بيروت ـ أحمد منصور
أبدى نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي تخوفه الكبير من توسع الحرب الإسرائيلية لتشمل لبنان، وأشار إلى انه اذا اشتذ من تصرف الواقع الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية ان الغاية هو تحقيق «الترانسفير» الذي طالما سعت اليه إسرائيل، فأستطيع ان أؤكد ان نوايا إسرائيل ستتوجه باتجاه لبنان، وهذا الإسناد الذي تقوم به المقاومة في لبنان بحدوده اليوم، له طابع استراتيجي، ستتوسع حدوده وتشمل الدول المنخرطة في الصراع، وإذا توسعت إرادة الإسرائيلي بأهداف ذات طابع استراتيجي، فستشمل الحرب لبنان وغيره من الدول المجاورة، مؤكدا ان ما يزيد هذه الاحتمالات هو قرار الحكومة الإسرائيلية الصهيونية التلمودية الاستمرار بالمعارك وتجاهل الحقائق، التي تريد من خلالها القضاء على الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة والضفة الغربية، وطبعا على الشعب اللبناني ومقاومته.
وقال الفرزلي، في تصريح لـ «الأنباء»: «ان إسرائيل بعنوان المجازر والقتل والاجرام، تحمل فكرة صهيونية تلمودية تقول «ان هؤلاء البشر غير الصهاينة، هم حيوانات ويجوز قتلهم..»، وبالتالي ان هذه القاعدة العسكرية المتقدمة (إسرائيل)، والتي لها مهمة في المنطقة العربية، لجأت إلى القتل بعد أن أصيبت بنكسة ذات طابع استراتيجي أفقدها وظيفتها الاستراتيجية في المنطقة، مراهنة إلى ان هذا القتل قد يؤدي إلى الخضوع الاستراتيجي من قبل الشعب الفلسطيني، الذي استبسل واسترخص بالدم في سبيل الدفاع عن وطنه وارضه عن تاريخه وتراثه، وبالتالي رفض الخضوع، وأعتقد ان كل هذا القتل لن يفيد إسرائيل شيئا، ولن تحقيق اي شيء».
وعن الوضع الداخلي اللبناني وانتخابات رئاسة الجمهورية، قال «إذا لم يكن هناك أسباب موضوعية وداخلية، تؤمن إنتاج رئيس بسبب الانقسامات الداخلية اللبنانية، فكيف بالأحرى في ظل انخراط لبنان في معركة لها طابع إسناد لواقع مقاوم في غزة، فمعركة غزة ستعطي أفقا لكيفية وضع المنطقة فيما بعد لما تحمله من انعكاسات على الساحة اللبنانية. طبعا رئاسة الجمهورية وضعت في الأدراج، والعوامل الخارجية لها دور في انتخاب الرئيس.
وأكد الفرزلي أن الطريقة الوحيدة لعودة الأمور إلى نصابها الصحيح في لبنان، هي ليست تسوية بين طرفين، يتم على قاعدة الأشخاص، يعني بلا هذا وبلا ذاك وأن نأتي بشخصية معتدلة تقتسمها كل الأطراف، فهذا أمر لا يصح، لأن مواقع النظام الأخرى على مختلف المستويات، هي مواقع تنتمي بانتمائها العريض إلى خط معروف على المستوى الإقليمي والدولي. الطريقة الوحيدة هي في أن يأخذ النظام برمته بمواقعه الأساسية ورؤية توزيع المراكز، وكيف تتم بالنسبة للانتماءات الفكرية والسياسية واللاءات المطلوبة من الرئيس، وما يستطيع أن ينفذها. فالطريق ليس بالمال، وقد نأتي رئيسا بالمال، ولكن عندها لن يكون هناك استقرار للوضع في لبنان.
وردا على سؤال حول عدم وجود توازن داخل مجلس النواب لانتخاب رئيس ودور نواب التغيير، اعتبر الفرزلي ان مسألة نواب التغيير هي ظاهرة جاءت من خلال «فساد فلك»، يعني بغفلة من الزمن، سائلا لو كان الرئيس سعد الحريري موجودا، فهل كان بمقدورهم الوصول إلى مجلس النواب؟
واعتبر الفرزلي ان هناك خللا خطيرا بالتركيبة السياسية على مستوى التعددية الطائفية في لبنان، ولنعترف بشكل واضح، ان غياب الزعامة الحقيقية للطائفة السنية، وتتأكد يوما بعد يوم وعبر عجز كل الأطراف في أن تكون بديلة عن الرئيس سعد الحريري، فهذا هو الواقع الفعلي على الأرض.
وردا على سؤال من اننا بانتظار معجزة لانتخاب رئيس جمهورية، أشار إلى اننا بانتظار التطورات التي قد تؤدي إلى ان يرسل الله في عقول اللبنانيين قراءة سليمة للواقع الاقليمي، وان يقدم الواقع الاقليمي والدولي على ضرورة التفكير السليم اذا شاءوا الاستقرار للبنان.
وشدد الفرزلي على أهمية وضرورة التوافق على رئيس للجمهورية، مبديا أسفه الشديد ان الجميع في لبنان والدول الاقليمية والدولية التي حاولت ان تأخذ المبادرات في عملية التوافق، لم يفهموا معنى التوافق، الذي يعني الاتفاق بين فكرين، بين وجهتي نظر استراتيجيتين على مستوى الساحة، وليس التوافق مع أشخاص يأتون لا طعم ولا لون لهم، لأن رئاسة الحكومة وقيادة الجيش وحاكمية المصرف المركزي ورئاسة المجلس الاعلى للقضاء، هذه مواقع تعكس في مكان ما إرادات اقليمية ودولية، وبالتالي لا يمكن أن تنتزع عن رئاسة الجمهورية صفة التوجه، وتضع بتلك المواقع طابع التوجه، لذلك باءت كل المحاولات بالفشل وستبوء بالفشل اي محاولة اخرى.