يوم روبير جريصاتي لأمراض القلب في زحلة

نظّمت الجمعية الفرنسية –  اللبنانية لأمراض القلب والأوعية الدموية، والجمعية الفرنسية –اللبنانية – البلجيكية لأمراض القلب، بالشراكة مع نادي روتاري زحلة كابيتول، يوم روبير جريصاتي لأمراض القلب في فندق قادري الكبير، تكريماً لذكرى ابن زحلة الدكتور روبير جريصاتي.

حضر اللقاء رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، نقيب أطباء  لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش، الدكتور فرنسوا البستاني والأستاذ انطوان سركيس من الجنة المنظمة، مدير عام مستشفى تل شيحا الدكتور مروان خاطر، اضافة الى حضور العديد من الأطباء في زحلة، وعائلة جريصاتي والأصدقاء. وتميز الحضور بمشاركة أطباء فرنسيين وبلجيكيين قدموا خصيصاً للمشاركة في هذا اليوم الطبي.

الكلمة الأولى في اللقاء كانت للدكتور فرنسوا بستاني، رحب فيها بالحضور وشرح اهمية اقامة مثل هذه اللقاءات الطبية بهدف تبادل الخبرات وتطوير سبل المعالجة لأمراض القلب.

نقيب أطباء  لبنان البروفسور بخاش تطرق في كلمته الى موضوع الواقع الطبي في لبنان اليوم ودور النقابة في حماية الطبيب في هذه الظروف، وشكر اللجنة المنظمة لإختيار زحلة لتنظيم هذا اللقاء.

المطران ابراهيم أشار في كلمته لأهمية هذا اللقاء فقال:

“من دواعي سروري البالغ وعاطفتي الكبيرة أن أخاطبكم هذا المساء، بمناسبة يوم روبير جريصاتي. اسمحوا لي أولاً أن أعرب عن امتناني العميق للجنة المنظمة، ولا سيما للرئيسين الدكتور فرانسوا البستاني والأستاذ أنطوان سركيس، وكذلك لجميع أعضاء هذه اللجنة الذين عملوا بلا كلل لجعل هذا الحدث الاستثنائي ممكناً.

نجتمع هنا للاحتفال بحياة ومسيرة الطبيب الاستثنائي، ابن زحلة، البروفسور روبير جريصاتي. إن التقدير والولاء الذي يظهر من خلال هذا الاحتفال يشهد على التقدير والاعتراف الذي نكنه جميعًا له.

ولا يمكن المبالغة في أهمية هذا التكريم، فهو يسلط الضوء على التقارب بين الطب والفلسفة والدين، ويولي أهمية قصوى لقلب الإنسان. إن طب القلب، بعيدًا عن بعده العلمي، يجسد جسرًا بين هذه التخصصات، ويكرم القلب ليس فقط كعضو حيوي، ولكن أيضًا كمقر للعواطف والقيم الإنسانية.”

وعن ما يرمز اليه القلب قال إبراهيم: “في الفلسفة والدين، كان القلب دائمًا يعتبر مركز الإنسان. يُنظر إليه على أنه مقر العواطف والعواطف والأفكار العميقة. وتتجاوز هذه الرؤية الثقافات والعصور، وتجد صدى لها في النصوص المقدسة والأعمال الأدبية والتقاليد الفلسفية. على سبيل المثال، في المسيحية، غالبًا ما يرتبط القلب بالحب الإلهي والرحمة. في اليهودية والإسلام، يُنظر إليه على أنه المكان الذي يقيم فيه الإيمان والمعرفة الروحية.

والطب الحديث، رغم اعتماده على أسس علمية صارمة، يعترف أيضًا بهذا البعد الرمزي للقلب. لا يقوم أطباء القلب بمعالجة العضو فحسب، بل يعتنون أيضًا بالصحة العاطفية والنفسية لمرضاهم. وهذا النهج الشامل ضروري لتوفير رعاية شاملة وإنسانية.”

وعن التقدم الحاصل في مستشفى تل شيحا قال: “من الأهمية بمكان تسليط الضوء على التقدم المستمر الذي يتم إحرازه في مستشفى تل شيحا، وهي مؤسسة تولي اهتماماً خاصاً لأمراض القلب. منذ بداياته، التزم مستشفى تل شيحا بتقديم رعاية عالية الجودة، ودمج أحدث التطورات التكنولوجية والعلمية في ممارساته الطبية.

ومع ذلك، فإن تل شيحا لا يعالج أمراض القلب فقط. ويطمح أن يصبح مركزًا مرجعيًا للبحث والتعليم في مجال أمراض القلب. من خلال برامجه التدريبية والتعاون مع المؤسسات الدولية، يلعب تل شيحا دورًا رئيسيًا في تطوير معارف ومهارات المتخصصين في الرعاية الصحية في  لبنانوخارجه.”

وأضاف: “مهمة تل شيحا تتجاوز مجرد الرعاية الطبية. ويهدف إلى تعزيز رؤية متكاملة للصحة، حيث لا يمكن فصل الرفاهية الجسدية عن الإشباع العاطفي والروحي. هذا النهج الشامل له أهمية خاصة في أمراض القلب، حيث تلعب العوامل النفسية والاجتماعية دوراً حاسماً في الوقاية من أمراض القلب وعلاجها.

خلال هذه الأوقات الصعبة، تعتبر مثابرة تل شيحا في التزامه بصحة القلب ملهمة. وعلى الرغم من التحديات العديدة، يواصل المستشفى الاستثمار في البنية التحتية الحديثة وجذب المواهب الاستثنائية وتعزيز قدراته البحثية. يعد هذا الجهد الجماعي ضروريًا لضمان حصول كل مريض على أفضل رعاية ممكنة.”

وشدد ابراهيم على ضرورة التعاون من اجل مستقبل زاهر لأمراض القلب في  لبنان وقال: “لبناء مستقبل مزدهر لأمراض القلب في  لبنان، من الضروري تعزيز التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة – الأطباء والباحثين وصانعي السياسات والمجتمعات المحلية. معًا، يمكننا خلق بيئة مؤاتية للابتكار والتميز الطبي.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن تكون لدينا رؤية واضحة وطموحة للمستقبل. يجب علينا أن نتوقع الاحتياجات المستقبلية، وأن نستثمر في تدريب أجيال جديدة من المتخصصين في الرعاية الصحية وتعزيز ثقافة التميز والأخلاق. فقط من خلال اتباع نهج استباقي والبقاء مخلصين لقيمنا الأساسية، يمكننا مواجهة التحديات المقبلة.”

وتابع ابراهيم “إن عقد هذا المؤتمر في تل شيحا خلال هذه الفترة الصعبة من تاريخ لبنان له أهمية عميقة. إنه يرمز إلى تصميمنا الجماعي على تعزيز صحة القلب ومواصلة المضي قدمًا، حتى في مواجهة العقبات. وهذا التجمع هو شهادة على التزامنا بالتميز الطبي ورغبتنا في الاحتفال بأولئك الذين ساهموا بشكل كبير في هذا المجال.”

وختم” أود أن أعرب عن خالص امتناني لجميع الأشخاص الذين نظموا هذا الاجتماع، ولا سيما الجمعية الفرنسية  اللبنانيةلأمراض القلب والأوعية الدموية والجمعية الفرنسية  اللبنانية البلجيكية لأمراض القلب. إن تفانيكم وشغفكم بأمراض القلب هو مصدر إلهام لنا جميعًا.

شكرًا لكم جميعًا على حضوركم هذا المساء وعلى دعمكم المستمر. ولعل هذا المساء يكون مقدمة لسلسلة من اللقاءات الثرية والتقدم الكبير في مجال أمراض القلب.”

ومن ثم كانت مداخلة للدكتور عماد ابي نصر حول الوقاية من امراض القلب والأوعية الدموية

تلتها مداخلة للدكتور ايلي شماس عن علم الآثار الكتابي وتطوره عبر العصور.

واختتم اللقاء بكوكتيل.

ويستكمل اللقاء اليوم في مستشفى تل شيحا بسلسلة محاضرات عن امراض القلب يلقيها أطباء من  لبنان وفرنسا وبلجيكا.I’m

Exit mobile version