المطران ابراهيم زار دارة آل جحا التاريخية وجال في تاريخ زحلة!

زار رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك دارة آل جحا التاريخية في حي مار مخايل ومار جرجس في زحلة، وهي دار الدكتور ميشال يوسف جحا الإبن الأصغر للشيخ يوسف جحا حيث كان في استقباله الإخوة ميشال ويوسف وخليل جورج جحا بحضور الدكتور خليل قادري ونجله وليد .

والزيارة هذه أحبّ المطران ابراهيم ان يقوم بها منذ توليته على الأبرشية، لكثرة ما سمع عن هذه الدار الكريمة وما تختزنه من تاريخ مدينة زحلة وتراثها العريق ، لكن الظروف لم تسمح في ذلك الوقت.

واستمع سيادته من الإخوة جحا الى تاريخ الدار بدءاً من البناء القديم الذين يتميز بعقود الحجر والقناطر المميزة بهندستها المعمارية الرائعة ويحتوي مدخلاً للسرداب الممتد من دير مار الياس الطوق الى دارة آل جحا التاريخية المميزة بالمخطوطات القديمة و،بالاثاث المنزلي الأثري الذي حافظ عليه قاطنوه طيلة السنين.

واستمع المطران ابراهيم الى سرد مفصّل عن تاريخ الدار والإجتماعات التي شهدتها والتي كانت تجمع مشايخ وكبار المدينة وكانت بالشوري والديموقراطية تصدر القرارات المصيرية فتحولت زحلة من بلدة صغيرة الى مدينة عامرة مزدهرة ، وكان اعلان زحلة اول جمهورية في الشرق منها، واطّلع سيادته على النسخة الأولى من علم زحلة المخفوظة بطريقة علمية تمنع التلف، وعلى خرائط قديمة جداً تعود الى ما قبل اعلان دولة لبنان الكبير، هذه الخرائط مطبوعة على جلود الحيوانات وتظهر حدود لبنان في ذلك الوقت.

واهم ما لفت نظر سيادته هو ما سمعه عن ” وصيّة زحلة” التي لا تملكها اية مدينة في الشرق، وهذه الوصية هي من القادة الكبار الزحليين الى كل فرد من ابناء المدينة وتصلح حتى ليومنا هذا، وتتضمن توصية بالمحافظة على ارث الأجداد والتمسك بمحبة زحلة والإخلاص لها ولارضها، والإنتباه الى الأطفال والشباب لأنهم مستقبل المدينة.

كما اطّلع صاحب السيادة على البركات البابوية الممنوحة لأصحاب المنزل من ايام قداسة البابا لاون الثالث عشر الى البابا بولس السادس، وعلى ايقونة القلب الأقدس الممهورة بختم الفاتيكان والتي تحمل قصّة طويلة لا مجال لسردها.

المطران ابراهيم توجه الى الإخوة ميشال ويوسف وخليل جورج جحا بالشكر الجزيل واصفاً اياهم بحُمَاة تاريخ وذاكرة زحلة وتراثها وإرثها، واعرب عن فخره بوجود عائلة عصامية اصيلة قررت حفظ المقتنيات الأثرية والوثائق التاريخية بهدف نقل الحقيقة الى الأجيال الزحلية القادمة، واكد على ضرورة اقامة متحف يتيح المجال للجميع الإطلاع على هذا الكنز الذي لا يقدر بثمن، ونوّه سيادته بالدور الإجتماعي الذي لعبته العائلة وما تزال، فقد اسس الدكتور ميشال جحا جمعية مار منصور التي ما زالت حتى اليوم تخدم المحتاجين في المدينة ويرأسها السيد يوسف جحا المعروف بمحبته وتقواه وانسانيته .

وختم المطران ابراهيم ” اسأل الله ان يبارك هذه العائلة العريقة المحبة لمدينة زحلة وللكنيسة، وان يكافئها على امانتها ومصداقيتها في حفظ تاريخ وارث المدينة، فمدينة بدون تاريخ لا مستقبل لها .”

رافق المطران ابراهيم في الزيارة النائب ألأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، الأرشمندريت مطانيوس نصرالله، الأب شربل راشد والمسؤول الإعلامي في الأبرشية خليل عاصي.

Exit mobile version