المطران ابراهيم: نطلب من الله أن يعمّ السلام والاستقرار في كل مكان

إحتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بعيد رئيس الملائكة ميخائيل بقدّاس احتفاليّ، عشية العيد، في كنيسة الملاك ميخائيل في جديتا، بمشاركة كاهن الرّعيّة الأب اليان أبو شعر والأب شربل راشد، وخدمته جوقة الكنيسة بحضور جمهور كبير من أبناء البلدة والرّعيّة تقدمهم رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل والدكتور جوزف خزاقة.

وكان للمطران ابراهيم عظة بعد الإنجيل المقدس توجه فيها بالتهنئة من الذين يحتفلون بالعيد وتحدث عن صفات الملاك ميخائيل فقال: “في بلدتكم العريقة جديتا، حيث تلامس السماء تلالها الشامخة وتتغنى الطبيعة بتسبيح الخالق، نجتمع اليوم لنحتفل بعيد رئيس الملائكة ميخائيل، شفيع رعيتكم وحامي كنيستكم وبلدتكم. ميخائيل، الذي يعني اسمه “من مثل الله”، هو نداء تحد يتردد في كل زاوية من زوايا تاريخنا المؤمن، نداء يعلو فوق أصوات الشك واليأس. وهو في عيده، يذكرنا بما هو أسمى وأعظم، يدعونا لننظر إلى السماء ونتساءل: “من مثل الله؟” في زماننا هذا، حيث تتوالى الصعاب وتتزايد التحديات، يأتي هذا العيد ليكون لنا مرسى الأمان ومنارة الرجاء. إن احتفالنا بعيد شفيعنا ليس مجرد تذكير بمعركة روحية في السماء، بل هو دعوة لنا هنا على الأرض لنكون جنود الخير، المدافعين عن الحق، المعززين للسلام، والساعين إلى العدالة. يعلمنا ميخائيل أن في كل واحد منا قوة قادرة على التغيير، قوة لهزيمة الضعف البشري والتغلب على إغراءات العالم”.

أضاف: “أيها الأحباء في جديتا، عندما ننظر إلى أيقونة رئيس الملائكة ميخائيل المرتفعة في قلب كنيستكم، نذكّر أنفسنا بأن النصر في حياتنا الروحية يكمن في الثبات على الإيمان والتمسك بمحبة الله ومشيئته. فمع كل صباح جديد، لنجدد العهد مع شفيعنا أن نكون مثله في القوة والشجاعة، وأن نجسد محبة الله وعطفه في تعاملنا مع بعضنا البعض ومع جميع الذين نلتقي بهم. فلنعمل معًا، يدًا بيد، لنجعل من رعيتنا مثالاً يحتذى به في الإيمان والمحبة والعطاء، ولتكن رعية جديتا نبراساً يضيء الطريق للكثيرين في هذه الأزمان الصعبة التي نمر بها”.

تابع: “نحتفل بعيد شفيعنا ميخائيل، وقلوبنا مملوءة بالإيمان والأمل، وإن كانت الظروف المحيطة بنا تنطق بغير ذلك. نحن نعيش في أوقات عصيبة، فلبناننا الحبيب والمنطقة يمران بأزمات متعددة الأوجه، تمتد من الاقتصادية إلى السياسية، ومن الاجتماعية إلى الأمنية. لقد شهدت أرضنا الكثير من التحديات والحروب، وها هي اليوم تواجه تحديات جديدة قد تكون من أشد ما يمكن تخيله. إن قصة ميخائيل تعطينا الأمل في أن الخير سينتصر في النهاية، وأن الضوء سيبدد الظلام، مهما كان قاتمًا. يعلمنا أن نقف شامخين في وجه الصعاب وأن نحارب الظلم بكل قوة وشجاعة، مستلهمين من قوة وشجاعة رئيس الملائكة”.

وختم المطران ابراهيم: “في عيد ميخائيل هذا، دعونا نرفع صلواتنا لله من أجل لبنان ولكل المنطقة، نطلب منه أن يعم السلام والاستقرار في كل مكان. نصلي من أجل الشفاء من الجروح، وتجاوز الأزمات، واستعادة الأمل في قلوب جميع اللبنانيين وسكان المنطقة. أخيرًا، لنرفع الصلوات معًا، طالبين من رئيس الملائكة ميخائيل أن يستمر في حمايتنا، وأن يكون شفيعنا وحامينا، مرشدنا في مسيرة الإيمان، وأن يمنحنا القوة لنكون شهودًا للمسيح في كل ما نقوم به. ببركة رئيس الملائكة ميخائيل، فلتكن حياتنا ملؤها السلام والفرح والمحبة”.

وفي نهاية القداس بارك المطران ابراهيم القرابين وكانت كلمة للأب أبو شعر شكر فيها المطران ابراهيم على محبته ورعايته الأبوية، وسأل الملاك ميخائيل ان يرافقه ويسدد خطواته في رعاية الأبرشية. وانتقل بعدها الحضور الى صالون الكنيسة حيث تبادلوا التهاني بالعيد.

Exit mobile version