إبراهيم في تخريج طلاب معهد يوحنا الحبيب: اللاهوت هو توقف عن التفكير واستراحة للعقل

Screenshot

احتفل معهد يوحنا الحبيب لدراسة اللاهوت بتخريج دفعة جديدة من طلابه الذين انهوا سنواتهم الثالثة والرابعة، في احتفال اقيم في مقام سيدة زحلة والبقاع برعاية رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم وحضوره. حضر الاحتفال أيضًا، رئيس دير مار انطونيوس الكبير الأب جوزف شربل، اساتذة المعهد وأهالي الخريجين.

بدوره، أشار المطران ابراهيم إلى أنّ “هذا وقت مهم جدًا ومبارك في حياة الخريجين والخريجات، وأقول لهم اليوم سمعناكم وتعلّمنا منكم، احببناكم كما احبكم يسوع. من بعد دراسة اللاهوت، اكتشفنا مع الوقت انه حياة، كما قال البعض، هو وقت يُعاش، هو عمل، هو بذل، هو تضحية، هو عطاء، هو محبة فعلية، هو انفتاح على الآخر، هو رفض للتعصب، هو اشياء كثيرة جداً. هو ايضاً سر من الأسرار العميقة التي يصعب على الإنسان ان يكتشفها اذا لم يتأمل، فاللاهوت هو علم التأمل. ان نتأمل يعني ان نغلق اعيننا وان يركع القلب فينا”.

ورأى أنّ “اللاهوت هو توقف عن التفكير، هو استراحة للعقل، هو عمل للروح، في بعض الأوقات علينا اراحة عقلنا لكي لا يأخذنا حيث هو يرغب بل نأخذه نحن الى حيث نريد. اليوم وحدهم الذين يستطيعون ان يتلمسوا الحقائق والأسرار الإلهية الماورائية، من اختبارات شخصية بسيطة يستطيعون ان يتوصلوا الى هذه النتائج العميقة، ويعرفوا ان الأعجوبة الكبرى هي ان نفقد البصر احياناً، وهذا امر قد تتعجبون منه، انه في الإنجيل وفي الكتب المقدسة وفي الأديان السماوية، يسوع هو الشخص الوحيد الذي استطاع ان يعيد البصر الى العميان. لكن يسوع علّمنا ايضاً ان نقرأ في الظلمة وفي العتمة، ولو انه لا يريد ان يشككنا لما كان قال فقط “انا نور العالم”، كان قال انا ظلمة العالم ايضاً، انا هذا النفق المظلم الذي تعبرون فيه نحو النور، اي ان التجارب الصعبة والآلام والمحن التي عاشتها بلادنا على مر سنوات طويلة ولربما عصور طويلة، علّمت كثرًا أن يتقدسوا في العتمة، حتى ان الآباء القديسين في بداية الكنيسة صلّوا في العتمة واسموها الظلمة الإلهية التي يجب ان ينغمس فيها الإنسان ليصل الى النور، واليوم يقول لنا بعض العلماء ان كثرة النور تتحول الى ظلمة، والثقوب السوداء في الكون هي عبارة عن نور فائق الحد لا نستطيع ان نراه ونعتبره ظلمة، واحياناً النور الحقيقي يصبح عتمة بالنسبة لنا، واذا تعرّضنا الى نور قوي جداً علينا ان نضع حجاباً على اعيننا، وعندما ننظر الى كسوف الشمس علينا حماية اعيننا مع العلم ان النور يخف جدًا”.

Exit mobile version