رئيس لجنة الطوارئ الحكومية ناصر ياسين يكشف لـ”النهار”: هكذا نستعدّ للشتاء في مراكز الإيواء

ديما عبد الكريم _ النهار

مرّ أكثر من شهر ونصف الشهر على خروجنا من منزلنا, لم نتلقَّ مساعدات من أي جهة, لم يسأل عنّا أحد, استفسروا هنا فقط عن عددنا داخل الشقّة وعمل كل منّا, وصاحب الشقة يتحجّج بـ”زبون دفّيع” لإخراجنا. فمن سيسأل كيف سنوفّر التدفئة لصغارنا يا ترى؟”. بهذه الكلمات يصف أحد النازحين من الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت إلى إحدى المناطق الجبلية حجم المعاناة التي يخشاها مع قدوم فصل الشتاء. 

هي الحرب الإسرائيليّة التي أرخت بثقلها على جوانب الحياة كافّة, من مأكل إلى ملبس, تعليم وطبابة, نزوح وتهجير, حتى بات سيناريو اليوم التالي يُرعب من لم تتمكّن آلة القتل من الوصول إليه. 

الاستعدادات لفصل الشتاء ليست تفصيلاً عند الحديث عن الآلاف من المواطنين الذين تركوا منازلهم ونزحوا إلى مناطق أكثر أماناً. فهل من حلول منتظرة على هذا الصعيد؟

وفي هذا الشأن, كشف رئيس لجنة الطوارئ الحكومية, الوزير ناصر ياسين, في حديثه لـ”النهار”, أنّ العمل جارٍ الآن على تنظيم بيانات الناس الموجودة في المنازل بالتعاون مع المحافظين ووزارة الشؤون الاجتماعية, وسيتمّ البدء بتوزيع مساعدات غذائيّة أيضاً. 

وقال: “نعمل على مسارات ثلاثة أساسية, المسار الأول متعلّق بتأمين مازوت للتدفئة في المراكز الموجودة في المناطق الباردة على ارتفاع 300 متر وما فوق, في الجبل, البقاع, الشمال, جزين وغيرها, وهي 541 مركزاً بين مدارس حكوميّة وخاصة ومراكز إيواء”.

وأضاف: “أجرينا مسحاً مفصّلاً لحاجاتهم, والحكومة قرّرت الأسبوع الماضي فتح اعتماد أو إعطاء سلفة لوزارة الطاقة عبر منشآت النفط لإرسال المازوت لهذه المراكز, ونعمل على تحريك الملف بشكل نهائي مع وزارة المال, ووضعنا آليّة للتنفيذ والمراقبة مع وزارة التربية ووزارة الشؤون الاجتماعيّة والمحافظين”. 

 وعن المسار الثاني, يشرح ياسين أنّه “يجري العمل على تجهيز مراكز الإيواء, عبر المنظّمات والمانحين, لتغطية النقص, كتأمين الدفايات أو الصوبيات أو صيانة النوافذ في الغرف مثلاً”.  

أمّا المسار الثالث والأخير, فهو متعلّق بالأمور الشخصيّة, الملبس أو البطانيّات وغيرها, كل ما يصل عبر لجنة الطوارئ “نرسله إلى المناطق الباردة, ولكن أرقام المساعدات قليلة. هيئة الإغاثة ومجلس النواب أيضاً يقومان بالتنسيق مع المحافظين ولجنة الطوارئ بتوزيع الحاجات الفردية وكذلك المنظمات الدولية, ومنها “اليونيسيف” التي ستوزّع عشرات الآلاف من الثياب على الأطفال النازحين”.

يشير رئيس لجنة الطوارئ الحكومية لـ”النهار”, إلى أنّ هذه المسارات الثلاثة تبلغ كلفتها حوالي 68 مليون دولار. ويقول: “نحن سنؤمّن 10.4 ملايين دولار للتدفئة والمازوت, أمّا الملبس والبطانيّات فعبر مجلس الجنوب وهيئة الإغاثة, والأمور الأخرى سيتمّ تأمينها ضمن التعاون مع برنامج الاستجابة المشترك مع الأمم المتحدة.

 

Exit mobile version