احتجاجات ومسيرات وخطابات تضامناً مع غزة

وسط حداد وطني واقفال تربوي وجامعي، ترجم لبنان تضامنه مع الشعب الفلسطيني واستنكاره للمجزرة التي ارتكبتها بقصفها المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، بوقفات ومسيرات في اكثر من منطقة، أبرزها وقفة أمام وزارة الصحة، شارك فيها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي سأل: «أين هي الأمم المتحدة مما يجري؟ أين مجلس الامن؟ أين شرعة الأمم المتحدة؟ ما يحصل هو سيطرة لشريعة الغاب والقوي يقتل الضعيف من دون خوف، والمجتمع الدولي ينظر الى ما يحصل من دون ردة فعل، لا بل أكثر من ذلك فهو يقف مع الجلاّد. هذا الأمر يجب وضع حد له».

كما نفذت سلسلة وقفات أبرزها أمام: وزارة العمل، مستشفى صيدا الحكومي، مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية، مستشفى حيرام في صور، مستشفى حاصبيا الحكومي، مستشفى الضنّية الحكومي، مستشفى بعلبك الحكومي. كما نفّذ المساعدون القضائيون وقفة في قصر العدل، والنواب الاعضاء في اللجنة الصحية النيابية، في مجلس النواب. وأمام مبنى «الإسكوا» في وسط بيروت، تجمّع عشرات اللبنانيين والفلسطينيين رافعين الأعلام الفلسطينية وأطلقوا هتافات الغضب.

في حارة حريك

وفي الوقفة التضامنية التي دعا اليها «حزب الله» في حارة حريك، قال نائب الأمين العام لـ»الحزب» السيد هاشم صفي الدين، ردّاً على تهديدات المسؤولين الاسرائيليين إنّ «الخطأ الذي يمكن أن ترتكبوه ستكون الإجابة عليه مدوية».

وفي صيدا، عمّ الاضراب والحداد العام المخيمات الفلسطينية وأقفلت معظم المحال والمؤسسات التجارية ومؤسسات وكالة «الأونروا»، وشهد مخيم عين الحلوة مسيرة نظّمها قطاع المرأة في «الجبهة الديمقراطية»، جابت شوارع المخيم الرئيسية مطالبة بـ»وقف الابادة الجماعية في غزة». ونظمت القوى والأحزاب اللبنانية والفلسطينية مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة «الشهداء» مروراً بشوارع دلاعة والقدس رياض الصلح الرئيسي وصولاً إلى ساحة «النجمة»، حيث ألقيت عدة كلمات.

وفي النبطية خرج معظم أهلها في تحركات شعبية مندّدة بالمجزرة الاسرائيلية. واعتصم الجهاز الطبي في مستشفى النبطية الحكومي وسط استغراب الأطباء وغضبهم فـ»كيف يقصف مستشفى يفترض أنه محايد»؟

وأكد مدير المستشفى الدكتور حسن وزنه أنّ «تدمير المستشفى المعمداني غيّر قواعد المعركة، وفرض سيناريو خطيراً، جعل الأطقم الطبية في مهبّ القذائف، وهو أمر مرفوض إنسانياً ودولياً ويدخل في اطار الجرائم الانسانية»، قبل أن يستطرد قائلاً: «ولكن لا يوجد من يحاسب ولا يعترض، وكأن المحاكم الانسانية أعمت أبصارها عن مشاهدة ما يحصل في غزة».

وشدّد نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش على أن «الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني لن تتمكّن من تغطية الهزيمة المدوية التي مني بها هذا العدو في عملية طوفان الاقصى ولن تستطيع ترميم صورة جيشه المهزوز والمهزوم».

وفي بعلبك نظّمت دار الفتوى وقفة تضامنية أمام مبنى بلدية بعلبك بمشاركة فصائل فلسطينية وحملة التبرعات جابت السوق التجاري، واستنكر رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل «ما تتعرّض له فلسطين»، واصفاً ما حدث بالأمس بـ»الجريمة ضدّ الإنسانية».

بدوره أكّد مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي أنّ «المطلوب اليوم ليس الاعتصامات والبيانات والاحتجاجات، المطلوب هو التحوّل من ردات الفعل إلى الفعل، ومن المشاعر إلى العمل، حيث أطلقنا حملة التبرعات على مستوى المدينة والمحافظة والتجاوب فاق التوقعات»، ودعا إلى «الاستعداد للحرب وستكون طويلة وسيكون هناك عدة جبهات ويجب أن نكون مستعدّين لكل الاحتمالات».

من جهته دعا «حزب الله» الى وقفات تضامنية في بعلبك الهرمل، الأولى أمام المستشفى الحكومي والثانية في الهرمل، فاحتشد المئات من أبناء مدينة بعلبك الى جانب الطواقم الطبية في مختلف المستشفيات الحكومية والخاصة، أمام المستشفى الحكومي بمشاركة النواب علي المقداد ورامي أبو حمدان وممثلين عن الفصائل الفلسطينية استنكاراً لهول المجزرة التي ذهب ضحيتها أبرياء وأطفال.

كذلك نفّذ مستشفى رياق وقفة تضامنية مع أهالي فلسطين تخللها رفع الاعلام الفلسطينية وكلمة لنائب رئيس مجلس الادارة الدكتور علي حمد عبدالله، فتحدث عن «وحشية غير مسبوقة مقابل صمت دولي وعربي امام هول الفظائع التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني الاعزل».

وشهد الشمال يوم غضب وحداد وإقفال وعمّت التظاهرات والإعتصامات المناطق من عكار إلى طرابلس مروراً بالمنية والضنية. فالمدينة كانت على موعد مع العديد من التظاهرات والإعتصامات دعماً لغزة واستنكاراً للجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق أهلها، كذلك لبّت الطواقم الطبية دعوة إلى مستشفى طرابلس الحكومي للتضامن والتنديد باستهداف المرضى والمدنيين والأطفال في المستشفى العربي الأهلي – المعمداني.

الحركة امس في طرابلس كانت خجولة جداً في شوارعها وساحاتها، وأقفلت المحلات في الأسواق لينضم أصحابها إلى الوقفات التضامنية والإعتصامات وتلبية الدعوة إلى يوم الغضب الشمالي.

أما المنية فكانت والضنية على موعد مع العديد من الإعتصامات، ووقفات احتجاج الطواقم الطبية.

أما في عكار فقد نظّمت إدارة مستشفى حلبا الحكومي وقفة تضامنية في الباحة الرئيسية، ومستشفى خلف الحبتور كانت له وقفته إلى جانب غزة. وشهدت ساحة العبدة تجمعاً حاشداً من الأطباء والممرضين والصيادلة، ورؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين وفاعليات، حيث أقيمت وقفة تضامنية مع غزة والطواقم الطبية في مستشفياتها.

Exit mobile version