تحت شعار “قومي” ولوحة راقصة ساحرة على إيقاع السلام قدم أمس العرض المبهر لفرقة مياس العالمية في واجهة بيروت البحرية في حضور اكثر من ٥٠٠٠ الاف شخص توافدوا من أنحاء العالم متحدين الظروف الصعبة ومتسلحين بالثقافة والامل.
وأنصت الجمهور من خلال مقاطع شعرية ونثرية الى صوت بيروت المجسدة على المسرح برقص ايحائي بصوت الممثلة كارمن لبس موجهة عينيها الى السماء تستنجد الخالق ابعادها عن الازمات والشرور.
وعلى وقع أغنية” لبيروت” استكمل العرض بلوحات راقصة، لمئة فتاة، تجسد بيروت الثائرة على الحزن. وصدح صوت عبير نعمة في سماء العاصمة مؤدية أغنية” لبيروت” تناشد المدينة النهوض من تحت الركام، لتعانق طائر الفينيق وتعود ست الدنيا كسابق عهدها.
توالت العروض بصوت تقلا شمعون وندى بو فرحات وغيرهم من الممثلين المخضرمين، فترافقت ابيات الشعر التي أعدها علي المولى مع لوحات فنية مبتكرة ارجعتنا الى العصور القديمة تارة وإلى الفولكلور اللبناني والدبكة البعلبكية وقرطاج والملكة اليسار ومملكة البحار طورا في مزيج ابداعي قل نظيره. واشتعلت المدرجات تصفيقا وعلت صيحات الفرح خصوصا حين خصّت مياس الجنوب بلوحات استعراضية احياء لصمود اهله.
تمحور العرض بمجمله حول تاريخ الحضارة الفنيقية العريق وتصدير الحرف واكتشاف اللون الأرجواني والانفتاح الى العالم وصولا الى بيروت اليوم. وامتزجت الموسيقى بالإضاءة والخلفيات المصوّرة واعمال الغرافيكس المذهلة مكونة مزيجا ابداعيا في كل رقصة، فكان كل شيء مبتكرا وفريدا وبلغت حداثة التصاميم مجدها بقالب تكنولوجي يحاكي المستقبل.
ابدعت فرقة مياس خلال هذا العرض وتربعت على عرش المسرح الاستعراضي في العالم اجمع وأسرت المشاهدين من خلال ٨٠ دقيقة من العرض المدهش.
تبقى الرسالة الاكبر التي اراد مؤسس الفرقة نديم شرفان ايصالها الى العالم هي ان لبنان هو بلد الحياة وبيروت هي الانتماء والهوية وسيدة الحضارات ولن تموت مهما حاول البعض اغراقها في الظلام الحالك ودوامة الموت. فبيروت نديم شرفان لا تجيد الموت!
=== ج.س