بقلم لوسي بارسخيان،
دخلت زحلة على خط الحلول المقترحة لمشكلة أطنان القمح التي خلّفها تضرّر إهراءاتها في مرفأ بيروت إثر إنفجار 4 آب، من خلال موافقة بلديتها اخيراً على إستخدام كميات منها في عملية إنتاج أسمدة عضوية COMPOST يمكن إستخدامها لتحسين تربة الأراضي الزراعية.
الحل يشكل خطوة عملية أولى، بعد مجموعة من الدراسات التي أجرتها لجنة من الخبراء منذ عهد الحكومة السابقة، وتحليلات جرت في مختبرات الجامعة الأميركية بينت أن هذا القمح وإن لم يعد صالحاً للإستهلاك الإنساني أو الحيواني، فإن نوعيته لا تزال جيدة، والأهم خالية من الملوثات، ولا سيما من مادة الأسبستوس المسرطنة.
وأكد مستشار وزير البيئة محمد الأبيض إمكانية إستخدام كميات القمح في إهراءات المرفأ بإنتاج الأسمدة أو تحويلها الى غاز الميثانول، بالإضافة الى إنتاج الخشب المضغوط الذي يمكن إستخدامه كحطب للتدفئة.
ووفقا لأبيض فإن إتفاقاً وقّع مع ثلاث شركات منتجة للخشب المضغوط، وهذا حلّ يعتبر جيداً خصوصاً أن هذا الخشب يستخدم للتدفئة، وهو قد يشكل بديلاً عن الحطب بظل الأزمة الراهنة. إلا أن الحل الأشمل لكمية القمح والذرة التي بدأت إزالتها من المرفأ سيكون من خلال إنتاج الأسمدة العضوية، خصوصاً أن هذه الحبوب غنية بمادة النيتروجين ويمكن خلطها مع مخلفات الماشية “الزبل” وبقايا الخضار والفاكهة وتشحيل الاشجار لإنتاج كومبوست بنوعية مقبولة.
وهذا الحل جاء بناء لتوصية من شركة RECYGROUP الفرنسية، التي تكفلت بعملية تنظيف مرفأ بيروت من مخلفات الإنفجار، وقدمت من خلال الدولة الفرنسية مساعدات للدولة اللبنانية، سمحت بتوقيع إتفاق مع وزارة الاقتصاد والتجارة.
أما إختيار شركة RECYGROUP لمطمر زحلة الصحي، فقد جاء أولاً نتيجة للإستجابة السريعة لبلدية زحلة التي كانت قد باشرت منذ فترة بعملية تخمير للمواد العضوية النظيفة الواصلة إليها. وبعد أن عاينت الشركة الفرنسية هذا المطمر ومعداته والتقنية التي تسيرها، وفوجئ خبراؤها، وفقاً لعضو المجلس البلدي سعيد جدعون، بجهوزيته للدخول في مرحلة إنتاج الكومبوست الذي يؤمل أن تكون نوعيته جيدة. علماً أن RECYGROUP بدأت أيضاً بتقديم خبرة فنية، سمحت بإنطلاق عملية إنتاج هذه الأسمدة من القمح بكميات تجريبية أولاً.
وقد إطلع على إنطلاقة هذه التجربة صباح الخميس وفد من وزارتي البيئة والإقتصاد ومن الجامعة الأميركية ومسؤولون من شركة RECYGROUP، واستمعوا من أعضاء المجلس البلدي المكلفين بالملف على سير العمل فيه، حيث أوضح جدعون أن التجربة ستبدأ في مرحلتها الأولى بعملية تدوير ثلاثة آلاف طن من القمح، وستمتد لنحو سنة، مع إمكانية لإستقبال كميات أكبر في حال أثبتت التجربة نجاحها. وشرح جدعون أن تجربة إنتاج هذا الكومبوست من الحبوب المخلوطة مع السماد العضوي تشكل سابقة حتى بالنسبة للخبراء الفرنسيين.
في مطمر زحلة الصحي دخلت كمية السماد المنتجة من القمح بمرحلة التخمير، وتخضع يومياً لقياس حرارتها ورطوبتها، وفقاً لعضو المجلس جورج دمر، الذي أوضح أن كل ألف طن من القمح يمكنه إذا ما خلط مع المواد العضوية المخمرة توفير نحو 400 الى 500 طن من السماد العضوي. وهذه الكميات ستكون مخصصة للمزارعين كي يحسنوا من نوعية التربة. علما أن نجاح التجربة الأولى لن يظهر قبل ثلاثة أشهر، أي بعد إجتياز عملية الإنتاج كل مراحل التخمير والتجفيف والغربلة.
يبقى أن بلدية زحلة تأمل أن تسمح التجربة التي تشارك من خلالها زحلة في حل شامل لمشكلة وطنية، بالتوسع مستقبلاً الى عملية إنتاج مستمرة للسماد العضوي، من خلال زيادة الوعي لدى المواطنين للبدء بعملية الفرز في المنازل، الأمر الذي سيخفف من إستهلاك مساحات الأرض المخصصة للمطامر، ويحافظ على البيئة.
المصدر :نداء الوطن