الكلاب الشاردة في نقطة المصنع الحدودية ليست مشهداً مستجدّاً، حيث «تبلّدت» منذ سنوات طويلة، وتتمتع بحرية حركة في إجتياز عنبر الجمارك طلوعاً ونزولاً بين مركزي الأمن العام للداخلين إلى لبنان والخارجين منه، مروراً بالباحة الجمركية التي تشكّل مركز تجمّعهم في ساعات الليل.
إلا أن تكاثر أعداد الكلاب بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، دفع بمصادر حدودية إلى الإستعانة بـ»نداء الوطن» من اجل إيصال الصوت للجمعيات التي تعنى بالحيوانات وإيوائها، لزيارة المكان واقتراح الحلول الممكنة.
وتقول هذه المصادر «نحن لا نريد أن نلحق أي أذى بهذه الكلاب، ولكننا أيضاً نتخوّف من أن تؤذي العابرين، من مواطنين سوريين ولبنانيين يجتازون الحدود يومياً، إلى سائقي الشاحنات، والموظفين وقد بات عدد الكلاب يكبّل حركتهم، ويمنعهم من تأدية واجباتهم في المكان».
وبحسب المصادر، فإنّ تكاثر الكلاب يدل على أنّها لا تتعرّض لأي مضايقة او اعتداء من قبل العناصر الأمنية أو سائقي الشاحنات المتواجدين في المكان. إلا أن هذه الكلاب بدأت أخيراً تقتحم حتى القاعات ومكاتب الإدارات التابعة للأجهزة الأمنية في المركز الحدودي، وأثارت رعباً لدى عدد من المواطنين».
ودعت المصادر أياً من المعنيين في هذه الجمعيات إلى زيارة حدود المصنع والتنقّل بين الباحة الجمركية، أو الطريق الفاصل بين عنبر الجمارك ومركز الدخول التابع للامن العام، حتى يعاين بنفسه أعداد الكلاب التي تلاحق العابرين.
وإذ تحدّثت عن تكاثر طبيعي لهذه الكلاب الشاردة، ساهم فيه السائقون الذين بتركهم فضلات الطعام في المكان يخلفون لهم بيئة لتستوطن وتتكاثر، أشارت في المقابل إلى أنّ الأجهزة المعنية في منطقة المصنع حاولت التواصل مع بلدية مجدل عنجر، ولكن الأخيرة لا تملك مركزاً لإيواء الحيوانات، وبالتالي اي إجراء عملي من قبلها سيحتاج لتعاون مراكز الإيواء لتأمين الحلول المناسبة.
ومن هنا ناشدت المصادر الحدودية الجمعيات المعنية للتحرك فوراً وتلبية ندائها «قبل فوات الأوان، وتجنّباً لأي أذى قد يلحق بالمواطنين، أو بتلك الكلاب».