كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
“الشتي خير”… هكذا يُقال وهو توصيفٌ واقعي… إلا في لبنان! ففي بلدٍ مجاريه مُقفلة وطرقاته ومنازله بُنيت فوق الانهر، الأمطار تصبح مأساة.. فماذا لو كانت طوفانية كتلك التي في طريقها إلينا؟
إنه المنخفض العملاق يسيرُ في خطى ثابتة باتجاه البحر المتوسط آتيا من سردينيا وإيطاليا واليونان وتركيا، والذي يبدأ تأثيره اعتبارا من هذه الليلة، ويستمر حتى بعد ظهر الاثنين المقبل.
“واصلين على وضع صعب”، بحسب ما يؤكد الأب ايلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوية وعلم المناخ في حديث لموقع mtv الالكتروني، وهو يتوقّع أن يتكرّر سيناريو أسوأ من الذي شهدناه قبل عيد الميلاد والذي أدى إلى غرق الطرقات وانهيار الصخور والطرقات في عدد من الأماكن، فيومها لم تتخطّ نسبة المتساقطات في بيروت الـ260 ملم، اما المتوقع ساحلا خلال الأيام المقبلة فهو أن نشهد نسبة متساقطات تتراوح بين 270 و400 ملم.
ما تقدّم يؤشر إلى ما ينتظرنا في الايام الستة المقبلة، إذ سنشهد انخفاضا بدرجات الحرارة وغزارة في الامطار، تكون طوفانية أيام الاربعاء والجمعة والسبت والاحد، مع سرعة رياح تلامس الـ85 كلم/الساعة، ما يُنذر بحسب خنيصر بإمكان غرق الطرقات على غرار ما حصل سابقا، مع سيول جارفة وانزلاقات وانهيارات بالتربة وارتفاع منسوب البحيرات والانهر التي قد تطوف وتغمر المناطق المجاورة لها.
ويحذر خنيصر من أن السيول قد تحوّل عددا من المناطق الساحلية إلى مستنقعات وبحيرات، خصوصا بيروت وجونية وشكا وجبيل وصيدا، إذ انها ستحظى بنسبة هطولات تتخطى 330 ملم، فيما سيؤدي مرور التيار النفاث فوق الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط إلى رفع الرطوبة الى 100 في المئة وسيكون لبنان مغطّىً بالكامل من Jet Stream.
أما الأبيض الذي طال انتظاره على المرتفعات المتوسطة نسبيّا، فهو سيحلّ ضيفا محبّبا اعتبارا من الـ1650 مترا، على أن يكون كثيفا فوق الـ1800 متر، لتشهد المرتفعات التي تزيد عن الـ2000 متر تراكمات وفيرة وكافية لبدء موسم التزلج.
تأخّر الشتاء هذا العام حتى يبدأ، وكأنه تحنّن علينا أكثر من مسؤولينا، أولئك الذين أكثر ما يجيدونه هو تقاذف الإتهامات متى وقعت المصيبة… لذلك، خذوا علما بما قد يحصل، والامثلة السابقة كثيرة، علّكم تنجحون ولو لمرة بتفادي مآسٍ نحن في غنى عنها… لأنه فقط في لبنان، الغرق واردٌ… بحرا وبرّا!