أحيت جمعية “قولنا والعمل” برعاية رئيس الجمعية الشيخ الدكتور أحمد القطان مناسبة يوم القدس العالمي، بمهرجان حاشد في برالياس، حضره السفير الإيراني الدكتور مجتبى أماني، عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب رامي ابوحمدان، ممثلون عن القوى الوطنية والفصائل الفلسطينية ورجال دين من مختلف الطوائف والمذاهب، ممثلون عن مطارنة زحلة، نائب المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ورؤساء بلديات ومخاتير ومشايخ العشائر العربية في المنطقة وممثلون عن رؤساء الأجهزة الأمنية وحشد من الأهالي.
ابو حمدان
والقى النائب أبوحمدان كلمة اعتبر فيها أن “فلسطين وغزة اليوم لم تعد حالة عربية إسلامية محصورة، بل أصبحت أيقونة لكل الأحرار والمستضعفين حتى الغربيين، الذين أيقظتهم هذه الدماء التي لم توقظ أحدا من أصحاب الضمائر النائمة في الدول العربية والإسلامية”.
وأضاف: “نحن نجد اليوم القضية الفلسطينية هي جوهر ومعدن القضايا، التي تُظهر كل ما في داخل كل إنسان وعلى مستوى الأمة، فهنا يظهر الإنسان الحقيقي ويظهر الشجعان لا أصحاب الشعارات، وكذلك حذونا في المقاومة الإسلامية وفي كل حركات التحرر والتحرير في لبنان الذين مضى منهم شهداء على طريق القدس، اليوم حذونا حذو ذلك الإمام العظيم، لنصل إلى العزة بالتمسك بالحقوق التي لا يمكن التنازل عنها أبدا، بخاصة بعد ما يجري في غزة”.
وتابع: ” لا يسعنا اليوم في ذكرى يوم القدس إلا أن نجدد التأكيد لأهلنا في فلسطين أننا معهم ثابتون حتى لو قضينا جميعاً، فالموت بعزة وكرامة خير من العيش بخضوع وخنوع، لن نتخلى ولن تسقط الراية أبداً مع كل الأحرار، في مقدمهم الجمهورية الإسلامية في إيران ومن بعدها كل الصادقين في الدول العربية والاسلامية وغير الإسلامية في الغرب، الذين استيقظوا قبل أن تستيقظ بعض ضمائر العرب والمسلمين”.
أماني
بدوره قال السفير أماني: “نحيي مناسبة يوم القدس العالمي الذي أعلنه إمام الأمة الإمام الخميني، حيث يستعد المسلمون والأحرار على امتداد العالم بقلوب والهة لتلبية هذا النداء التاريخي الذي أعطى بُعداً عالمياً للقضية الفلسطينية بعد أن كانت محصورة في الشعب الفلسطيني وفصائله الثورية المقاومة وبعض الدول المحيطة بفلسطين، فيوم القدس هو دعوة لدفع الشعوب ودول العالم الإسلامي والعربي لأن يتبنوا قضية القدس وفلسطين، وأن تكون ضمن مشاريعهم التحررية لتخليصها من الطاغوت الإسرائيلي ومَن يقف خلفه من الإستكبار العالمي”.
وتابع أماني: “لقد أظهرت المجريات العملية لإسناد غزة بشكل واضح، كيف أنَّ محور القدس المُترامي الأطراف من اليمن والعراق إلى لبنان وسوريا وفلسطين والجمهورية الإسلامية الإيرانية هو محور متماسك يزداد قوة وعزماً على استرجاع حقوق فلسطين بالأرض والمقدسات، وإنّ دماء هؤلاء الأحرار في المنطقة التي تختلط مجسدة وحدة الأمة ستثمر في نهاية المطاف نصراً عظيماً، إن دعم إيران للقضية الفلسطينية ينطلق من إيماننا المبدئي بأحقيتها وبمظلومية شعبها، وما الإستهدافات التي تطال الجمهورية الإسلامية قبل أيام لكوكبة من قادة الحرس الثوري في سوريا على يد الكيان الإسرائيلي إلا بسبب احتضانها القضية الفلسطينية وجميع حركات المقاومة ضد العدو الصهيوني دون تمييز، ونحن باقون على هذا النهج، انطلاقاً من ثورة الشعب الإيراني التي أرساها الإمام الخميني وباقون على عهدنا ودعمنا بشتى السبل للنهج المقاوم حتى تحقيق النصر المبين وتحرير فلسطين من براثن العدو الصهيوني”.
وأردف: “إن الأميركيين يقولون إن لا علاقة لهم بالهجوم الإرهابي الذي طال سفارة إيران في دمشق، وهم يكررون ويرسلون رسالة بأنه لا علم لهم مسبقاً، وهذا عمل إسرائيلي، ونحن نقول إن إيصال الدعم والإمداد الأميركي لإسرائيل خلال الستة أشهر وأخيراً القنابل والذخيرة التي أرسلت إلى إسرائيل، لذا فأنتم غير بريئين من الهجوم الوحشي الذي حصل على السفارة الإيرانية في دمشق، وأميركا موقفها موقف داعم بكل شيء لإسرائيل في هذه الحرب”.
وأكد أماني أن “لا منطقة رمادية في التعامل مع الحرب على غزة، والمسافة بين الحق والباطل وصلت إلى الصفر، ولا يمكن أن يقول أحد نحن على حياد، فإمّا أن تكون مع الظالم وشريكا في ظلمه، وإمّا أن تكون مع المظلوم وتدافع عن مظلوميته”.
القطان
وشكر راعي المهرجان الشيخ القطان للسفير حضوره بين أهله في بلدة برالياس البقاعية، وكذلك شكر النائب أبوحمدان وكل مَن لبى دعوة المهرجان في يوم القدس العالمي، وجدد تأكيده “دعم حركات المقاومة في كل مكان، لا سيما في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وكل مكان يوجد فيه مقاومة لهذا العدو الصهيو-أميركي”.
وتابع: “إن يوم القدس العالمي أراد من خلاله الإمام الخميني أن يكون يوماً عالمياً، ولكل العالم على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والحزبية. ومَن أراد أن يتعلم دروس العزة والكرامة والشجاعة والإقدام والثبات، فعليه أن ينظر إلى أهلنا في غزة وإلى المجاهدين والصامدين، إنّ ما يحصل في فلسطين وغزة يجعلنا جميعا نقف أمام مسؤولياتنا والقادة والرؤساء والملوك سيُسألون بين يدي الله عن أطفال ونساء ورجال غزة وعن الإبادة الجماعية فيها، وسيسأل أيضا العلماء كيف كان موقفهم مما يحدث، في هذا المشهد المظلم الذي نراه في العالم، نجد بارقة أمل من بعض المجاهدين الصادقين المؤمنين المساندين لأهلنا في غزة، وأقل ما يقال لهؤلاء ولكل من يساند غزة وفلسطين ويقف إلى جانبهم، جزاكم الله خيراً، لمن يقاتلون في جنوب لبنان ويساندون أهل غزة ولكل شهيد سقط في لبنان مساندة لأهلنا في غزة، وأيضاً اليمن السعيد المبارك الذي يقف ليساند أهلنا في غزة في البحر الأحمر، وشكرا للعراق ولسوريا ولكل بلد يقف لو بالموقف السياسي إلى جانب غزة، والشكر الأكبر هو للجمهورية الإسلامية في إيران التي استطاع شعبها وقيادتها، وبالرغم من كل الحصار والعقوبات، أن تدعم على مدى التاريخ منذ انتصار الثورة الى يومنا هذا، أن تدعم حركات المقاومة في كل مكان، لا سيما في فلسطين، وهذا كلام قيادات حركات المقاومة في فلسطين”.
وسأل: “لو لم تكن إيران تدعم غزة، فكيف كان الوضع والمشهد اليوم في فلسطين، وإن هذا الدعم الإيراني يجب أن يقابل بالشكر والإمتنان، وندعو سائر الدول العربية والإسلامية المتفرجة والخليجية أن تُرينا ما نراه من إيران، ولكن للأسف فإن هذا العالم العربي والإسلامي على مستوى قيادته السياسية، لو استطاعوا أن يقضوا على حركات المقاومة في فلسطين لما قصروا، ولكن شاءت قدرة الله أن تكون حركات المقاومة أقوى وأقدر”.
بعدها استبقى القطان الحضور على مأدبة الإفطار.