر الاجتماعية متعددة الأهداف وهي تُحاكي واقع الحال المر الذي يعيشه بلدُنا الحبيب لبنان ومِنطقتُنا البقاعية. وقد ترَكَتْ منذ سنوات بصْماتٍ واضحةً في مجالات مختلفةٍ بفضل استثماراتها وأعمالها في عدة قطاعات، فصار لها دورٌ كبير في الاقتصاد اللبناني والمجتمع البقاعي على حد سواء، وهي تمثل روح الريادة والابتكار في عالم التنمية والتأهيل وعمل الخير.”
واضاف” جئنا اليوم نحيي جهود النائب ميشال ضاهر وجهودَ عقيلتِه مارلين، على ما يتركونه من أثر إنساني واقتصادي وريادة في إنشاء فرص العمل في مختلف القطاعات التي يعملان فيها. فالاستثمار في مشاريع جديدة والتوسع في الأعمال تضخ الأموال والحياة في الاقتصاد اللبناني وتحفز الإسهامات الاجتماعية، كتمويل المبادرات الناشئة ودعم المؤسسات. هذه المشاريع تُسهم في تحسين الظروف المعيشية للمجتمع المحلي.
نحنُ نُثمِّن جدا ما تقوم به المؤسسة أيضا لتعزيز بيئة الأعمال وتحفيز النمو والاهتمام بالرعاية الصحية وتأهيل القدرات البشرية والتربية على القيادة ومهارات التواصل وتفعيل دور المرأة في الإنتاج والعناية بحاجات الطفولة ومعالجة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومجمل المساعدات ذات الطابع الإنساني وحماية كرامة الإنسان والحفاظ على البيئة من أجل الصحة الاقتصادية واقتصادٍ أخضر ووطنٍ أطهر.
كلُّ ذلك يُسهم في توفير الاستقرار ودعم الناس والحد من الهجرة.”
وتايع سيادته” أيها الأحباء، إن مبادراتِكم واستثمارَكم في الإنسان التي تقودها مؤسستُكم تُحدث فارقًا في تحقيق التنمية المستدامة وتُحقق تغييرا إيجابيا في البلاد وتنمي مهارات الشباب وتأهلُهُم لسوق العمل، مما يُسهم في الحد من مشكلة البطالة.
أيها الأحباء، نحنُ ما وُجدنا هنا صُدفةً، في قلب هذا الشرق المصلوب، حيث يلتقي التاريخ مع الحاضر، وحيثُ يقعُ لبنان، أرضُ الأرز، التي تحكي قصصَ الأمم والحضارات. لكن لبنان، بكل جماله وثرائه الثقافي، يعاني من تحديات متعددة تجعل العمل الاجتماعي فيه أمرًا حيويًا وضروريًا.”
واردف المطران ابراهيم ” عندما نتحدث عن العمل الاجتماعي، فنحن نتحدث عن الحب، التفرغ، والتضحية، وعن الأمل الذي يغذي القلوب المحطمة. في لبنان، أصبحت الجروح مكشوفة، وأصبحت الصرخات أعلى من أغاني الفرح، وهنا تظهر أهمية العمل الاجتماعي.
تلك اليد التي تمدد للآخر، تلك الأذن التي تستمع لأحزان النفوس، تلك الكلمات التي تمنح الأمل… هي أساس العمل الاجتماعي. وفي بلد مثل لبنان، حيث الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة، يصبح العمل الاجتماعي جسرًا للحياة، ووسيلة للتغيير والتجديد. ليس فقط في تقديم المساعدات المادية، بل في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي، في تقديم التوجيه والإرشاد، في تقديم الأمل في وجه اليأس. في لبنان، يصبح العمل الاجتماعي صوتًا للمكتومين، وأملًا لليائسين.
وفي هذه اللحظة، حيث يعيش لبنان أحد أصعب أوقاته، يصبح العمل الاجتماعي نبضًا للحياة، وشعاعًا من الأمل في الظلام. فلنمد يد العون ونكون جزءًا من هذا التغيير، لأن لبنان، بكل جماله وثقافته، يستحق الحياة، ويستحق الأمل.”
وختم ابراهيم ” أيها الأحباء إن مؤسسة ميشال ضاهر ارتقت إلى رُتبة “السامري الصالح” ومقامِ المثال الذي يُحتذى به، خصوصا في ظل التحديات التي يمر بها لبنان. وعلّمتنا كيف يُمكن في الأزمنة الصعبة تحقيق تقدم حقيقي نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا من خلال العمل الدؤوب، التزامًا بالقيم، وبرؤيةٍ طويلةِ الأمد لتحقيق التنمية والنجاح المتواتر.
عاشت مؤسسة ميشال ضاهر، عاش البقاع وعاش لبنان.”
المفتي الغزاوي
بدوره، أشاد المفتي علي الغزاوي بالأعمال التي تقوم بها مؤسسة ميشال ضاهر الإجتماعية وقال :”تطل على مجتمعنا وتصلح عند الله، وان نكون في مؤسسة على مستوى مواطن يطل على الوطن وما أجمل المواطن عندما يكون على مستوى المواطن وما أصعب الوطن عندما لا يكون عند مستوى المواطنين ومن هنا نقول لكل ساسة بلدنا كونوا على مستوى وطننا لأنه كبير يحتضن الكبار”.
وتابع:” نفتقد اليوم المؤسسات وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، ولماذا التأخير هل لانه نريد رئيسا للوطن كله أو رئيسا لمجموعات .ايها الساسة فكروا مرة واحدة أن تكونوا للوطن”.
وتوجه الى النائب ضاهر قائلا:” ليس الكبير أو الغني الذي يغنى على أهله انما الغني الذي يغنى اهله به وليس العالم الذي لا يعلم الناس، تعالوا حتى نقدم قدراتنا لوطننا وسعادة النائب وعقيلته اطلوا على المؤسسة ومن معهم على بقاعنا وكنتم في القلب. لبنان بحاجة الى مناعة واعظم مناعة فيه أن يكتمل عقد مؤسساته بداية من رئاسة الجمهورية الى بقية كل المؤسسات. هنا نحيي كل من يقف الى جانب المواطن من إدارات رسمية أو خاصة والشكر للمؤسسات التي تحكي وطنا باقيا ومنها المؤسسة العسكرية والأمنية وكل من يداوم في مكانه من قضاة واداريين وانا أرى الكثير من رؤوساء البلديات المرابطين في مؤسساتهم ينتظرون الهيئات المانحة. عندما نرى سعادة النائب ميشال ضاهر في هذه المؤسسات، بما رأينا نقول بمثل هذه المؤسسات نصنع قرارا”.
ووجه تحية الى “المقاومين في غزة المرابطين في سبيل المحافظين على المقدسات من القدس الى كنيسة المهد.
ميشال ضاهر
وقال النائب ميشال ضاهر في كلمته: “نلتقي اليوم في الوقت الذي تسمع فيه أصوات المَدافع بجزء غالي علينا كتير من لبنان. قلبنا مع أهل الجنوب، وخصوصاً المناطق المتاخمة للحدود.بلدنا جزء لا يتجزأ من هذا العالم العربي، والقضية الفلسطينية تبقى القضية الأم وحلها مدخل للاستقرار بالمنطقة. كل التضامن مع الشعب الفلسطيني، ولكن حتى التضامن لم يعد يكْفي امام المجازر التي ترتكب بحق النساء والأطفال والمدنيين الفلسطينيين والمطلوب فورًا موقف عربي جامع وحاسم للتدخل لوقف المجازر بأسرع وقت ممكن بعدها نلتفت للصراعات السياسية للدول والمحاور”.
وتابع: “الشعب الفلسطيني له الحق في استرجاع وتحرير ارضه، كما هو حقنا بالعثور على حل لمشكلة النازحين السوريين التي أثرت وتؤثر على البنى التحتية والاقتصاد اللبناني، وهي عامل مؤثر بانهيار مؤسسات الدولة”، مبديا خشيته “من تتطور هذه للمشكلة التي تشكل تهديدا للكيان والصيغة والهوية”.
واردف: “لقد نجحت بالنيابة بدورتَين، لكنني فشلت إن أكون سياسيا. لسببين أولا لانني لا اعرف الكذب على الناس، ولا اعرف الوعود من دوت ان افي، ولا استطيع تجميل الحقيقة”.
وأضاف:” سبق ان حذرت من الانهيار، وللاسف دخلنا فيه ، كما وحذرت من تطيير الوادئع وربما طارت لان معالجة الازمة كانت كارثية اكثر من الازمة نفسها. وصارحت الناس إنه لا يوجد غاز في البلوك 9 وكلنا نعرف النتيجة.اليوم قلبي على الجيش والقوى الامنية، واطالب السلطة السياسية ان تلاقي حل لمشكلة الشغور بقيادة الجيش الذي بات موعده قريبا”.
وختم: “هذه المنطقة كانت وستبقى عنوانا للعيش المشترك. لانه سهل المحبة، وسهل الوطنية والعيش المشترك، وقضاء زحلة تحديدا سيبقى قضاء التنوع، منقسم اللقمة سوا، ونتشارك الفرح والحزن. هذه المؤسسة صحيح انها تحمل إسمي، لكنها لكل الناس”.
وفي الختام، جال الحضور على أقسام المؤسسة، بعدها انتقل الحاضرون الى دارة النائب ضاهر الذي أقام مأدبة غذاء على شرف المفتي الغزاوي.