ناقش النائب “التغييري” بلال حشيمي في النتائج التي توصلت إليهل الكتل النيابية الثلاث، التي تحركت على خط الاستحقاق الرئاسي وتسريع الحوار بين كل الكتل النيابية، منتقداً “المقاربات السياسية للمبادرات، حيث أن الذين يقومون بهذه المبادرات، يتحركون من أجل توجيه رسائل للداخل والخارج، بأنهم يقومون بخطوات تصب في إطار تسريع الانتخابات الرئاسية، ولكن العقبة هي في الداخل لأن الجميع يدرك أسباب عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان”.
وأكد في حديث لـ “الديار”، أن “من يقوم بالمبادرات يتحرك من دون أي توقعات مسبقة، فيما السؤال المطروح يتركز حول ما إذا كان حزب الله سيتخلى عن خياره الرئاسي، وخصوصاً تحديد ما يريده الحزب، الذي أعلن أنه يريد رئيساً يحمي ظهر المقاومة. وبالتالي، وفي ظل الأوضاع الراهنة، وجبهة المساندة مع غزة، فإنه سيزداد تمسكاً بهذا الشرط، فالأمور باتت أكثر تعقيداً اليوم، ما يجعل من كل المبادرات لا تسمن ولا تغني عن جوع، فالكرة الرئاسية اليوم باتت لدى الحزب، وتحديداً لدى إيران والولايات المتحدة الأميركية، وليس أي جهة أخرى محلية أو خارجية. فإذا كان الأميركي يريد رئيساً للجمهورية في لبنان، فهو قادر على تحقيق ذلك كما فعل بالنسبة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية أولاً، وبالنسبة للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون ثانياً”. ويرى أن “المبادرات الرئاسية كلها قد وصلت إلى حائط مسدود”.
وعن التهديدات “الإسرائيلية”، وإذا كنا أمام توسعة الحرب، قال حشيمي: “نحن في حال الحرب الفعلية، والعدو الإسرائيلي يستبيح كل المناطق، ويستبيح الأجواء ويعتدي يومياً على لبنان وعلى منطقة الجنوب، وبالأمس أغار على منطقة البقاع الغربي، وقبلها أغار على شمسطار وبعلبك، فالإعتداء على أي منطقة لبنانية هو اعتداء على لبنان كله، والذي بات في حالة حرب وليس فقط الجنوب، وهذه الحرب تؤثر سلباً في كل القطاعات الاقتصادية، ولكن المواجهات ما زالت محصورة ضمن قواعد الاشتباك حتى الآن”.
وعن المساعي العربية والدولية لتخفيف حدة التوتر على جبهة الجنوب اللبناني، أشار إلى، أن “الزيارات المتتالية للوفود الغربية إلى بيروت لمنع الانجرار إلى الحرب، تؤشر إلى خطورة الوضع وإلى جدية احتمالات الحرب، لأن القرار ليس بيد الدولة بل هو بيد قوى أمر واقع، إذ من غير الواضح ما إذا كان لبنان يريد الحرب، مع العلم أنه من غير الممكن إبداء أي رأي في مسألة مساندة غزة لأن هذه المساندة لم تحقِّق أي شيء”.
وما يعزِّز الاعتقاد بغياب الدولة عن قرار الحرب، وفق حشيمي، هو “الأزمة الناشئة مع قبرص، حيث لم نسمع أي موقف رسمي إزاء تحذيرها من قبل الحزب، وبالتالي فإن هذا الغياب يكرِّس معادلة استسلام الدولة للحزب، وهو ما أدى منذ العام 2016 إلى عزل لبنان عن العالم العربي والآن عن العالم الغربي، وهذا أمر مؤسف على كل المستويات”.