عقد اجتماع في قاعة غرفة “إدارة المخاطر والكوارث” في محافظة بعلبك الهرمل، تلبية لدعوة المحافظ بشير خضر، بشأن مستجدات مشكلة الصرف الصحي في بلدة عرسال، حضره النائب ملحم الحجيري، مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، مدير مكتب منظمة “يونيسيف” في البقاع أنطونيو فرانكو غارسيا، مخاتير بلدة عرسال، وأمين سر الغرفة المهندس جهاد حيدر.
خضر
واستهل المحافظ خضر الاجتماع، فقال: “اجتماعنا اليوم مختلف، فيه بشائر جيدة لأهلنا في عرسال، وكما هي العادة أحرص على حضور مخاتير البلدة الذين يمثلون المجتمع المحلي، لانهم منتخبين بشكل مباشر من قبل أهالي عرسال، في ظل بلدية منحلة أنا القائم بأعمالها، والمطلوب على الدوام ايصال معاناه ومشاكل وآراء أهل البلدة، وفي نفس الوقت أن تنقلوا بكل شفافية الإجراءات التي نقوم بها في سبيل خدمه أهلنا في عرسال”.
واشار إلى أن “مشكلة الصرف الصحي في عرسال تفاقمت خلال الأشهر الماضية، ويقول المثل “إذا ما كبرت ما بتصغر”، والحمد لله نحن اليوم نحصر المشكلة، والأمور تتجه من جيد إلى أفضل. كان هناك مطلبا ملحا ومحقا من قبلكم بإنشاء محطة تكرير للصرف الصحي في بلدة عرسال، وكان هذا الموضوع شائكا وعالقا لأسباب كثيرة، ولكن أصبحت الأمور قاب قوسين أو أدنى من الحل، وقريبا جدا سوف تعلن إن شاء الله وزارة الطاقة والمياه عن البدء بالمشروع بعد أن أُنجزت الدراسات اللازمة، وتم تأمين التمويل لإنشاء محطة كلفتها 4.4 مليون دولار، وكلفة تشغيلها 217,000 دولار في السنة، كما تم تأمين هبة للكلفة التشغيلية تغطي السنوات الخمس القادمة”.
وأضاف: “استغل وجودكم لأوجه نداء عبركم إلى أهلنا في عرسال، فقد تم حل مشكلة المياه بشكل جذري ونهائي في البلدة، كما ان معالجة مشكلة الصرف الصحي اصبحت على طريق الحل، لذلك إذا لم تدخل ثقافة الجباية إلى عرسال، فان هذه المشاريع مع الوقت مصيرها الفشل. لذلك تفعيل الجباية ضروري لتأمين الاستدامة، وبالطبع نظرا للظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة ستكون الجباية متواضعة، لكن بالتعاون والثقه بين بعضنا تنجح المشاريع المنفذة”.
وتابع: “في الموضوع التقني، كان البعض متخوفا من أن تكون هذه المحطة متنقلة، او أنها ستتوقف عن العمل بعد عوده النازحين السوريين ولكن اطمئن أهالي عرسال، بأن هذه المحطه ثابتة، وفي حال تمت عودة الاخوة النازحين السوريين وخف عدد المستخدمين لشبكات الصرف الصحي، فهذه المحطة مصممة لكي تستمر في العمل حتى لو تدنت كميه مياه الصرف الصحي المتدفقة إليها”.
وختم خضر: “نحن بانتظار تلقي كتاب من وزارة الطاقة حول هذا المشروع، وأنا بصفتي القائم بأعمل بلدية عرسال، سأجاوب الوزارة بالموافقة على المشروع، وسنقوم بتخصيص قطعة أرض تملكها بلدية عرسال، لانشاء هذا المشروع عليها. وإن شاء الله سنكون قريبا إلى جانب وزير الطاقة والمياه لوضع الحجر الأساس لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي”.
الرفاعي
وبدوره اعتبر المفتي الرفاعي أن “أزمة النزوح السوري في لبنان كبيرة جدا، ولا شك أن الدولة اللبنانية بكافة وزاراتها ومؤسساتها تقف في أحيان كثيرة عاجزة أمام معالجة أزمة النزوح، والدولة تنوء بحملها، فكيف على مستوى بلدية عرسال أو محافظة بعلبك الهرمل، لكن من خلال التشبيك، خاصة مع اليونيسيف، وطرح المشاكل على بساط البحث، والتفاهم مع بعضنا البعض، استطعنا في مكان ما أن نضيء شمعة تشكل بارقة أمل بأننا نستطيع ان نحدث التغيير في الكثير من المسائل. وهذا الأمر لم يكن ليحدث لولا المتابعة الحثيثة اليومية لسعادة المحافظ وبمساعدة النواب، وإصرار الاخوة في اليونيسف على رفع الضرر الذي وقع على أهلنا في عرسال. نحن اليوم نشهد بداية تحول في طريقة التعاطي مع الأزمات والمشاكل الموجودة”.
وأضاف: “محطة التكرير خطوة مهمة، لكننا نحتاج في القادمات من الأيام إلى شبكة الصرف الصحي. الأخوة في اليونيسيف وبقية الجهات المانحة والمساعدة، يعتبرون أن شبكة الصرف الصحي تساعد على بقاء النازحين، وبالتالي تشكل بنى تحتية للنازحين، ولكن المسألة ليست كذلك، لأن شبكة الصرف الصحي هي مطلب قديم جديد لعرسال، ومع وجود النازحين اصبحت أكثر أولوية وأكثر اهمية”.
ورأى أن “معيار التعاطي السليم والصحيح مع النزوح السوري يتجلى في عرسال، فإذا نجحت الدولة في عرسال بموضوع ملف النزوح السوري، تنجح في بقية المناطق، وإن لم تنجح في عرسال فلن تنجح في أي مكان آخر”.
وشدد المفتي الرفاعي على ضرورة “أن نخرج من قاعدة ردات الفعل، إلى قاعده الفعل والمبادرة. المطلوب أن تكون هناك رؤية لحاجات عرسال وأولوياتها موضوعة على الطاولة أمامنا، بحيث إذا أردنا أن نراجع المحافظ أو أي وزارة من الوزارات، أو أي جهة من الجهات المانحة والمساعدة، نراجعها بناء على هذه الرؤية التي تحدد الأولويات والمطالب للمرحلة القادمة”.
الحجيري
وتوجه النائب بالشكر إلى”المحافظ والمفتي الرفاعي والمخاتير على جهودهم، وإلى وسائل الإعلام التي واكبتنا طيلة هذه الفترة الطويلة من العمل والمآسي التي مرت علينا. كما نشكر المدعي العام البيئي الذي لبى تطلعات سعادة المحافظ حول السماح لأطول فترة ممكنة لرفع البلاء والوباء عن بلدتنا، والشكر موصول لكل من سعى وعمل لخدمة عرسال”.
وختم الحجيري: “سنستمر بالتعاون مع بعضنا لإيجاد شبكة صرف صحي، وأتوجه إلى المحافظ باسمي شخصيا وما أمثل في عرسال، وباسم المخاتير، مؤكدا بأننا سنكون إلى جانبك وخلفك في أي موضوع سواء في بلدة عرسال أو خارجها، لأن منطقتنا هي منطقة محرومة، وعلينا ان نسعى جميعا لرفع البلاء والوباء عنها، وهذه المنطقة تهمنا جميعا”.
غارسيا
وتحدث غارسيا، فقال: “واجباتنا أن نقف إلى جانبكم، ونقدم يد العون لكم ليعيش الناس بكرامتهم سواء في عرسال أو غيرها من المناطق اللبنانية، ونحن على الدوام نقف إلى جانب الناس ضمن الإمكانيات المتاحة”.