كتب عيسى يحيى في نداء الوطن،
حرّكت دار الفتوى المياه الراكدة عبر استحقاقيْ المفتين وأعضاء المجلس الشرعي، ووضعت مؤسسات الدار على سكة النهوض والتعافي في سبيل الوقوف إلى جانب أبناء الطائفة. هكذا، يخطو صندوق الزكاة في بعلبك الهرمل الذي أعيد تأسيسه منذ شباط العام الماضي بعد غياب تسع سنوات، خطواته الأولى، ويعمل وفق ما أوتي من قدرات، وعلى مبدأ الأهمّ والمهمّ، ويسدّ جزءاً من عجز متغلغل ضمن بيئة، تخلّى عنها أرباب السياسة، حيث يرفض الكثيرون من أبنائها نقل البارودة من كتف الى كتف، رغم كل المغريات والتقديمات.
عملت دار الفتوى في بعلبك الهرمل بعد انتخابات مفتي المناطق منتصف كانون الأول من العام الماضي، على بدء هيكلة الدار ومأسستها، أسوةً بباقي دور الإفتاء في مختلف المناطق اللبنانية، حيث أنشأت صندوق الزكاة، وتستتبعه بإجراءات أخرى تؤكد الدور المنوط بها. فيما يعمل رئيس صندوق الزكاة معزز سكرية وفق أجندة واضحة، هدفها الأساس خدمة أهل المنطقة، واضعاً نصب عينيه مشاريع إنمائية وخدماتية تصب في خانة تخفيف الأعباء عن كاهل الناس، ويعمل إلى جانب فريق عمل الصندوق على بلورة تلك الأهداف وترجمتها بالتنفيذ بعيداً من الشعارات.
نائب رئيس صندوق الزكاة عبد الناصر صلح قال لـ»نداء الوطن» إنّ «غياب الصندوق عن العمل سنوات عكس صورة سلبية لدى المواطنين في المنطقة عن الصندوق والمؤسسة الدينية، وعليه كان الهدف الأول للصندوق استعادة الثقة ووضع أسس ومعايير تتناسب والوضع ومهمّة الصندوق، الذي هو واسطة بين الأغنياء والفقراء، ينقل تبرّعات وصدقات الأغنياء الى الفقراء، ولكننا أيضاً وضعنا ضمن الأهداف أن لا نكون وسطاء فحسب، بل نسعى لتحقيق مشاريع إنمائية وانتاجية من تلك الأموال تصبّ في مصلحة الناس».
وأوضح صلح أنّ الصندوق «خلال الفترة الماضية، وزّع مساعدات مالية عينية، إضافة إلى مساعدات غذائية، وفق أسس ومعايير واضحة وعادلة شملت مختلف البلدات في المحافظة وللناس الأكثر حاجة». وأعلن مشروع «طريق العلم» الذي سيطلق قريباً، «وقد جاء بعد تردّي الوضع الاقتصادي الذي كان عائقاً أمام الكثيرين من أبنائنا لاستكمال علمهم، وعليه قرّرنا وفق امكانات الصندوق أن نؤمّن المواصلات للطلاب في منطقة بعلبك الهرمل، الذين تسجّلوا في الجامعة اللبنانية في زحلة، وذلك بعد دراسة أجريناها تبيّن لنا من خلالها أنّ نسبة كبيرة من الطلاب المسجّلين يشكّل لهم بدل النقل عائقاً أمام متابعتهم جامعتهم ودروسهم. ووفق الدراسة فإنّ التلميذ الواحد من بلدات عرسال، الفاكهة، معربون وغيرها يتكلّف بدل نقل يومي ما لا يقل عن 600 ألف ليرة لبنانية».
وأشار إلى أنّ الصندوق «أمّن حتى الآن ثلاث حافلات، على أن نصل إلى الهدف الأساسي وهو 12 حافلة، كي نتمكّن من تغطية المنطقة بأكملها، إضافة إلى مشاريع أخرى قيد الدراسة الجدية، من العمل على الموضوع الصحي، إلى مشاريع أخرى زراعية كمزارع البقر والمواشي والبيوت البلاستيكية سيتم تنفيذها».