هبة المذبوح – خاصّ الأفضل نيوز
الطقس الشتوي القارس والانخفاض الكبير في درجات الحرارة يزيد من معاناة أهالي البقاع، في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، بعدما فقد الكثيرون قدرتهم على تأمين مستلزمات التدفئة التي أصبحت كلفتها باهظة جدا، مقارنة مع مداخيلهم وقدرتهم الشرائية المنخفضة. فمن أين يأتي موظفو القطاع العام مثلا بثمن مواد التدفئة ورواتبهم لا تكفي لأبسط مستلزمات العيش؟
وفي إطار البحث عن حلول وأجوبة لهذه الإشكالية، رفض وزير العمل مصطفى بيرم إقحام نفسه بتفاصيل هذه المشكلة التي يعاني منها سكان البقاع تحديدا، وقال في حديث لموقع الأفضل نيوز “إن على الحكومة مجتمعة أن تتحمل المسؤولية هذه”. وأضاف: “بحسب ما علمت فإن الحكومة تسعى لإعطاء زياداة معينة في محاولة لتلبية متطلبات ولو بحدها الأدنى”.
وكشف بيرم عن أن “هناك طرح يجري العمل عليه لموظفي الإدارة العامة وعلى الحكومة اللبنانية أن تراعي وتؤمن نوعًا من العدالة بين كل القطاعات”.
وبشأن إمكانية تخصيص بطاقات دعم شهرية للأساتذة والموظفين القاطنين في الجبال والمناطق الداخلية من أجل تأمين المازوت أو الحطب على أن يكون جزء منها مجانيًّا و الآخر بأسعار مدعومة، اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار في حديث للأفضل نيوز أنه اقتراح مهم جداً، مشدداً على ضرورة طرحه في جلسات مجلس الوزراء.
وللغوص أكثر في الأرقام والإحصائيات، أوضح الباحث في الشركة الدولية للمعلومات محمد شمس الدين في حديث للأفضل نيوز أن “الأسرة تحتاج تقريبا حوالي نصف تنكة مازوت باليوم بالحد الأدنى، وفي بعض الأيام ممكن أن تستهلك أكثر، فيما سعر التنكة اليوم 17 دولارًا تقريبا، وبالتالي تحتاج ل860 دولارًا بالحدِّ الأدنى”.
وتابع: ” أما بالنسبة للحطب، فتحتاج العائلة 4 طنًّا، وسعر الطن يتراوح من 150 ل 250 دولارًا، وإذا اعتبرنا السعر الوسطيَّ 175 دولارًا، فتحتاج العائلة إذا ل700 دولار”.
وأكد شمس الدين أن “الرواتب التي يتقاضاها الأكثرية أي 70 في المئة من اللبنانين لا تكفي لدفع تكلفة التدفئة بالشكل الملائم، وبالتالي نستطيع القول إن اللبنايين الساكنين في المناطق الباردة وليس لديهم إمكانات مادية يعانون اليوم من البرد”.
بدوره، قال الأستاذ و.ع. وهو أحد موظفي وزارة التربية والتعليم العالي، في حديث للأفضل نيوز، إنه ” قبل الأزمة الاقتصادية كان راتبي يعادل تقريبًا ٢٠٠٠ دولار وكانت تكلفة شراء محروقات التدفئة لا تتعدى ما نسبته ١٠% إلى ١٥% من الراتب، أما اليوم فيبلغ راتبي ما يقارب ٢٥٠ دولارًا بينما يبلغ سعر برميل المازوت ما يقارب ١٦٥ دولارًا أي ما نسبته ٦٦% من الراتب” (وحتى لو أضفنا المساعدة الاجتماعية الشهرية المعطاة تبقى تكلفة شراء المازوت مرتفعة جدًا وتقارب ٣٠% من الراتب).
مطلب العيش الكريم لم يعد يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية التي تعدّت على أبسط مستلزمات الحياة، وأصبح الشعب اللبناني غارقًا في مستنقع الأزمات بانتظار الفرج الذي قد يكون على شكل سلسلة رتب ورواتب جديدة أو تعديل سلم الأجور بحيث يصبح الراتب موازياً لما كان عليه قبل الانهيار.