سيّرت بلدية زحلة- معلقة وتعنايل الخطين الثالث والرابع من خطوط النقل البلدي المشترك الصديق للبيئة، لتغطية أجزاء المدينة الممتدة من مستديرة الكرك حتى مستديرة كساره.
وعليه تستكمل بلدية زحلة الخطة الموضوعة من قبلها لتأمين استدامة المشروع، والذي يحدد رئيس البلدية أسعد زغيب هدفه الرئيسي برفع التلوث عن مدينة زحلة، وخصوصاً عن وسطها الذي ثبتت علمياً نسبة التلوث العالية فيه، مع مراعاة أوضاع الناس المعيشية، والحفاظ على لقمة عيش سائقي الفانات والباصات من الشبان اللبنانيين.
يقول زغيب إن موضوع الباصات ينطلق من تفكير إستراتيجي لمستقبل المدينة، يجنب أولادها من نسبة التلوث العالية التي رصدت على منبسط نهر البردوني منذ سنوات طويلة. وإذ يلفت الى صعوبات متوقعة في الوصول الى هذا الهدف، لا سيما وأننا نرسي ثقافة جديدة في مجتمعنا، يشدد على أن “السعي للوصول الى الهدف الأعلى، لا يمكن أن يكون على حساب الناس، أو أصحاب الباصات والفانات الخاصة، الذين نحرص على لقمة عيشهم.”
ومن هنا يعلن زغيب أيضاً عن بدء تطبيق الخطة التي وضعتها البلدية للحد من دخول الفانات والباصات الخاصة التي لا تستخدم وقوداً صديقة للبيئة، الى وسط المدينة، عبر حثها على إنزال ركابها في محطة الباص حيث يتم نقلهم مجانا الى وظائفهم أو وجهتهم داخل المدينة، عبر الباصات الصديقة للبيئة، ومن دون أن يكبد ذلك المواطنين أي أعباء إضافية وأصحاب الفانات أي خسارة.
العملية في إنطلاقتها قد لا تكون سهلة، خصوصاً أنها تتطلب التأقلم مع هذا النظام الجديد، ومع الوقت الذي سيتطلبه الإنتقال من وسيلة الى أخرى، ولكن يقول زغيب “إصرارنا على هدفنا يجعلنا نثابر وبمحبة على إرساء هذه الثقافات الجديدة، التي تراعي في النهاية مصلحة الزحليين العامة، من دون الإساءة الى المصالح الأخرى”.
ومن هنا يقول زغيب أنه إذا كانت هناك بعض الشكاوى من أصحاب الفانات والباصات أو الركاب، فالشكوى طبيعية، ونحن لم نرس أي خطة من دون أن نواجه في البداية بمثل هذه الشكاوي، ولكن في النهاية الناس تقبلتها وفي معظم الأحيان إقتنعت بها.
وإذ يبدي زغيب تفهمه لكون الباصات لم تتمكن من التوصل الى مواعيد نهائية في بلوغ محطات التوقف، يلفت الى أن ذلك سببه في معظم الأحيان زحمة السير، أو حتى ركن السيارات على هذه المحطات، ما يستغرق وقتاً لتحرير المخالفات، التي يؤكد أنها ليست هدفاً للبلدية، إنما هدفها حجز نقاط التوقف بشكل دائم، خصوصا أنها مجهزة أمام أرصفة تؤمن المسالك السهلة لكبار السن والمقعدين.
ويتحدث زغيب في المقابل عن إمكانية إستحداث تطبيق إلكتروني يسمح للناس بالإطلاع على مواعيد بلوغ المحطات المرتقبة، مع تجهيز هذه المحطات بمظلات تحمي المنتظرين من الشتاء في المرحلة المقبلة.
ويختم زغيب “أننا عندما نحدد أهدافنا من كل عمل، يسهل السير بكل ثبات نحوها، وحتى ولو لم تظهر أرباح بعض المشاريع في بدايتها، فإن تحقيق الهدف الأسمى على المدى الطويل يكون هو الربح الحقيقي، وهدفنا الأساسي من تسيير الباصات هو تخفيف التلوث عن المدينة، ونحن ماضون بكل ثبات نحو تحقيقه.”