الحشيمي: اللقاء السنّي.. رسالة دعم إلى ميقاتي

هيام عيد – الديار

يسابق التصعيد الميداني التوقعات المتسارعة حول وقف إطلاق النار ولجم العدوان “الإسرائيلي” في توقيت قريب, في ظل المتداول من معلومات غير رسمية عن عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت مدعوماً هذه المرة بتفويض من الرئيس دونالد ترامب. إلاّ أن النائب المستقل الدكتور بلال الحشيمي, يستبعد أي وقفٍ للعدوان أو وقفٍ لإطلاق النار, وذلك “على الرغم من كل الرسائل المسجّلة أخيراً على عدة مستويات والتي تتحدث عن مسودة اتفاق أو مشروع اتفاق يعمل عليه الوسيط الأميركي لوقف النار”.
ويشدد لـ”الديار” على أن “أهداف بنيامين نتنياهو من هذه الحرب لم تتحقق, كما الأهداف التي حددها حزب الله, مع العلم أن وقف النار لن يأتي من طرف واحد, قبل الحزب كون هذه الخطوة ستكون بمثابة التراجع والتنازل لمصلحة الطرف الآخر”.

 

أمّا بالنسبة للمشروع الذي تمّ تسريبه عن وقف النار واتفاق مرتقب يحمله هوكشتاين, يوضح أن “هوكشتاين لم يؤكد حضوره إلى لبنان كما أن الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي لم يتلقيا أي اتصال بهذا الشأن”, لافتاً إلى أن “الحديث عن عودة هوكستين ووقف النار, يعود إلى الأمل بوقف الحرب للهروب من الواقع المأزوم الذي يتخبّط به اللبنانيون, بعدما وللأسف, باتت أزمتنا اليوم تُختصر بوقف النار”.

 

وحول ارتدادات اللقاء الأخير للنواب السنّة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي, يشدد على أن “العنوان كان تأمين الدعم للرئيس ميقاتي الذي نقل موقف لبنان إلى القمة العربية, وهو اندرج في إطار تحقيق مصلحة لبنان, ولو أنه أخذ طابعاً طائفياً ومذهبياً, لأنه وبصراحة, فإن الدعوة إلى القمة العربية شكلت فرصة للبنان من أجل تعزيز العلاقات مع المملكة بعد مرحلة من الفتور منذ العام 2016, وبالتالي فإن اللقاء كان لمصلحة لبنان وليس الطائفة السنية, لأنه من الإيجابي أن يلتقي الجميع وليس فقط السنّة في ظل الظروف الحالية, فاللقاء رسالة تفويض لميقاتي ودعم مواقفه في الرياض والتي تؤكد على الـ1701 خصوصاً وأن كل النواب يتفقون على ضرورة تنفيذ الـ1701 وعلى نشر الجيش وليس فقط النواب السنة”.

وفي هذا المجال, يرى أن “اللقاء السنّي شكل رسالة اإلى الدول العربية والإسلامية بأن لبنان الذي مُني بخسائر كبيرة ويواجه أزمة نزوح كبرى, ما زال قادراً على اتخاذ القرار بتنفيذ القرار الدولي 1701 من أجل تعزيز الثقة, وبنفس الوقت مطالبة الدول العربية بمساعدة لبنان على تخفيف أعباء أزمة النزوح والإعمار, علماً أن هذه الدول لم تتأخر عن دعم لبنان وأقامت جسوراً جوية لمساعدة اللبنانيين عندما وقع لبنان بأزمة”.  

ورداً على سؤال, يقول الحشيمي, إن “المطلوب اليوم هو السعي لتحقيق مصلحة لبنان أولاً, كما هي الحال بالنسبة لكل الدول, والإنفتاح بين إيران والسعودية هو النموذج, فالرياض دعت طهران إلى القمة ونفذ الجانبان مناورةً بحرية, وهذا ليس أمراً عادياً, وهو ما يستدعي من لبنان أيضاً أن يركز على مصالحه, إذ أنه يكفي بعد اليوم أن يكون لبنان ورقةً بيد أي طرف خارجي أو في المفاوضات لأجل مصالح قوى أخرى غير لبنانية. وعليه, من الواجب الآن, التعاون من أجل إعادة بناء الدولة والمؤسسات وإعادة الثقة وتسليم الأمن للجيش, بعدما دمر العدوان لبنان, وسقط أكثر من 13 ألف جريح و3 آلاف شهيد ونزح ومليون ونصف مليون نازح ومُسحت37 قرية دمر بشكل جزئي مئة ألف منزل, وما زال العدوان مستمراً”.

Exit mobile version