الحكومة تُمسك كرة نار التمديد لقائد الجيش… الأولوية أمنية!

كتبت كارول سلوم في “أخبار اليوم”:

مرة جديدة تختبر الحكومة إمكانية التوافق بين أعضائها من خلال ملف تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون وما حصل اخيرا خير دليل.

صحيح أن المعنيين أجمعوا أن جلسة الثلاثاء لم تكن مخصصة لبحث الملف وإن تطيير النصاب لا علاقة له به، إلا أن ما سرب عزز التأكيد أن الجلسة كانت ستتطرق إلى هذا الملف من خلال ما يعرف بـ”جس النبض الوزاري” لاسيما أن الإعلام كشف عن تفاهم على تأجيل التسريح وإن التخريجة ستصدر عن الحكومة. 

من حضر من الوزراء، أكد أن الملف لم يكن مطروحا وإن تطيير النصاب يتصل بغياب وزراء وسفر آخرين، على أن من صرح منهم في السراي عكس توجههم المؤيد للتمديد. لكن هل أن التوافق قائم؟ وماذا عن فريق التيار الوطني الحر؟

ترى مصادر حكومية عبر وكالة “أخبار اليوم” أن الجلسة كانت عادية ولم يكن مؤكدا أن الملف سيناقش بشكل مفصل بهدف اتخاذ القرار، لكن كان من المتوقع أن يتم التطرق إليه، وتشير إلى أن الوزراء لم يتبلغوا أمرا محددا وإن عدم اكتمال النصاب ربما جنب الحكومة خضة خصوصا أن القرار اتخذ بأن تمسك هذه الحكومة كرة النار في هذا الملف، علما ان الرئيس نجيب ميقاتي لا يرغب التصادم مع أحد، كما ان قسما من وزراء التيار الوطني الحر يقاطع الجلسة ويعارض بشدة التمديد  للعماد عون وقد يطل رئيس التيار النائب جبران باسيل ليتحدث عن رفض اي خيار غير قانوني للتمديد، لا سيما أن أي قرار لا بد من أن يحمل موافقة وزير الدفاع الوطني موريس سليم. 

وتعتبر هذه المصادر أنه لا يراد أن يتحول مجلس الوزراء الذي يصرف الاعمال إلى مسبب لإشتباك جديد، لذلك هناك اجواء لا بد من تحضيرها لإعادة طرح الملف إذا كان ذلك متاحا على أنه لا يمكن الجزم انه سيسلك طريقه من دون أي غطاء وقد يصار إلى القول أن عدة وزراء يؤمنون ذلك، وبالتالي عند الضرورة القصوى تجد الحكومة نفسها أمام مسؤولية حسم الأمر، ولا يمكن اغفال الإجماع الكبير على دور قائد الجيش والاولوية الأمنية في هذه الظروف الدقيقة، معربة عن اعتقادها أن هناك قوى سياسية تضغط في هذا الاتجاه وكذلك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي. 

وتلفت إلى أنه عاجلا أم آجلا سيحل الملف ضيفا على اجتماعات الحكومة إذا لم يتمكن المجلس النيابي من عقد جلسة تشريعية وفي الأساس تم استبعاد الموضوع راهنا لان البداية من الحكومة التي أمامها مطبات، لكن الثابت أن ما من تعيين جديد لمنصب قيادة الجيش وإن الفريق المعارض لن يسكت على الإطلاق في هذه الفترة بالذات .

اذا ملف تأجيل تسريح قائد الجيش عنوان مرشح للاخذ والرد في الأيام المقبلة وقد يستدعي مقاربة هادئة قبل بته نهائيا.

Exit mobile version