توجه رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين المطران ابراهيم مخايل ابراهيم برسالة معايدة الى كل امهات لبنان والعالم لمناسبة عيد الام، قال فيها: “في عيد الأمهات، ينبض الوجدان مع الطبيعة أنغام حب وحنان، ويتراقص الحاضر مع الذكريات في صورٍ روحية متلألئة بأنوار الأمومة. إنها لحظة فريدة تتجلى فيها عبارات الشكر وقبلات الامتنان. إنه يوم الأم، يوم التحية لتلك الوجوه النقية، التي تمتزج فيها القوة بالرقة، والعطاء بالتضحية، وتنساب فيها العواطف كنهر جارٍ في وادي الأمل والأمان”.
اضاف: “اليوم ننحني إكبارا وإجلالا لكل الأمهات اللواتي ملأن الدنيا تضحيات جسام وقدمن للعالم ركائز علم وعمل وشهادة. بهن تعمُر البيوت وتُبنى الأوطان ويكبر الإنسان”.
وتابع: “في هذا العيد يطيب الثناء على قدوة العذراء مريم، الأم المثالية التي نجد فيها رمزاً للتحنن والتعطف والقوة والتضحية. إنها الأم التي وهبت حياتها لخدمة الله ولرعاية ابنها يسوع المسيح، وبصبرها وصمودها، أصبحت مصدر إلهام للأمهات في كل العصور. بمثابة النموذج الروحي للأمومة، تعلمنا العذراء مريم كيفية الإيمان العميق والتسليم الكامل لمشيئة الله. فكما أمضت سنوات حياتها في خدمة الله ورعاية ابنها، فإن الأمهات اليوم يجب أن يكون لديهن القدرة على التضحية والتفاني في رعاية أطفالهن وتوجيههم نحو الخير”.
وقال: “ليست الأمومة مقتصرة فقط على الحياة المنزلية، بل هي أيضًا جزء لا يتجزأ من الحياة المجتمعية والعملية والوطنية. فالأم هي الركيزة الأساسية في بناء المجتمع، وهي التي تُعلم أبناءها القيم الأخلاقية، الإنسانية والسماوية، وتُسهم في بناء جيل واعٍ ومؤمن ومسؤول”.
اضاف: “لذا، في هذا اليوم المبارك، نعبر عن شكرنا وتقديرنا العميق لكل الأمهات اللواتي يقدمن كل يوم تضحياتهن وحبهن من أجل أطفالهن وعوائلهن ومجتمعهن. ولننظر دومًا إلى العذراء مريم كنموذج يحتذى، ولنتأمل في مثلها وحكمتها، حتى نستمد القوة والإلهام في رحلة الأمهات المشرقات”.
وتابع: “لنحمل في ذاكرتنا أمهاتنا اللواتي غادرننا إلى السماء. فهن الباقيات نجمات ساطعات في سماء حياتنا. بكلمات تفوق الوصف، نعبر عن امتناننا وحبنا الأبدي لهن. رحلن، ولكن بقيت ذكراهن تنير دروبنا،
فأمهاتنا لسن مجرد ذكرى، بل هن إرث من الحنان والعطاء، يدفعنا إلى الأمام حتى في غيابهن. إلى كل الأمهات في السماء، تبقين في قلوبنا خالدات، فأنتن الأمهات الأبديات، اللاتي لن ننساكن أبدا”.
وختم: “فلنبتهج معاً في هذا اليوم، ولنرفع سوياً شعار الأمومة والجمال، فهي ليست مجرد كلمات تُنطق، بل هي حياة تُعاش على نغمات ألحان الحب والعطاء، تنير دروب الحياة بنور الأمل والتفاؤل. كل عيد وجميع الأمهات بألف خير”.