في تطور جديد لقضية التيكتوكرز التي أثارت الجدل في لبنان، قدّم المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان، القاضي طانيوس السغبيني، ادعاءً جديدًا ضد شخص يدعى “ح. س.” بتهمة الاعتداء الجنسي على قاصرين. وكانت السلطات المختصة قد أصدرت بحق المدعى عليه المقيم خارج لبنان، مذكرة بحث وتحرٍّ، حيث أعرب عن نيته في المثول أمام القضاء، إلا أنه لم ينفذ ذلك حتى الآن. بناءً على ذلك، قرر القاضي السغبيني الادعاء عليه غيابيًّا وإحالة القضية إلى التحقيق الاستنطاقي.
وتجدر الإشارة إلى أن مرتكبي هذه الجرائم يتوجهون عادة لبيع هذه المواد غير القانونية في الإنترنت المظلم. في هذا السياق، أجرت “النشرة” لقاءً مع خبير التحول الرقمي، رامز القرا، الذي قدم توضيحًا شاملًا عن مفهوم الإنترنت المظلم وكيفية استخدامه في مثل هذه الأنشطة.
يوضح القرا أن الإنترنت يتكون من ثلاثة أقسام رئيسية:
1. الإنترنت السطحي (Surfs Web): وهو الجزء الظاهر من الإنترنت الذي يحتوي على جميع المعلومات المتاحة بشكل علني على المواقع الإلكترونية، ويشكل أقل من 10% من حجم الإنترنت.
2. الإنترنت العميق (Deep Web): وهو الجزء الذي يمثل نحو 90% من حجم الإنترنت، ويتضمن المواقع التي تتطلب تسجيل دخول للوصول إليها، مثل شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع التعليمية.
3. الإنترنت المظلم (Dark Web): وهو الجزء الأصغر والأكثر سرية من الإنترنت، حيث يشكل أقل من 1% من الإنترنت العميق. نشأ هذا القسم في التسعينات من قبل الجيش الأميركي ليكون وسيلة آمنة لتبادل المعلومات دون إمكانية تتبعها. يعتمد الإنترنت المظلم على متصفح “طور” (Tor)، الذي يستخدم تقنية تُعرف باسم “البصلة”، والتي تجعل من الصعب جداً تتبع مصدر الاتصال أو معرفة هوية المستخدم.
أصبح الإنترنت المظلم اليوم ملاذًا للعديد من الأنشطة غير القانونية، مثل الاتجار بالمخدرات، وتجارة الفيديوهات الإباحية للأطفال، وبيع فيديوهات القتل. ويساهم الطابع السري للإنترنت المظلم في زيادة هذه الأنشطة الإجرامية، خصوصًا مع انتشار استخدام العملات الرقمية غير المركزية، التي تجعل تتبع الأموال والجرائم أمرًا بالغ الصعوبة.
وفي ما يتعلق بكيفية حماية الأفراد من مخاطر الإنترنت المظلم، ينصح القرا بعدم محاولة الدخول إلى هذا الجزء من الإنترنت، خاصةً للأشخاص غير المتخصصين تقنيًّا، نظرًا لما يحتويه من محتويات غير قانونية وخطرة. وفي النهاية، فإن الإنترنت المظلم قد أصبح واقعًا لا يمكن تجاهله، لكنه يبقى منطقة يصعب الوصول إليها وتتطلب معرفة وخبرة تقنية متقدمة.