ترأس راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثواليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم قداسا احتفاليا في كاتدرائية سيدة النجاة بمشاركة لفيف الإكليروس، لمناسبة عيد ابو الآباء النبي ابراهيم والذكرى السنوية الثانية لتوليته على أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، والذكرى السنوية الأولى على توقيع اتفاق التعاون بين مستشفيي تل شيحا وأوتيل ديو وجامعة القديس يوسف.
وحضر القداس مدير عام مستشفى تل شيحا مروان خاطر وعقيلته، المدير العام السابق للأمانة العامة في القصر الجمهوري عدنان نصار، أمين عام المدارس الكاثوليكية في لبنان الأب يوسف نصر، رئيسة ثانوية مار يوسف للراهبات الأنطونيات الأخت رولا كرم، رئيسة ثانوية القلبين الأقدسين الأخت سميرة الأسمر، رئيسة مدرسة سيدة الإنتقال للراهبات المخلصيات في الفرزل الأخت أغابي حنا، رئيس مجلس ادارة المدرسة الوطنية الأميركية عزيز ابو زيد، مدير عام غرفة التجارة والصناعة والزراعة في البقاع يوسف جحا، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل، رئيس اللجنة الإقتصادية في غرفة التجارة طوني طعمة، رئيس اقليم كاريتاس زحلة فادي سابا، مأمور نفوس زحلة ربيع مينا، المهندسان وسيم رياشي وغازي غصن وجمهور كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل ألقى ابراهيم عظة قال فيها: “في هذا اليوم المبارك، وأنا استذكر زمنا مضى ولم يمض، ألقيت في قلبي منذ سنتين دعوة إلى وليمة هذه الأبرشية تشبه الدعوة إلى العشاء في إنجيل اليوم. دخولي إلى العشاء كان اسمه حفل التولية. أي تولي المسؤولية كرئيس أساقفة لأبرشية الفرزل وزحلة والبقاع. شعرت في زمن اختياري لهذه المهمة بقوة تضطرني إلى الدخول إلى وليمة الحمل كي أكون مع الصابرين من أهل وطني على أشواك دروبهم وأتحد بجرحهم وأتبرك من صليبهم”.
وأضاف: “في الانجيل سمعنا كيف أن السيد قال لعبده بعد أن رفض المدعوون دعوته بتقديم أعذار واهية لا تناسب قدر الداعي: أخرج إلى ٱلطرق وٱلأسيجة، وٱضطررهم إلى ٱلدخول حتى يمتلىء بيتي. كل ما أعرفه اليوم وبعد 730 عبروا أجد نفسي ما أزال أتذوق هذا العشاء الذي تم اختياري لأكون فيه. وكم أنا مليء بالشكر والاتضاع أمام هذه المهمة العظيمة والمسؤولية الإلهية التي وكلت إلي. ها أنا ألتفت إلى الآية المهمة التي تتخطى إدراكي وتقول: “إن ٱلمدعوين كثيرون، وٱلمختارين قليلون” (متى 22: 14). يبدو من باب الاختبار أن الله يضطرنا على الاختيار إذ إنه، كما سمعنا في الانجيل، لا يذوق عشاء الرب أحد من أولئك ٱلرجال ٱلمدعوين. الدعوة تحتمل حرية تلبيتها أو اختيار رفضها. أما الاختيار ففيه شيء من سر الاضطرار. سر لا نفهمه إلا بمسيرة تأمل واختبار واستلهام لإيحاءات الله التي تعبر كياننا دون أن نعيها بتمامها. الاختيار يحمل لنا معه العديد من الدروس الروحية التي يجب أن نأخذها زادا لنا أثناء تأديتنا لهذه الخدمة المقدسة”.
وتابع: “في الحقيقة، هذه الآية تذكرنا بأن الاختيار الإلهي هو توجيه رباني لنا. إن كثرة الدعوات والفرص في حياتنا لا تعني أننا يجب أن نلتقط كل دعوة أو نلتزم بكل فرصة تأتي في طريقنا. بل يجب علينا أن نكون حذرين ومدركين لمن يختارنا قبل أن نختاره فنبحث عن مسارنا معه بحكمة وروية روحانية. بالإضافة إلى ذلك، هذه الآية تذكرنا بأهمية أن نختار من يختارنا وأن نتفرد في التفاعل الحر معه حتى يصير لنا الاختيار الشخصي والتفرد في حرية خدمة الله. التفرد في حرية خدمة الله يعني التناغم الذكي مع حالة الاضطرار. أن أكون مختارا يعني أن أبتدأ بفهم معنى الاعتذارات عن عشاء غني وشهي إذ إن شهية التضحية والتكرس معدومة عند المعتذرين. هؤلاء المعتذرين فهموا دون أدنى شك أن قبول الدعوة الى العشاء مكلف جدا ولا طاقة لهم على تحمل شروطه ومستلزماته. قبول الدعوة أيها الأحباء يتطلب منكم العمل بجد واجتهاد لخدمة الله والناس. عليكم أن تكونوا أمثال السماء الصافية التي تضئ الطريق للآخرين وتقدموا الأمل والإيمان. قبول الدعوة يعني باختصار حمل الصليب. في هذا السياق، نحن نشعر بأهمية الصلاة والتواصل مع الله، لأنه يمكن أن يوجهنا ويقودنا في هذه الرحلة الروحية. يجب علينا أن نستمر في البحث عن إرشاداته ومعرفة ما هو الصواب من خلال علاقتنا به”.
وقال: “أسألكم بدالة أبوية وأخوية أن ترفعوا الصلوات كي تكون مسيرتي المستقبلية في خدمتكم كأسقف واحدة مليئة بالنجاح والشفافية والقداسة. وأنا بدوري أطلب من الله ومن أمه العذراء مريم، سيدة النجاة، أن يمنحاني القوة والحكمة لكي أستمر في خدمة الله وبناء المجتمع بالحب والرحمة والسلام”.
وعن تل شيحا قال: “أشكر الله خصوصا على نعمة حدث عظيم تحقق في مثل هذا اليوم منذ سنة خلت وهو تحرير مستشفى تل شيحا من الديون أولا، ومن ثم توقيع اتفاقية التوأمة مع مستشفى أوتيل ديو والجامعة اليسوعية في بيروت. تل شيحا اليوم صارت في بر أمان واطمئنان وتقدم مطرد. الشفافية التي اتخذتها شعارا لي تهدف فوق كل اعتبار إلى صون هذه الأبرشية من أي خطر أو استغلال ولو كلفني ذلك دمي”.
وختم: “عندما أتيت اليكم لم أكن أعلم شيئا عنكم وعن الأبرشية. ولم أكن أعي حجم التحديات. ظننت أنه لن يكون لي الكثير كي أنجزه. لم يكن سهلا تلمس الطريق، لكنه كان ممتعا. فالفرح الذي وجدته فيكم ومعكم أنساني تعب الطريق. باختصار أعترف لكم أنني وجدت أهل زحلة والبقاع أطيب شعب يحلو العيش معهم. أشكركم على دفء قلوبكم وحنان محبتكم وصدق كل من ساندني. أنتم أهلي وعائلتي وأحبائي على مدى أعوامي. أسأل الله أن يبارككم ويحفظكم ويوفقكم دائما في مساعيكم النبيلة، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين”.
بعد القداس انتقل ابراهيم وخاطر الى صالون الفرزل في المطرانية حيث تقبلوا التهاني.