الفوعاني لبعض ابناء الوطن: لا تطعنوا ابناء المقاومة بسكين مراهناتكم

Screenshot

– أحيت حركة “امل”، ذكرى عيد المقاومة والتحرير باحتفال في نادي الرسالة العين، بحضور النائبين غازي زعيتر وملحم الحجيري، رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور مصطفى الفوعاني، مسؤول اقليم البقاع اسعد جعفر، علماء دين من مختلف الطوائف، اعضاء قيادة اقليم البقاع، قائمقام الهرمل طلال قطايا، ممثلين عن الاحزاب الإسلامية الوطنية، مدراء جامعات، رؤساء إتحادات بلدية ورؤساء بلديات، رؤساء روابط مخاتير ومخاتير، قادة أمنيين وعسكريين، مدراء مستشفيات، رؤساء مصالح ودوائر، مدراء مدارس وتربويين، كوادر حركية، مسؤولي مناطق ولجان مناطق حركية وشعب،

عرف الحفل مفوض البقاع علي شحادة، وعزفت النشيدين فرقة المرحوم فواز جعفر فوج الامام الصادق تعلبايا ثم وصلة لفوج ابي ذر الغفاري العين.

الفوعاني

كلمة حركة “امل” ألقاها الفوعاني وقال فيها: “إنــه الجنــوب، انها المقاومة وانهم افواج المقاومة اللبنانية، الحاضرون في لحظات الزمن الشاردة، الممسكون بعصب الوقت، عين على لوحة مسافة البندقية، تمتد من زهرة شتلة التبغ إلى حبيبات السنابل الممتلئة إلى قلب الهدف، وعين تقرأ المستقبل. القادمون من ميناء الارجوان، والسهل الممتنع. الممتزجون بعبق زهر الليمون، المنغرسون شجر تين وزيتون في قرى الشعب، شرايين تركض فيها مياه الليطاني والعاصـي، اخضرارًا بلون لبنـان، وردًا يطرز مناديل الأمهات، وهم فدائيو أرضنا المقدسة، أبطال المقاومة اللبنانية. نكتب لهم، أم نكتب عنهم، وهم وحدهم يعيدون صياغة التاريخ، وهم حين أحتل العدو الثغور وتسلل من الأرض والبحر والسماء في غفلة عن التاريخ وحدهم كانوا اليقظة، توزعوا على خارطة الوطن خيوط ضوء ونجومًا وأقمارا، والأهل الذين وقع عليهم كابوس الاحتلال، أماطوا اللثام في لحظات الصدمة والنار حين انبعثت بذور البطولة وخرجت المدن والقرى والدساكر إلى موقع المعركة الدائمة التي لن يهدأ سعيرها. إنه لبنان فوق الاحتلال، كلمة الحق الفاصلة في وقفات أبي ذر الغفاري، ولحظة التاريخ المتواصلة في البناء الذي أشاد صرحه الامام القائد السيد موسى الصدر. وهو الجنوب، الحدث اليومي.. بل هو الجنوب الحدث، يجتمع شمله على كتاب تاريخه ويومياته لعام٢٠٠٠ لعل الذي لم يكن في موقع المعركة يحفر بدمه الخنادق”.

واضاف: “‏لأيار، عهد في الخامس منه، لأيار تكاملت أرواح واجساد، لأيار زرع كأنه حمل القضية، وللأبد قيد كسرناه ذات أمل، اذ رنا فشهيد يعانق شهيدا، وإذ غفا فجرح على تحرير،.فجرنا آيات والسبع: قامات انتصار ..وميثاق”.

وتابع: “اذا لم تكن اللحظة التي تستعيد فيها الأمم والأوطان والشعوب سيادتها وتحرير ترابها وانسانها عيدا وطنيا، فمتى تكون الأعياد؟ إن الخامس والعشرين من أيار عام 2000 أبدا ليس لحظة عابرة في تاريخ، أو تأريخ عابر للحظة من عمر وطن، بل هو عبور لكل المحطات المضيئة التي كونت تاريخا للوطن وللأمة وللإنسانية فصنعت المجد وعيد الأعياد. ولأنه كذلك وأكثر من ذلك بكثير”.

وأردف: “تحية إعتزاز وعرفان وتقدير للذين صنعوا هذا التاريخ العيد، وهذا المجد الوطني الإنساني الذي لا ولن يزول. تحية للقافلة الطويلة من الشهداء الذين منهم من قضى نحبه والآلاف منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ذودا عن ترابنا الوطني ودفاعا عن سيادتنا وصونا لكرامة الانسان فاستحالوا أنجم وكواكب متلالئة تحرس السماء. تحية للمقاومين، كل المقاومين على حدود الوطن ولعيونهم التي لا تنام ولسواعدهم القابضة على الزناد. تحية لكل اللبنانيين في الشمال وشهبائه طرابلس، في البقاع أبجدية المقاومة الأولى وسهله المتدفق عطاء وتضحية وفي الجبل الأشم الشامخ بالوفاء والإباء في بيروت العاصمة والحاضنة للحلم والألم والأمل. تحية للجنوب معجزة الجهات للصامدين فيه الراسخين في قراه من الناقورة الى أعالي العرقوب وجبل الشيخ وقمم حرمون والبقاع الغربي وجزين والريحان وحاصبيا وقرى اقليمي الخروب والتفاح واقضية صيدا وصور مرجعيون وبنت جبيل والنبطية. تحية لكل هذه الارادات الوطنية التي توحدت وتضافرت وتكاملت فصنعت قبل 24 عاما ذلك التاريخ العيد”.

وقال:”تمر الذكرى الرابعة والعشرون لتحرير الجنوب من رجس الاحتلال الاسرائيلي في ظروف وطنية وجنوبية تعيد مناخات وأجواء الصراع إلى فترة الاحتلال الذي سقطت مفاعيله في هذا اليوم الأغر من يوم الخامس والعشرين من شهر أيار من العام 2000، حيث أكدت المقاومة على أن التحرير وإستعادة الارض لا يتمان إلا ببذل الدماء، وأن الحقوق تؤخذ ولا تعطى. وان أجسادنا زُرعت في  هذه الأرض المباركة، فكان التحرير. كانت ملحمة سطرتها اجيال من المقاومين شهداء وجرحى وأسرى، اذاقوا إسرائيل الهزيمة المرة ومرّغوا عنفوان جيشها بعار الاندحار عن ارضنا دون قيد أو شرط أو اتفاق ذل وهوان وصمود شعبي قل نظيره. وقبضة حسينية تواجه القبضة الصهيونية”.

 وأكد الفوعاني انه “بذات الروح والعزم والوحدة والالتفاف حول مقاومتنا وحقنا بأرضنا وسيادتنا وخياراتنا نخوض هذا الصراع ضد عدو لبنان والعرب والإنسانية، وبذات اليقين الذي اعتمر قلوبنا في أيار الألفين، نثق بالنصر وبهزيمة العدو، على الرغم من سياساته الإجرامية بإستهداف مواطنينا وبالتدمير الممنهج لقرى الجنوب التي سيعاد بناؤها بكل عزم وإصرار. ولبعض ابناء الوطن ان لم تكونوا لبنانيين في وطنيتكم، كونوا احرارا في مواقفكم، ولا تطعنوا ابناء المقاومة بسكين مراهناتكم، فقطرة دم من ابنائنا لا يعوضها مال الدنيا كلها”.

وقال: “نجدد التزامنا وتمسكنا بالقرار الأممي رقم 1701 بكافة بنوده ومندرجاته وأن المسؤولية عن خرق هذا القرار منذ لحظة صدوره هي إسرائيل بأكثر من 30 الف خرق برا وبحرا وجوا وبالتوازي فإن لبنان متمسك بحقه بالدفاع عن أرضه بكافة الوسائل المتاحة في مواجهه العدوانية الاسرائيلية ولإستكمال تحرير ما تبقى من أرضه المحتلة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة والشطر الشمالي من قرية الغجر والنقاط الحدودية المتحفظ عليها مع فلسطين المحتلة وصولا الى النقطة B1 عند رأس الناقورة”.

وأشار الى ان “لبنان منفتح للتعاون الإيجابي مع أي جهد دولي يهدف الى لجم العدوانية الاسرائيلية وإطماعها تجاه لبنان وثرواته وكيانه وحدوده البرية والبحرية والجوية، وهو غير مستعد للتفريط بأي حق من حقوقه السيادية، وفي الإطار نفسه نشدد على ضرورة تكثيف الجهود والمساعي الدولية والاقليمية لوقف حرب الإبادة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة كمدخل أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها”، مشددا  على إن “لبنان سيقاوم أي محاولة من أي جهة لفرض أي شكل من إشكال التوطين سواء للنازحين السوريين أو اللاجئين الفلسطينيين، وفي هذا الاطار نجدد دعمنا للشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة لتحرير أرضه وتحقيق حلمه بالعودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما ندعو المجتمع الدولي لمقاربة ملف النزوح السوري مقاربة إنسانية بعيدا عن أي إستثمار لأغراض تهدد وحدة وسيادة الشقيقة سوريا، كما ندعو الحكومة اللبنانية الى الإسراع في فتح قنوات التواصل مع الحكومة السورية، وتشكيل لجان مشتركة تحقق العودة الآمنة للنازحين الى وطنهم الأم”.

وجدد الشكر والتقدير “لكل المساعي الإقليمية والدولية التي تبذل لاسيما جهود اللجنة الخماسية الرامية لمساعدة لبنان على إنجاز استحقاقه الرئاسي، وهو جهد مقدر لكنه يبقى من دون طائل إذا لم نبادر جميعا كقوى سياسية وكتل برلمانية لملاقاته في منتصف الطريق بالإحتكام لمنطق الحوار أو التوافق أو التشاور كلغة وحيدة في ما بيننا دون إلغاء أو إقصاء لأي طرف أو تهميش لأي مؤسسة وخاصة المجلس النيابي ودائما تحت سقف الدستور، فلنسارع إلى التقاط اللحظة الراهنة غدا قبل بعد الغد إنقادا للبنان وصونا لعظيم ما بذله الشهداء من تضحيات في سبيل أن يبقى وطنا واحدا موحدا لجميع أبنائه”.

وأكد الفوعاني إن “حركة أمل، وهي تخوض هذه الملحمة الوطنية والتي قدمت هذه القرابين من الشهداء دفاعاً عن لبنان والجنوب، ستبقى حارسة الارض اللبنانية من غطرسة العدو، وملتزمة التزاماً وطنياً وقومياً ودينياً وإنسانياً بالقضية الفلسطينية خاصة في ظل المحرقة التي تتعرض لها غزة، لأن هذه القضية هي شرف الحركة وفي صلب ميثاقها كما اكد الامام القائد، وبذات الوقت تؤكد التزام شعبنا ومقاومتنا ومؤسساتنا بالقرارات الدولية، في حين ان العدو الصهيوني لايقيم لها وزنا ويمارس ارهابه المنظم في لبنان وفلسطين، ونؤكد ان حدودنا الجنوبية ليست بحاجة لا للتفاوض ولا لإعادة الترسيم، وكل شبر محتل سيستعاد وهي مرسومة بالاتفاقيات الدولية وممهورة بالدم، وهي عنوان كرامتنا الوطنية التي لا يفاوض عليها.ولم يعد يجدي الا المقاومة والمقاومة فقط”.

وقال: “في عيد المقاومة التحرير تؤكد الحركة أن وطن المقاومة والانتصار بحاجة إلى مزيد من تلاقي بنيه وتحاورهم من أجل إنجاز ملفاتهم الوطنية وأولها انتخاب رئيس للجمهورية في هذه الظروف الصعبة داخلياً واقليمياً، وبحاجة إلى دولة ومؤسسات تسير شؤون المواطنين وتنهي حال الشغور في مواقع الإدارة، وتتحمل مسؤولياتها في إعادة إعمار ما تهدمه اسرائيل في قرى الجنوب. دولة رائدة في حمل قضايا العالم العربي وأولها القضية الفلسطينية التي هي اليوم اكثر ما تكون بحاجة لدور لبنان الفاعل والطليعي، والتواصلي مع مراكز القرار الدولي، وملاقاة الرأي العام العالمي الذي ينتفض شبابه الجامعي نصرة لفلسطين، هذا الشباب الذي للمرة الاولى، يثبت بأن الكيان الصهيوني اصبح عبئاً على صانعيه وداعميه والمرتبطين به، وبات يشكل خطراً على السلام والأمن الدوليين”.

وختم الفوعاني: “لأهلنا في الجنوب نقول صبراً والنصر أت كما في العام 2000، وللشهداء العهد على إكمال المسير الذي ابتدأه الامام القائد، ويرعاه ويحمي وحدة الوطن الأخ الرئيس نبيه بري. عودٌ على بدء كلام الحرف وحرف الكلمة: نحمل دمنا على كفنا من عرس إلى عرس، من انتصار إلى انتصار حيث قطف الموت عنب أرواحنا بعيدًا عن مسارح الشطآن، وعن الصخب الذي يحرك جانحيه على دجى المدينة إلى هذا العرس، فأية أعرس ستأتي؟ لولا اننا نقطف أسماء شهدائنا من على عريشة السماء، ويكاد يجافينا اللؤلؤ ونغلق أعيننا عن شهوة البكاء وشهوة ان نرى ونسمع، لولا اننا كتاب أمل الأمل المحلى بالقصائد والناس والابداع والفكرة. ثم ها نحن نمد القلب كلمة من القلب، إن فرح الأجراس بقيامة لبنان يأتي من صهيل اقلامكم وأفواه بنادقكم فاحفظوا لبنان وفي قلبه كتاب الوصية، والوصية هي الجنوب وانتبهوا ان لا تستحيل الوصية إلى حصان من الشمع تذوب قبل الصهيل. ثم ها نحن نقول أيضًا، ثم ماذا بعد. ها أنذا أقرأ كف صبيرة جرحت في الظلام، وأعلن ان الموت لا زال واقفًا فوق مخدة أطفالنا وان التهديدات تتهادى يومًا بعد يوم يخبىء خلف الضباب احجية حلها دمنا. فاحذروا لون النعاس ولون الهمس وسرب الحمام وكل ما يسلك الدرب ما بيننا بالرضى والسلام”.

Exit mobile version