أحيت جمعية “قولنا والعمل” عيد المقاومة والتحرير بمهرجان سياسي وشعبي في برالياس، برعاية رئيس الجمعية الشيخ الدكتور أحمد القطان، وحضور أمين عام حزب “الإتحاد” النائب حسن مراد، عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سليم عون، نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش، ممثلين عن المديرين العامين للأمن العام وأمن الدولة والجمارك، ممثل ميتروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران أنطونيوس الصوري، ممثل راعي أبرشية زحلة والفرزل والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم ابراهيم، مستشار شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى القاضي دانيال سعيد، ممثلين عن الاحزاب الوطنية اللبنانية والقوى والفصائل الفلسطينية وعلماء ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات بقاعية.
دعموش
وشدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” على ان “الدخول الى رفح لن يُغير شيئا من مشهد العجز الإسرائيلي، ولن يعطي العدو صورة النصر التي يبحث عنها ولن ينهي المقاومة، وسينتقل من فشل الى فشل، ولن يجني من استمرار عدوانه سوى المزيد من الخسائر وتعميق المأزق الذي يتخبط فيه، وليس امامه سوى الاعتراف بالعجز والرضوخ للامر الواقع والذهاب نحو الحل السياسي والعودة الى ورقة الاتفاق التي وافقت عليها حماس ومعها كل فصائل المقاومة”. أضاف: “ان المقاومة ما زالت حاضرة ومتماسكة وقوية وثابتة وهي تواجه العدو بكل شجاعة وصلابة في رفح وفي جباليا وفي وسط غزة وعلى امتداد القطاع، وتلحق به خسائر كبيرة“.
وتابع: “يجب أن يعرف العدو أن ما عجز عن تحقيقه خلال ثمانية أشهر في عز اندفاعة جيشه، وفي عز تأييد أميركا والغرب له، لن يتمكن من تحقيقه اليوم بعدما تبدلت الكثير من تداعيات الحرب”.
وقال: “منذ البداية قلنا بأن معركتنا في الجنوب هي لمساندة غزة وعدم الاستفراد بها واشغال العدو والضغط عليه كي يوقف عدوانه ولا يتمكن من تحقيق اهدافه، لأنه إذا تمكن من غزة سيتفرغ للبنان وينفذ تهديداته ضده وسيكون لبنان هو الحلقة التالية بعد غزة. لذلك انخرطنا في هذه المعركة لانه لا يمكن فصل لبنان عما يجري في غزة“.
اضاف: “من يريد أن يحمي لبنان من العدو الصهيوني عليه أن يكون جزءا من هذه المعركة وان يدافع عن القضية المركزية للامة وهي قضية فلسطين والمقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين، والعدو وحلفاؤه هم من يريدون ان يعزلوا لبنان عما يجري في فلسطين ليستفردوا بالشعب الفلسطيني، ونحن لسنا ممن يتخلى عن القضية الفلسطينية وعن واجبه الديني والانساني والاخلاقي والقومي اتجاه مظلومية الشعب الفلسطينيي”.
وتابع: “ان الشهيدين الكبيرين والعزيزين، رئيس الجمهورية الاسلامية في إيران آية الله السيد ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور أميرعبد اللهيان ورفاقهما ممن ارتقوا في حادثة الطائرة المفجعة، هم من اولئك الذين قدموا خدمات جليلة للمقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي كل المنطقة، وكانت لهما مواقف جريئة وشجاعة في كل المؤتمرات والمحافل والمنابر الدولية، نصرة لغزة ولبنان والقضية الفلسطينية، ولا شك اننا بفقدهما فقدنا سندا كبيرا ومؤثرا في نصرة قضايانا في هذه المنطقة ولكن عزاؤنا وعوضنا هو بوجود آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) ووجود الشعب الإيراني القوي والصابر والصامد المتمسك بقضايا امتنا والذي لا يمكن أن يحيد عن هذا النهج الاسلامي والانساني الاصيل مهما كانت الاثمان والمصاعب والتضحيات”.
وختم: “نحن سنواصل نهج المقاومة ولن نحيد عنه، والمقاومة في لبنان ستبقى في قلب هذه المعركة اسنادا لغزة وهي تطور أداءها وعملياتها كما ونوعا بما يتناسب مع الظروف والتطورات القائمة، وتفرض المُعادلات في الميدان، ولن نفكك بين هذه الجبهة وجبهة غزة، ولن يكون هناك حل للجبهة اللبنانية قبل وقف الحرب في غزة، وكل الضغوط الداخلية والخارجية والتهويل والتهديد بالحرب الشاملة على لبنان لن يعطي نتيجة، فنحن لا نخشى التهديد ولا نسقط امام التهويل، ومستعدون لكل الاحتمالات، وسندافع عن بلدنا بكل عزم وقوة واقتدار، وسننتصر باذن الله في هذه المواجهة كما انتصرنا في كل المواجهات السابقة”.
القطان
بدوره، قال القطان: “إن الشباب في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وكل المحور أخذوا على أنفسهم عهدا بألا يرجعوا إلا منتصرين أو شهداء في سبيل الله، لقد نظر كل العالم للشباب العظماء في فلسطين الذين يلقنون وإلى الآن هذا العدو درسا لن ينساه أبدا، فلم يعد أي كلام بأن إسرائيل لا تقهر وهي التي تمتلك أقوى وأقدر جيش في المنطقة أثبتوا أن هؤلاء الشرذمة لن تقوم لهم قائمة في غزة وفي كل فلسطين وأن فلسطين وبهؤلاء المجاهدين المقاومين ستعود كل فلسطين من البحر إلى النهر، وما نراه في لبنان من مساندة لأهلنا وإخواننا في غزة ليس غريباً عن حزب الله في لبنان وليس غريبا عن كل القوى الوطنية المقاومة التي تساند غزة من جنوب لبنان“
أضاف: “نأسف لتشكيك البعض في لبنان بقوة وقدرة المقاومة والذي ما زال إلى الآن لا يريد أن يعترف بقوة لبنان ومعادلة الشعب والجيش والمقاومة، هذه المعادلة التي حررت عام 2000 وانتصرت عام 2006 وحمت لبنان من داعش والنصرة ومن كل الأخطار التي تهددت هذا البلد، ما زال هناك فريق يقول بأن قوة لبنان لا تكون إلا في ضعفه واستسلامه وتطبيعه وتواصله مع السفارات الأجنبية التي أثبتت أنها لا تحب لبنان ولا شعبه ولا تريد لبنان قويا عزيزا مواجها لكل التحديات”.
وتابع: “لا يمكن أن نقبل بلبنان الضعيف المتخاذل أو المطبع أو الذي يتآمر على أرضه وشعبه وبلده. لقد أصبح اللبنانيون يفتخرون بأن لديهم مقاومة عظيمة، مقاومة باتت تدافع عن كل الأحرار في العالم، وتساند غزة والمستضعفين على امتداد العالم، في اليمن والعراق وسوريا وكل مكان”.
وقال: “نأسف ان نرى شباب الجامعات في الدول الأجنبية من أمريكا إلى كل دول أوروبا، يتظاهرون ويطالبون بوقف الحرب على غزة وفلسطين ونرى في المقابل التخاذل من أهلنا وإخواننا في بلداننا العربية والإسلامية. لذلك علينا أن نصوب البوصلة وأن نقول لكل العالم بأن أهل السنة والجماعة هم أهل المقاومة والجهاد وأن فلسطين ستتحرر على أيدي كل المجاهدين والمقاومين“.
اضاف: “ان ما أصاب الجمهورية الإسلامية في إيران من مصاب فقد أصابنا جميعا وأصابت كل أحرار العالم وكل من لديه إنسانية، وهنا لا بد من استحضار المواقف المشرفة لايران مع المقاومة في لبنان، واليوم نرى الدعم المطلق للمقاومة في فلسطين والذي تعلنه قيادات المقاومة في غزة وكل فلسطين عن الدعم اللامحدود من ايران لهم”.
وتابع: “هنا نقول لها شكرا إيران على كل الدعم للمقاومة في لبنان وفلسطين، وأيضا كل الشكر للمقاومة الإسلامية في لبنان، شكرا لحزب الله الذي يساند غزة ويقدم خيرة شبابه دعما ومساندة للشعب الفلسطيني ومقاومته، لذا نحن نرفع رأسنا بهذه المقاومة والتي نعتبر أن قوتنا وكرامتنا وعزتنا في لبنان نأخذها من الله ثم من حزب الله، فما يقدمه حزب الله من خيرة شبابه، فلقد قدّم أكثر من 300 شهيدا من خيرة شبابه من أجل غزة ومن أجل لبنان“.
مراد
من جهته، قال مراد: “الخامس والعشرون من أيار هو يوم انتصار إرادة المقاومة وأهلها على أعتى قوة عرفتها البشرية، ويوم تغيير التوازنات إيجابيا في المنطقة، وتجسيد مفهوم الدولة وكل معاني الوحدة الوطنية”.
أضاف: “إننا لن نتنازل عن شبر واحد من أرضنا العربية المحتلة، وسنقاتل في سبيل الحفاظ على وحدة قوى المقاومة لاسترجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر والقرى السبع”.
وشدد على “الموقف الثابت من دعم المقاومة في فلسطين واليمن وسورية والعراق”، مكررا التأكيد أن “فلسطين حق مقدس لن يموت أو يمحى أو يسقط مع مرور الزمن”، لافتا إلى أن “المقاومة الفلسطينية تدافع عن كل قضايا الأمة المحقة بوجه كل طغاة العالم رغم كل الضغوط والعقوبات”.
وأردف: “في الوقت الذي نخوض فيه الملاحم نسمع في الأفق من يتحدث عن الصفقات أو يذهب الى التسويات المذلة أو يرسم سيناريو لغزة ما بعد الحرب. وبالمختصر، عبثا يحاولون وسيفشل المخطط في غزة، ولن نسمح بأن تنكب فلسطين مرتين وإننا تعلمنا من دروس الماضي”.
وأكد على “خيار المقاومة كحل وحيد لاستعادة الحقوق التاريخية، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”.
وتقدم من “الجمهورية الإسلامية في إيران بالتعازي باستشهاد رئيسها إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبداللهيان والوفد المرافق لهما”، آملا أن “تخرج إيران من الأزمة أكثر قوة وصلابة”.
عون
أما عون فقال: “أهمية هذا الإنتصار تجاوزت حدود لبنان، فهذا الإنجاز نقل لبنان والمنطقة بأسرها من زمن الى آخر، من زمن الإستسلام الكامل لمشيئة إسرائيل الى زمن كسر إرادتها، من زمن عنجهيتها الى زمن مرمغة أنفها في التراب، من زمن الرضوخ الى زمن الرفض، من زمن الضعف الى زمن القوة، وما تشهده غزّة اليوم خير دليل على ذلك”.
اضاف: “هذا الإنتصار كسر مقولتين لطالما رددهما واقتنع بهما الأقربون والأبعدون على حدٍ سواء: “قوة لبنان في ضعفه”، و”الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر”. لقد أثبت هذا الإنتصار أن قوة لبنان في قوته، وأن الإرادة الحرة أقوى من أي سلاح. كما أظهر أن الجيش الإسرائيلي، الذي كان يعتبر قوة لا تُقهر، يمكن دحره وهزيمته عندما تتوفر الإرادة الصلبة والإيمان بالحق”.
وتابع: “هذا الإنتصار كان درسا لنا وللأجيال القادمة ولكل العالم: أن لا مستحيل أمام الإرادة الصلبة، وأن القوة الحقيقية ليست في العتاد والسلاح، بل في العقل والثقة بالنفس والإيمان بعدالة القضية.“
وقال: “في هذا اليوم، استعدنا ثقتنا بذاتنا ولم نعد بحاجة الى أي ضمانات من أي نوع كانت او من أي جهة أتت، فصرنا نحن ضمانة أنفسنا، وأثبتنا أن قوة لبنان ليست في ضعفه، بل في قوته، في صمود شعبه وإيمانه بربه وبقضيته، في جهوزية جيشه ولحمته وصلابة عقيدته وفي تطور مقاومته وعنادها وتصميمها”.
اضاف: “كان لا بد لسياسة القهر والظلم التي تعتمدها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ان تفجّر غضبهم، فما تشهده غزة اليوم هو رد فعل لشعب لم يعد أمامه سوى المقاومة ازاء كل ما تعرّض له من إحتلال وقمع وقتل، وصل الى حد الإبادة. ونحن تجاه هذه الإبادة نقف الى جانب حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الإحتلال والظلم، ونرى أن نضاله من أجل الحرية والكرامة ليس عبثا، بل هو واجب وحق طبيعي. كما إن الإصرار على المقاومة والثبات على الحق سيُثمر في النهاية حرية وانتصارا. فمهما كانت قوة الظلم، فإن إرادة الشعوب لا تقهر، والحرية لا تُشترى ولا تُباع، وإغتصاب إسرائيل لحقوق الفلسطينيين والإستمرار في ظلمهم لن يدوم”.
وتابع: “إن التاريخ يعلمنا أن الظلم لا يستمر، وأن الشعوب ستنهض عاجلا أم آجلا لتحرير نفسها واستعادة حقوقها. كما إن سلب الحقوق وان استمر لعقود، سينتهى بفضل إرادة شعب فلسطين وصموده. هذه الحقيقة يجب أن تكون جرس إنذار لكل من يعتقد أن القوة الغاشمة يمكن أن تُخضع إرادة الشعوب إلى الأبد”.
وقال: “أما حان الوقت لأن تفهم اسرائيل انه من المستحيل ان تحمي وجودها من دون سلام عادل وشامل مبني على الحقوق للجميع وأولهم حق الفلسطينيين في قيام دولتهم؟ أما حان الوقت لأن تفهم الدول الداعمة لإسرائيل والساكتة عن جرائمها أنه لا يمكن دعم كيان غاصب قائم على آحادية دينية يرفض الآخر ويطرده من أرضه ومن هويته ومن ثقافته، وتتوقع بعد ذلك أن تنعم المنطقة بالسلام؟.“
بعد ذلك، تقبل القطان والمجلس المركزي في الجمعية التهاني والتبريك بعيد المقاومة والتحرير.