الشارع البقاعي لم يتحرك رغم ارتفاع الدولار و غلاء المازوت

كتب عيسى يحيى،

أكثر من أزمة ومشكلة تحيط بالبقاعيين وتزيد في نفوسهم الوهن والضعف ولا يزالون قابعين في منازلهم لا يحركون ساكناً، احتجاجاً على الأوضاع بعدما أصبح الغذاء والدواء والوقاية من برد الشتاء بعيدي المنال.

‏يواصل الدولار صعوده مقابل الليرة اللبنانية من دون أي ضوابط، ويتحكم في رقاب اللبنانيين، وتمعن السلطة الحاكمة في الهروب إلى الأمام والبعد عن إيجاد الحلول، وينكوي المواطنون بلهيب الأزمة رغم قساوة برد فصل الشتاء، ‏وتنكشف معها أحوالهم التي أصبحت دون الحضيض، وتقفل في وجوههم أبواب الأمل التي يبثها المسؤولون، تارة من خلال الوعود بإطلاق البطاقة التمويلية، وتارة أخرى من رؤساء الأحزاب الذين يبادرون إلى التخفيف من أعباء المستلزمات المعيشية وأسعارها المرتفعة كالمازوت. ‏أطلقت الدعوات عبر وسائل التواصل الإجتماعي للنزول إلى الشارع وقطع الطرقات، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها الناس بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الذي يتأرجح من دون حسيب أو رقيب، ويرفع معه الأسعار التي باتت مرهونة بصعوده وهبوطه، ‏ولم تعد مختصرة على أسعار المواد الغذائية، حيث التحقت الأدوية بركب بورصة الأسعار ويسعّرها الصيادلة حسب ‏آخر سعر صرف للأخضر. ‏لم تفلح الدعوات التي أطلقت في دفع الناس للنزول إلى الساحات، وإطلاق صرخة رغم كل الألم الذي يعانون منه، وفيما انتظر البقاعيون ‏تحرك الشارع يوم أمس الاثنين لقطع الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية، غاب مشهد التحركات على الأرض في البقاع الشمالي رغم معاناة أهله الذين يجب عليهم أن يتحركوا أولاً، ويشعلوا نار الثورة في وجه المنظومة الحاكمة وكل من يعنيهم الأمر في وصولهم الى هذه المرحلة.

عبر وسائل التواصل الاجتماعي يدعو ك. خ. أحد ثوار 17 تشرين وممن نزلوا الى الشارع في بعلبك ونصبوا خيمةً في ساحة المطران، رفاقه للنزول الى الشارع بعد الحال الذي وصلت اليه الناس، وفي حديث لـ”نداء الوطن” يشير الى “أن الناس أصابها التخدير ولم تعد تبالي بكل ما يحدث رغم الأوضاع المزرية التي يعانون منها، فالراتب لا يكفي لنصف برميل من المازوت، والبرد يلف كل منزل وعائلة، أما الأسعار فحدث ولا حرج وأكثر الناس لا تستطيع أن تطعم عائلاتها، ولكن لا يتحركون. الحزبية تسيطر على عقول الناس ويعتبرون ان النزول الى الشارع قد يغضب الزعيم الذي ينتمون اليه من خلال الطائفة، وانتفاضة المناطق اللبنانية كافة ان حصلت ستكون حصة بعلبك الهرمل من تلك التحركات هي الأقل”. وعلى مقلب المازوت الايراني، انتظر البقاعيون بفارغ الصبر كلمة أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله ‏ليطلق المرحلة الثانية من استقدامه الى لبنان عبر الأراضي السورية والمخصصة لفصل الشتاء ودفء العائلات، وحملت كلمته جانبين، الأول: لاقى ترحيب قسم كبير من البقاعيين كون السعر الذي حددته محطات الأمانة التابعة لـ”الحزب” وأعلن عنه السيد نصرالله أقل من السعر الرسمي في الدولة اللبنانية بمليون ليرة لبنانية، ويخفف ولو بجزء يسير من اعباء الناس المالية. أما الثاني فقد أعرب عنه البعض كون التقديرات والتوقعات كانت تفوق قدرات الحزب، حيث توقع معظم الناس أن تكون تكلفة المازوت لا تفوق المليون ليرة للبرميل وهي ضمن امكاناتهم بالرغم من كافة الصعوبات التي يواجهونها، ويعجزون معها حتى عن شراء المازوت بهذا السعر.

وبين نار كل تلك الأزمات والمصائب التي يعيشون في وسطها، يبقى الرهان على التحركات التي قد تدفع السلطة الى اتخاذ قرارات جريئة تعيد للناس الأمل والحياة.

المصدر: نداء الوطن

 

Exit mobile version