البطاطا اللبنانية بالدولار إلى سوريا بدلاً من الخليج وارتفاع سعرها المحلي الى 12 الف ليرة

اوضح رئيس جمعية المزارعين أنطوان الحويك بانه “في السابق، كان الإنتاج السوري يغطّي القسم الأكبر من حاجة السوق السورية، ولا يُستورد من لبنان إلا القليل. لكن بعد أزماتها الإنتاجية، باتت السوق السورية أكثر اعتماداً على استيراد الغذاء ومنها البطاطا اللبنانية. هكذا ارتفع الطلب على البطاطا في لبنان بهدف التصدير، ما دفع أسعارها إلى الارتفاع”.

ولفت في حديث صحفي، الى انه في مثل هذا التوقيت من كل عام، يحلّ الموسم الثاني لإنتاج البطاطا في لبنان. يتم تخصيص قسم من إنتاج هذا الموسم للسوق المحلية، وتخزين قسم آخر لتصديره لاحقاً عندما تأتي البطاطا السعودية والمصرية في مطلع شباط وفق الاتفاقيات الموقّعة معهما. إنما هذه السنة، برز طلب سوري مستجدّ على البطاطا اللبنانية. وبحسب الحويك، اشترى التجار السوريون محصول البطاطا في لبنان “بأرضه” قبل القطاف لتعويض النقص في إنتاج سوريا، ولأن السوق اللبنانية هي الأقرب وتوفّر على التجار السوريين أكلافاً إضافية مثل الشحن وكلفة عبور الدول وسواها.

بدوره، ذكر رئيس تجمُّع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم ترشيشي بان الطلب السوري على البطاطا اللبنانية كان بمثابة “هدية” وازنة للمزارعين اللبنانيين الذين باعوا كيلو البطاطا بنصف دولار (نقداً)، إذ بلغ سعر الطن الواحد “بين 500 دولار و600 دولار نقداً”. لكن، بالتوازي، أدّت زيادة الطلب إلى ارتفاع سعر كيلوغرام البطاطا في السوق اللبنانية إلى 12 ألف ليرة بالجملة. هذا العبء الإضافي وقع على عاتق المستهلك المقيم في لبنان.

واوضح بان الطلب السوري لم يكن وحده سبب هذا العبء. فمجمل إنتاج لبنان من البطاطا يصل إلى 270 ألف طن في السنة، ويستورد لبنان نحو 50 ألفاً من مصر ويصدّر إلى دول الخليج وحدها نحو 70 ألف طن. لكن الإنتاج المحلي لم يتجاوز نصف ما كان عليه سابقاً، بسبب ارتفاع كلفة الإنتاج الزراعي الناتجة من ارتفاع سعر صرف الدولار وانعكاسه على مختلف عناصر كلفة الإنتاج، سواء لجهة كلفة المازوت للري أو كلفة استيراد البذار بالدولار النقدي (يستورد لبنان بين 10 آلاف طن و15 ألف طن بذار سنوياً)، وكلفة الأسمدة التي تضاعفت 5 مرات… ما دفع 50% من المزارعين الى انتظار موسم آخر. “50% من المزارعين غامروا وزرعوا تقريباً 40% من المساحات التي كانت تزرع بالبطاطا”.

 

ونفى ترشيشي وجود عمليات تصدير نظامية من لبنان إلى سوريا، وتحدث عن “عمليات تهريب تمّت قبل 10 أيام”. وشرح أن سبب هذه العمليات يكمن في حاجة السوق السورية، خلال شهرَي تشرين الأوّل وتشرين الثاني، إلى كمّيات إضافية. صحيح أن البطاطا اللبنانية تباع في سوريا بأسعار أعلى من البطاطا السورية (كيلوغرام البطاطا اللبنانية يباع بـ 2100 ليرة سورية، أي أغلى من البطاطا السورية التي يتراوح سعرها بين 1200 و1700 ليرة سورية)، لكن السعر متعلق بالنوعية والجودة. ومبرّر التهريب أنه ليس هناك إجازات استيراد في سوريا حالياً، بينما كمّية المحصول السوري كانت قليلة هذه السنة وسط طلب أكبر على استهلاك البطاطا، ما أجبر التجّار السوريين على القبول بالأسعار اللبنانية الأعلى.

ولم يفتح باب سوريا بتنسيق بين البلدين، لكنه عوّض على المزارع اللبناني الفائض الذي كان سيحصل نتيجة إحجام دول الخليج عن استيراد البطاطا اللبنانية، علماً بأنه في السنوات الثلاث الأخيرة بلغ المتوسط السنوي لصادرات البطاطا إلى دول الخليج نحو 67 ألف طن سنوياً.

Exit mobile version