كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
موجةٌ حارّة ولاهبة في طريقها إلى منطقتنا، سترفع معها درجات الحرارة إلى حدود الـ57 درجة، فهل سيطال “جهنّم الحرارة” لبنان؟
نحمل هذا السؤال إلى الأب ايلي خنيصر المتخصص في الاحوال الجوّية وعلم المُناخ، فيشرح، في حديث لموقع mtv، أن المنخفض الهندي سينخفض ضغطه إلى ما دون 990 Hpa وسيساهم في تمدّد الكتل الصحراوية على المناطق الشرقية لشبه الجزيرة العربية خصوصا، لتطال الكويت، العراق، جنوب الاردن، شرق المملكة العربية السعودية، البحرين، قطر، الإمارات، وسلطنة عمان، وبما ان قيم الضغط الجوي تحت معدلاتها بـ4 درجات تقريبا، فإن الحرارة ستتراوح بين 50 و55 في عدد من المناطق، فيما ستتراوح في أخرى بين 54 و57.
ولكن هل سيكون لبنان في منأى عن موجة الحرّ هذه؟
يوضح خنيصر أن الضغط المرتفع في شرق أوروبا ووسطها يلامس 1022 hpa، فيما ضغطنا لا يسجل اكثر من 1002 hpa، وبالتالي فإن المناطق الاوروبية التي تشهد كتلا هوائية باردة في طبقات الجو العليا ستأتينا ضمن رياح شمالية غربية على لبنان وفلسطين وقبرص، فتبعد عنا كأس الحر الشديد.
ويضيف: “لولا الضغط المرتفع في اوروبا لكنا تعرضنا في لبنان لحرارة وصلت إلى 48 درجة في البقاع و39 ساحلا مع نسبة رطوبة تخطت الـ85 في المئة”.
أما في ما يخص الكلام عن أن العام 2024 هو الاكثر حرا على الإطاق وأننا سنشهد درجات حرارة قياسية، فيشير خنيصر إلى أنه حتى الساعة يمكن التأكيد أن العام الماضي كان الاكثر حرا، حيث وصلت الحرارة في اوروبا في مثل هذا الوقت من العام إلى 38 درجة، فيما كان لبنان يشهد موجات حرّ متتالية وصل عددها إلى 7 كان اقواها بين 7 و27 آب والحرارة سجلت وقتها في البقاع 42 درجة، غير انه يمكن القول إننا نشهد تراجعا بنسبة 70 في المئة عن العام الماضي لان اوروبا لا تزال تحت سيطرة الامطار والتيارات الباردة.
ما لم يفعلهُ البشر، فعلتهُ الطبيعة، فشفع بنا الطقس، وهو، وإن كان حارّاً، يبقى مقبولاً بالمقارنة مع بعض الدول العربيّة.
وانطلاقا ممّا تقدّم، نداءٌ إلى أشقائنا في الخليج العربي حتى يأتوا إلى ربوع لبنان ويتنعّموا بطبيعته وطقسه الصيفيّ المعتدل.
وإلى كل مغترب لبناني في الخليج نقول… تعا بَوْرِد!