نظم فرع البقاع ل”رابطة التعليم الأساسي في لبنان” ندوة حوارية مع رئيس الرابطة في لبنان حسين جواد، في قاعة اتحاد بلديات بعلبك، بحضور رئيس الاتحاد شفيق قاسم شحادة، أعضاء من الهيئة الإدارية للرابطة، ممثل المكتب التربوي لحركة “أمل” في البقاع علي شعيب، رئيس فرع تجمع المعلمين في البقاع أسامة اسماعيل، ومديري مدارس وفاعليات تربوية.
عيتاوي
واستهل اللقاء مقرر لجنة بعلبك مهدي عيتاوي مؤكداً بأن “فرع الرابطة في البقاع لعب دورا بارزا على صعيد التواصل مع كافة مدراء واساتذة المدارس الرسمية في محافظتي بعلبك الهرمل والبقاع، مستمعا إلى همومهم ومشاكلهم، وساعيا بكل جدية وجهد للمحافظة على استقرار العام الدراسي، وخدمة المعلمين على المستوى المعيشي”.
واعتبر أن”هذا اللقاء الحواري يأتي استكمالا لسلسلة اللقاءات التي أجرتها الرابطة ورئيسها مع مدراء المدارس والأساتذة في مختلف محافظات لبنان، للحوار بشأن كل المستجدات التربوية والمعيشية، والرؤية المستقبلية التي تهم المعلمين”.
عقيل
وأشار مقرر فرع الرابطة في البقاع نبيل عقيل إلى “مساهمات فرع البقاع العديدة على مستوى ترسيخ القيم لدى أبنائنا الطلاب، من خلال النشاطات التي تعتبر مدماكا أساسياً في بناء شخصية الفرد الأخلاقية والدينية والإنسانية والوطنية، المؤمنة بوحدة هذا الوطن، وبأن حماية سيادته لا تكون إلا بالمعادلة الذهبية جيش وشعب ومقاومة”.
وتابع: “على الصعيد المعيشي وتحسين الوضع المالي للمعلمين، كان للفرع مساهمات أساسية بنقل هموم ومعاناة الأساتذة إلى الهيئة الإدارية للرابطة، والوقوف إلى جانبها في مواجهة كل الصعاب خلال العامين الماضيين، منذ البدء بتأمين حوافز ال 25 دولارا، مرورا بالأربعة رواتب، ورواتب الصيف وبدل النقل، ومتابعة المنح المدرسية والجامعية، وصولا إلى بدل الإنتاجية 300 دولار”.
وتوجه بالشكر إلى رئيس الرابطة على “سعيه لتحسين إمكانيات المدارس الرسمية واليوم تم توزيع 20 جهاز كمبيوتر “لابتوب” على مدراء المدارس الرسمية في مدينة بعلبك ومحيطها وبعض مدارس الهرمل، ولكن هذا الأمر على أهميته، لا يغطي الحاجة، لأن عدد المدارس أكثر من 180 مدرسة”.
وختم عقيل معاهداً على “المضي قدماً بالوقوف إلى جانب الرابطة في كل أمر يخدم مصلحة ومعيشة المعلم حتى تحقيق كل آمال وتطلعات المعلمين”.
جعفر
وبدوره عرض مقرر لجنة الإتصال في قضاء الهرمل خضر جعفر أبرز المشاكل التي يعاني منها الأساتذة إلى جانب سائر موظفي القطاع العام والمتقاعدين في البقاع الشمالي، ومنها: “إضطرار حوالي 4 آلاف موظف إلى الانتقال مسافة حوالي 200 كلم ذهاباً وإياباً إلى شتورة لتقاضي رواتبهم وحقوقهم من المصارف، وأحيانا لمرات عدة، مع ما يتطلبه هذا الأمر من نفقات ومشقات، كما أنه لا يوجد طبيب أسنان في تعاونية موظفي الدولة في محافظة بعلبك الهرمل، فينتقل المعلمون إلى فرع التعاونية في زحلة حيث تم الاستعانة بطبيب يأتي من طرابلس، ويقتصر دوامه على يوم الخميس”.
وشكا من “النقص الحاصل في أساتذة الملاك بالمدارس الرسمية، مما يتطلب البت بمشروع التثبيت الذي مضى عليه 14 سنة”.
جواد
وتحدث جواد فقال: “أتيت اليوم من الجنوب الصامد إلى البقاع الأشم إلى بعلبك درة البقاع، أمشي دروب العز والافتخار، وأتلو دعاء الانتصار، وأتنشق من عبق ترابها عنفوان الرجال وصناعة الأبطال، يلفحني حر شمسها بين السهل المترامي والقرى المتلألئة عند أطرافه، حيث توقد مصابيح العلم والهدى والريادة لتغدو أشعاراً وحكايات عن الشهداء والشهادة. هذا هو البقاع، وهذه بعلبك التي فيها ومنها أقسمنا خلف الإمام القائد السيد موسى الصدر، اننا لن نهدأ، وسنبقى ندافع عن المحروم والمظلوم في اي منطقة كان، وإلى أي طائفة انتمى، والعين لا تغفل ولا تسهو عن الحدود حيث العدو المتربص بنا”.
واعتبر ان “العمل النقابي ليس نزهة أو ترفا، لا سيما في هذا البلد، ومع هكذا مسؤولين، وفي ظل الأوضاع الحالية. لعله من سوء طالعنا أننا تولينا رئاسة الهيئة الإدارية لرابطة معلمي التعليم الأساسي قبل يومين على اندلاع التحركات الإحتجاجية، وما تلاها من انهيار سريع ومريع في الوضع الاقتصادي، انعكس انهيارا على القدرة الشرائية، وتدني قيمة الرواتب، بل وانهيارها بنسبة وصلت إلى 90%، فوجدنا أنفسنا أمام معاناة تفوق حد التصور، وأجزم هنا أنه لم يكن يوجد لا من الاقتصاديين، ولا من المحللين، ولا من السياسيين، من كان يتوقع أن نصل إلى ما وصلنا إليه”.
وتابع: “من هنا بدأت رحلة المعاناة ومحاولة النهوض، أولا لاستعادة قيمة رواتبنا، وللعودة إلى ما كنا عليه، وزاد في الطين بلة أن أتت جائحة كورونا لتعيق أي تحرك مطلبي، حيث ترافقت مع إقفال عام. أمام هذا الواقع كان علينا السعي لوضع الأولويات التي يمكن تحقيقها موضع اهتمام، وكانت فكرة بدل الإنتاجية في ظل عدم سماح صندوق النقد الدولي بأي زيادة على الرواتب، وبالطبع هي إجراء مؤقت، والحل بسلسلة رتب ورواتب نستعيد من خلالها قيمة رواتبنا كما كانت قبل الأزمة “.
وأضاف: “يجب أن نعلم أننا نعيش في ظل دولة أفلست، وتُعطى جرعات من القروض والمساعدات للاستمرار. تصوروا ان حماة الوطن، عنيت بهم الجيش، غير قادرين على الاستمرار لولا المساعدة المالية القطرية، فما حالنا نحن؟! هذا لا يعني الإنكفاء، بل إننا نصر على استعادة حقوقنا وواقعنا مهما كلف الأمر، ولكننا ندرك ان ذلك لن يكون مرة واحدة”.
ودعا إلى “الحفاظ على المدرسة الرسمية، فهي الملاذ لأبناء الفقراء، لذلك نحن في أي موقف نوازن بين حقوق المعلمين وإبقاء المدرسة الرسمية”.
وأردف: “إن كانت من أهم وسائل التعبير في العمل النقابي الإضرابات والاعتصامات والتظاهرات، ولكن هناك وسيلة أخرى أجدى هي الحوار، ولعل الحوار حول بدلات الإنتاجية ورفعها إلى 300 دولار أوصلنا إلى إنتاج عام دراسي اكثر من طبيعي، وفي السنة الدراسية القادمة سوف ندرس حاجاتنا والإمكانيات المتوفرة في الدولة لنبني على أساسها الرقم الذي سنقف عنده في بدلات الإنتاجية، وبالطبع هذا سيكون موضع رضا وقبول عند المعلمين”.
وختم جواد معتبرا ان “الحل لاستمرار المدرسة الرسمية واستعادة عيشنا الكريم هو سلسلة رواتب جديدة، والى حينها ندعو المسؤولين إلى أن يأخذوا تجربه العام الحالي بعين الإعتبار، فعندما يرتاح المعلم قليلا ننتج سنة دراسية غير مسبوقة. اعطوا المعلم ما يرضيه، واستثمروا في التربية لأنها أساس بناء الوطن وبقاء لبنان”.
وكان حوار مفتوح مع جواد حول مختلف الشؤون التربوية والمطلبية والمعيشية للمعلمين.