خاص رأي سياسي
في الوقت الذي تتواصل فيه معركة “طوفان الأقصى” يعيش لبنان حالة من القلق نتيجة احتدام العمليات العسكرية على حدوده الجنوبية، وفي سياق متصل ينشط الحراك الديبلوماسي لاحتواء تداعيات ما يجري داخل الأراضي الفلسطينية لإبعاد شظاياه عن الساحة اللبنانية، ورغم ذلك يبقى المشهد الداخلي ضبابي في ظل غياب بوادر حلحلة قريبة.
وحول المستجدات الراهنة والمرتبطة بمعركة” طوفان الأقصى” قال نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي لموقع “رأي سياسي”: “اولا ندين ونشجب بشدة المجزرة الذي ارتكبها العدو الاسرائيلي بحق المدنيين العزل من خلال استهدافه المستشفى المعمداني في غزة والذي ادى الى استشهاد مئات الاشخاص وهو يكون بذلك انتهك ادنى القوانين والمعاهدات الانسانية، لذلك فأنه من الثابت حتى الان ان العدوان على غزة هو عملية اعدام همجي للمدنيين ولكنه حتى الان لم يحقق اي هدف سوى قتل الأطفال، وهذا الامر أدى رغم الاضرار الكبيرة والشنيعة التي ترافقه بدء تبدل في مسيرة الراي العام العالمي التي تأخذ منحى خاص على المستوى الدولي، وذلك من خلال تنظيم تظاهرات منددة بالعدوان في معظم مدن العالم، ولا سيما في الولايات المتحدة الأميركية، مما يؤكد مدى انقلاب الراي العام العالمي في وجه إسرائيل التي تواجه قيادتها ازمة، بالتزامن فإن الولايات المتحدة الأميركية تحاول انقاذها، إضافة الى ذلك فان هناك تخالط بين مصلحة إسرائيل من جهة ومصلحة رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو الذي يحاول بدوره إعادة انتاج نفسه عبر عملية نزوح، يجهد لتحقيقها من خلال استعداده للقيام بهجوم بري على غزة”.
أضاف الفرزلي: “في المقابل فاننا نلاحظ ان هناك تصاعدا لوتيرة العمليات على طول الحدود الجنوبية وانفلاشها ولكنها لا تزال منضبطة حتى الساعة، مع وضوح كامل وذلك منذ اليوم الاول، فالمقاومة تحاول ان لا تنزلق الى حرب شاملة، مع الاخذ بعين الاعتبار ويجب ان لا ننسى حضور العامل الفلسطيني على الساحة الجنوبية، وهذا الامر بات من المؤكد عدم إمكانية تجاوزه، كما ان اي عملية او انزلاق باتجاه حرب واسعة فهي لن تؤدي اليوم هدفها المنشود، باعتبار ان ذلك لن يمنع العدو الإسرائيلي من الاستمرار في شن عمليات جوية وقصف مدينة غزة وتهديم منازلها وقتل النساء والأطفال فيها، لذلك فان المعادلة الحقيقية التي قد تصح انه في حال محاولة الهجوم البري على قاعدة احداث تغييرات استراتيجية في المنطقة، بالرغم من القول انه قد فشلت بعض الأهداف المعلنة والمتعلقة بتهجير الفلسطينيين الى سيناء المصرية.” وأشار نائب رئيس مجلس النواب السابق ان اي هجوم بري قد يحمل في طياته مشروع ذات طابع استراتيجي، سيشكل خطرا ليس على القضية الفلسطينية فقط، بل على كل العالم العربي بما فيه لبنان، معتبرا ان من شأن ذلك ان يؤدي ربما الى فتح جبهة واسعة الأطراف، ولن تقتصر على لبنان بل ستشمل أيضا جبهات اخرى في المنطقة.
وعن مدى إمكانية صمود لبنان تجاه اي عدوان إسرائيلي في ظل ازماته المتعددة يقول الفرزلي: “من المؤكد ان الصمود امر قائم، واذا فرضت المعركة علينا فلا حول ولا قوة لدينا، وتفسير مدى الصمود يحمل في طياته الاستسلام وعند المقاومين الامر ليس واردا في ادبياتهم”.