نظمت جمعية “الشبكة الشبابية اللبنانية” احتفالها السنوي الثالث، في قاعة اتحاد بلديات بعلبك، برعاية وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال جورج كلاس ممثلا بمدير فرع “الجامعة الإسلامية” في بعلبك الدكتور أيمن زعيتر، وبحضور رئيس الاتحاد شفيق قاسم شحادة، قائد المركز العالي للرياضة العسكرية العميد الركن مخايل موسى ممثلا بالملازم جويا الحاج، رئيس الجمعية ياسر زغيب، ولاعبي “الشبكة الشبابية اللبنانية” في الفنون القتالية، وفاعليات رياضية واجتماعية وفنية.
استهل الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، والنشيد الوطني اللبناني. وقدمت فرقة “كورال صدى الجبل” بقيادة راميا الخوري “بناديلك يا حبيبي ما بتسمعلي ندا” و “غردي غني لي بالليل الهادي” من ألحان الفنان زكي ناصيف، و”قلبي ومفتاحة” للفنان الكبير فريد الأطرش.
زغيب
وأشار زغيب إلى أن “هدف الجمعية منذ تأسيسها عام 2010، كان ولا يزال أن يكون الشباب عناصر فعالة في عملية التنميه المستدامة التي تهدف إلى تحقيق التوازن بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، لضمان استدامة عجلة النمو في المستقبل وحيث لا تنمية دون العمل على أجيال المستقبل، كان جل اهتمامنا ينصب على تطوير الشباب في مجالات عديدة، ليصبح الشاب قادرا على لعب دور إيجابي في عملية التنمية المستدامة، متسلحا بروح المبادرة الفردية ومفهوم الإنتماء للوطن، وتطوير فكرة المصلحة العامة لديه، يعي ما له وما عليه من حقوق وواجبات، ومتقنا لغة النقد البناء، لذلك تدرب شبابنا على كيفية خدمة مجتمعهم، وأهمية التطوع لخدمته”.
واستعرض أهم ما قام به شباب الجمعية في بعلبك في المجالات الرياضية والتربوية والبيئية والفنية والترفيهية، “بالإضافة إلى المشاركة في عريضة الضغط لتشريع قانون يمنع تزويج الفتيات القاصرات. أما في مجال الإغاثة فأهم الأعمال التي قامت بها الجمعية توزيع معقمات طبية لجرحى انفجار مرفأ بيروت في محلة الكرنتينا، وتوزيع حصص غذائية على عائلات تأثرت بجائحة كورونا، وتوزيع أغطية شتوية لتعزيز قدرة العائلات الأكثر فقرا على مواجهة برد الشتاء. وقمنا بتدريب مئات الرياضيين البعلبكيين، واكتشاف العديد من المواهب التي حققت إنجازات محلية ودولية، ومنهم البطل الدولي مهدي أمهز. كما قمنا بإنشاء مركز الفنون المستدام بهدف اكتشاف وتنمية وتطوير المواهب الفنية، وإبعاد الجيل الصاعد عن إدمان الشاشات الإلكترونية”.
ورأى أن “الوضع الرياضي في بعلبك ممتاز، قياسا إلى الإنجازات الكبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، ومنها: صعود نادي تجمع شباب بعلبك إلى مصاف أندية الدرجة الأولى بكرة القدم، عودة نادي النسور العريق إلى الواجهة وبقوة، حيث صعد أيضا إلى الدرجة الأولى بكرة اليد، وافتتحنا فرعا للجودو في بلدة دير الأحمر، وشاركنا في بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة، والحصول على بطولة آسيا وغرب آسيا وبطولة العرب، والسيطرة على بطولات لبنان في العديد من ألعاب الفنون القتالية، وإنجازات لا تعد ولا تحصى في ألعاب القوى محليا ودوليا”.
وختم معتبرا أن “المشكلة في بعلبك ليست بصناعة الأبطال، ولا في عدد أو نوعية المدربين، والدليل الإنجازات التي تحققت، ولكن المشكلة تكمن في كيفية الحفاظ على هذه الإنجازات واستثمارها، نتيجة غياب الدعم للأندية من الميسورين والمؤسسات التي تمتلك القدرة على تأمين الدعم”.
شحادة
واعتبر شحادة بأن “رعاية الوزير كلاس لهذا الحفل يجسد اهتمام الوزارة العميق بالشباب ودورهم في بناء المجتمع وتقدمه في مختلف المجالات، كما يوكد على إيمان الوزارة بأهمية الرياضة في تنمية مهارات الشباب وصقل مواهبهم وإعدادهم ليصبحوا قادة المستقبل. لذا، أتوجه بالشكر الجزيل إلى معالي وزير الشباب والرياضة على رعايته الكريمة، وإلى جميع القائمين على تنظيم هذا الحفل من المدربين والمشرفين، كما أهنئ جميع الطلاب المشاركين على إنجازاتهم، وأدعوكم إلى مواصلة جهودكم وصقل مواهبكم، لإحراز المزيد من التميز في المجال الرياضي، لأنكم أمل لبنان ومستقبله، وعليكم تقع مسؤولية حمل راية هذا الوطن عالياً في المحافل الدولية”.
وأشار إلى أن”الرياضة تُعلمنا قيم الصبر والمثابرة والنشاط، وهذه القيم هي أساس النجاح في جميع مجالات الحياة”.
ختاماً أكد شحادة على “التزام الاتحاد بدعم الشباب في جميع المجالات، وخاصة في المجال الرياضي، بكل ما بوسعه، ومواصلة العمل معاً لتنظيم المزيد من الدورات والفعاليات الرياضية، وإتاحة الفرصة للشباب لإبراز مواهبهم وتحقيق أحلامهم”.
زعيتر
وألقى زعيتر كلمة الوزير كلاس، معتبرا أن “شبابنا هم بناة جسور بين الأجيال والحضارات والثقافات، التي تتكامل برؤاها وتتميز بفرادتها، لنؤكد معاً من بعلبك أن شبابنا قادرون على صناعة وطن، وأن باستطاعتهم أن يخترعوا المستقبل ويؤسسوا لسلامات صلبة، وتلاقيات عميقة، وأنهم مؤهلين لأن يحضروا من جديد، ويتحملوا مهمة قيادة الفكر، وأن يثبتوا أنهم جاهزون ليكونوا قادة المستقبل من خلال التحديات المختلفة، اجتماعية واقتصادية، تتعلق بالقدرة على مواجهة تحديات العصر، من خلال التعليم والتربية والثقافة وحماية التخصص وجودة التعليم وفرص العمل والمهارات الحياتية والرعاية الصحية والمشاركة السياسية ومكافحة تفشي الإدمان والمخدرات، وتعاظم خطر الهجرة وفراغ الأرض من أهلها، ومسؤوليتنا أن لا نتركهم لقدرهم، بل أن نضع خططا مستقبلية يستحقونها”.
وأضاف: “نحن في وزارة الشباب والرياضة نعمل على وضع وتنفيذ برامج النشاطات الرياضية العامة أو المشتركة، بالتعاون والتنسيق مع الجمعيات والاتحادات الرياضية ،والعمل على تشجيع وتنظيم المشاركة في النشاطات والمهرجانات والدورات الرياضية الكبرى، والاشتراك بالدورات والمباريات والمؤتمرات الرياضية الخارجية للاتحادات المختصة، ومن خلال المشاركة فيها تستطيعون تطوير مهاراتكم القيادية، وتعزيز قيم الإنجاز والتنافس الشريف، في الوقت الذي يعاني منه مجتمعنا اللبناني من ضائقة اقتصادية وإجتماعية راكمت مخاطر الشغور الرئاسي، وما إستتبعه من أزمات سياسية واجتماعية وبطالة بين الشباب، تسببت بإزدياد حالات الإدمان وارتفاع حالات اليأس والانتحار”.
وأردف: “حيث المشاكل التي يعانيها جيل الشباب تعمل وزارة الشباب والرياضة، من خلال وضع صيغ لتفاهمات مع جمعيات كشفية واتحادات رياضية ومنظمات شبابية لتطبيق بنود “وثيقة السياسة الشبابية” التي أقرتها الحكومة كوثيقة حضارية لتلاقي الشباب، وتساعدهم على تخطي الأزمات التي تواجههم، وذلك من خلال اتفاقيات تعاون يفيد منها اللبنانيون حصرياً”.
وتابع: “إن وزارة الشباب والرياضة وعلى راسها الوزير جورج كلاس، ضد تشريع ألعاب الكازينو الإلكترونية، وهذا أمر خطير ستكون له إنعكاسات متوقعة على المجتمع وجيل الشباب بالاخص، لجهة تسهيل عمليات المراهنات الرياضية وتشجيع الإدمان على العاب الميسر وتسهيلها، بكل ما تحمله هذه الآفة من تبعات سلبية على الأخلاق والأمن الاجتماعي، وما يمكن أن تسببه من حالات إفلاس ويأس وإجرام وضياع وانتحار”.
وختم زعيتر متمنيا “على المسؤولين وأصحاب القرار، وكل من له باع، الأخذ بيد شبابنا وأبنائنا، ذخرنا وذخيرتنا، نصل بهم إلى بر الأمن، ليصلوا بلبنان إلى بر التألق. وباسم معالي وزير الشباب وارياضة أتقدم من ذواتكم بأسمى آيات الشكر على حسكم النبيل حيال التطلع إلى مستقبل أفضل، وأخص بالذكر رئيس وإدارة جميعة الشبكة الشبابية اللبنانية على دعوتها المشكورة، وسنعمل على التعاون معها لكل ما فيه خير شبابنا وخير بلدنا”.
أبتر
والقى طارق أبتر كلمة “الاتحاد اللبناني للفنون القتالية المختلطة”، معتبرا ان “الدور التربوي والاجتماعي الذي يقوم به المدرب في النادي ضمن بيئته على الصعيد الرياضي، لا يقل أهمية عن أي قطاع من القطاعات الأخرى في المجتمع، فهو يساهم في توجيه وإرشاد وتعليم الأسس والمبادئ الأخلاقية والوطنية، والدمج ما بين المجتمع المدني والقوة العسكرية، وحث الشباب على المتابعة في دراساتهم، لإنشاء جيل متعلم مثقف ورياضي”.
وختاما قدمت دروع التكريم لكل من الوزير كلاس، قائد المركز العالي للرياضة العسكرية، الاتحاد اللبناني للفنون القتالية، وللبطل الدولي مهدي أمهز.