عودة 310 نازحين سوريين طوعاً

كتب عيسى يحيى في نداء الوطن ،

عودة طوعية خجولة أشبه بحقنة تخدير لملف النزوح سجّلت أمس في البقاع عبر معبر جوسيه الشرعي، ومعبر وادي حميد الذي استحدثه الأمن العام اللبناني عند أطراف بلدة عرسال، ليعبر منه الراغبون في العودة إلى سوريا، كونه الأقرب إلى منطقة القلمون الشرقي السوري. لم تكن قافلة العودة الطوعية بحجم التوقّعات والتطلّعات التي مهّدت لها منذ أشهر، وكانت تحمل معها أمنيات برغبة الكثيرين من النازحين في العودة إلى بلادهم بعدما أخذ ملف النزوح حيّزاً كبيراً من المداولات والنقاشات، ووضع على صفيحٍ ساخن حرّك الركود الذي كاد يصيبه.

بعد انقطاعٍ دام سنوات، عادت قوافل السوريين لتعبر الأراضي اللبنانية في اتجاه الحدود السورية إيذاناً بتخفيف الأعباء والأثقال عن لبنان التي تحمّلها منذ عام 2011، وبعدما ظهرت المشاكل التي يسببّها النازحون في مناطق اقامتهم، من عصابات سرقة وقتل، إلى تداعيات إقتصادية أثّرت في الاقتصاد اللبناني، وما بينها من مخاطر صحية وأمراض تنتشر في صفوفهم وتسبّب العدوى بين اللبنانيين، كما حدث في بلدة عرسال أخيراً، والتي تضمّ أكبر تجمّع لهم.

منذ ساعات الصباح الباكر، بدأت آليات النازحين الذين تقدّموا بتسجيل أسمائهم لدى الأمن العام اللبناني رغبةً في العودة الى بلداتهم ومناطقهم في سوريا، بالتجمّع في محلة وادي حميد، محمّلةً بالخيم التي كانوا يقطنون فيها، وبالمواشي وما تيسّر من أغراض منزلية كانوا يستعملونها، وهي النقطة التي نصب فيها الأمن العام خيمةً للتدقيق في الأسماء المسجّلة، وبعدما أرسلت سابقاً إلى الجانب السوري ليصار إلى أخذ الموافقة بعودتهم، حيث رست الموافقة على 310 أسماء، توجه عشرة منهم إلى معبر جوسيه في بلدة القاع، و300 إلى وادي حميد، على أن ينتقلوا منه وبمواكبة عناصر الأمن العام الى معبر الزمراني في جرود بلدة عرسال، ليعبروا بعدها الى الجهة السورية، بعد مرورهم على النقطة الأمنية التي أقام فيها الجيش السوري حاجزاً للتدقيق أيضاً في اللوائح الإسمية على أن يواكبهم بعدها الى بلدات فليطة وقارة وغيرها من قرى القلمون الشرقي التي أصبحت آمنة.

قلة الأعداد المسجّلة مقارنة بالمرّات السابقة، سهّلت الإجراءات التي اتخذها الأمن العام اللبناني، حيث بدأ عناصره منذ السادسة صباحاً بالتجهيزات تمهيداً للإنطلاق. وبعد اكتمال الإجراءات الروتينية، انطلقت القافلة قرابة العاشرة صباحاً بمواكبة الأمن العام الى معبر الزمراني، لتصبح في عهدة الأمن السوري، على أن تستكمل رحلات أخرى بعد تسجيل أسماء جديدة. وذكرت مصادر أمنية متابعة لـ «نداء الوطن» انّ الأسماء التي تقّدمت راغبة في العودة هي أكثر من 310 أسماء، لكنّ عدداً منها لم توافق عليه الجهات السورية، إضافة الى تراجع عدد آخر عن العودة»، مضيفةً «أن العديد من السوريين يتقدّمون بأسمائهم للعودة، لكنهم يعمدون من وراء ذلك الى الكشف عليها عند الجانب السوري والتأكد اذا كانت عليهم ملفات أمنية، لا من أجل المغادرة».

Exit mobile version