كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
مشهدان في لبنان. مشهدُ الحرب والدّمار والخسائر من جهة، ومشهدُ السياحة والزّحمة والمغتربين من جهة أخرى. غريبٌ هو أمر هذا البلد، فرغم المخاوف الأمنيّة الكبيرة، تتصدّر الصورة الإيجابيّة للبنان ليبرز سؤالٌ أساسي: كم سنُحقّق إيرادات سياحيّة في عزّ الحرب؟
يتوقّع الخبير الاقتصادي جاسم عجاقة أن تكون “إيرادات السياحة هذا العام مُشابهة للعام الماضي لأنّ لا تغييرات جذرية على الأرض في هذا القطاع باستثناء خسائر الحرب في الجنوب”، موضحاً، في مقابلة مع موقع mtv، أنّ “التوقّعات تنطلق من نسب السنة الفائتة، إذ بلغت إيرادات السياحة في الـ2023 مبلغ 5,4 مليارات دولار، ولولا الحرب لكنّا ربحنا من 1 الى 1,5 مليار دولار إضافيّ عن السّنة الماضية لنُحقّق 6,5 مليارات في الـ2024، وهو ما توقّعته وكالة ستاندرد أند بورز”.
ويُشير عجاقة الى أنّ “الفئات المجتمعيّة لا تزال هي نفسها وراء الحركة في المؤسّسات السياحيّة والتجاريّة في الدّاخل، فهناك 200 ألف شخص وراء النشاط الداخلي يُمثّلون نسبة 5 في المئة من الشّعب اللبناني”، مُستغرباً “الأرقام الخياليّة لتعرفة الدخول في بعض المؤسّسات السياحيّة كالمسابح إذ يتعذّر على فئة كبيرة ارتيادها”.
ويُشدّد عجاقة على أنّ “المغتربين هم العمود الأساسي للاقتصاد اللبناني، وبفضل تحويلاتهم والإيرادات السياحيّة يُحقّق لبنان 54 في المئة من الناتج المحليّ الإجمالي، فإذا اعتبرنا أنّ التحويلات هي بقيمة 7 مليار دولار، نُضيف عليها 5,5 مليارات دولار إيرادات من السياحة هذا العام ليُصبح الرقم 12,5 مليار دولار”، مُعتبراً أنّ “السياحة هي إحدى القنوات التي يوصل عبرها المغتربون الأموال الى لبنان”.
وفي الختام يقول الخبير الاقتصادي: “النّاتج المحلي الإجمالي في لبنان هو 23 مليار دولار، والمغتربون يؤمّنون أكثر من نصفه، وهنا يكمُن دورهم الكبير في اقتصاد لبنان”.