واصل جيش العدو تركيز هجومه البرّي في الأيام الأخيرة على محورين رئيسيّين، باتجاه مدينة الخيام في القطاع الشرقي، وبلدتي شمع – البياضة في القطاع الغربي. ورغم أن المحور الغربي أخذ زخماً عسكرياً كبيراً خلال الأسبوعين الماضيين، إلا أن القوات الإسرائيلية هناك تتقدّم ببطء شديد، وسط خسائر واضحة، وعدم القدرة على السيطرة على القرى والمرتفعات الحاكمة، بل الاكتفاء بالتواجد في المناطق المفتوحة وفي الوديان والأحراج وعند أطراف القرى، فيما تعمد إلى نسف المنازل التي تصل إليها. وكشفت المقاومة، أمس، روايتها حول مقتل جنود من «لواء غولاني» وعالم الآثار الصهيوني زئيف إيرليخ، إضافة إلى إصابة رئيس أركان اللواء، بنيران المقاومة. وقالت المقاومة إن مجاهديها رصدوا أولَ أمس تسلّل قوّة من جيش العدو الإسرائيلي إلى أحد المنازل في الجهة الغربيّة من بلدة طيرحرفا. ففتح المقاومون النار على المنزل الذي تحصّنت فيه القوّة، واستهدفوا المنزل بالأسلحة المباشرة، ما أدّى إلى تدمير أجزاء منه على القوّة. بعد ذلك، حاولت قوّة من جيش العدو مدعومة بآلية مدرّعة التقدّم لإخلاء الإصابات، فتمّ استهدافها، ما أدّى إلى تدميرها. وكان العدو اعترف، مساءً، بعد الحادثة بساعات، بسقوط 4 قتلى وعدد من الجرحى، فيما تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيليّة مقتل 6 جنود في الكمين. ومن بين القتلى عالم الآثار الذي كان بصحبة القوة، بهدف «التعرّف إلى المنطقة». وقد أعدّت قيادة المنطقة الشمالية في جيش العدو لائحة اتّهامية بحقّ رئيس أركان «لواء غولاني» العقيد يؤاف ياروم، على خلفية اتهامه بـ«التقصير والتهاون بحياة الجنود في قضية العالم الجيولوجي»، علماً أن ضبّاط «غولاني» كانوا قد اتهموا قائد لوائهم الجنرال يائير بلاي بـ«سوء الإدارة» الذي تسبّب بارتفاع كبير في عدد قتلى اللواء (أكثر من 110 في غزة ولبنان). ويُعتبر «غولاني» عمود قوات النخبة التي تقود العملية البرية في الجنوب، وتخبّطه واختلاله، يعرّضان كامل العملية البرية للخطر والفشل.
يواصل العدو تركيزه على محورَي الخيام وشمع – البياضة، فيما تراجعت عملياته في بنت جبيل
أما في المحور الشرقي، باتجاه مدينة الخيام، فتكافح قوات العدو لتحقيق اختراقات حقيقية في دفاعات المقاومة، بما يسمح لها بالوصول إلى قلب المدينة. ويوم أمس، واصل المقاومون التصدّي لمحاولات قوات العدو إحداث اختراق من الأحياء الشرقية للمدينة، باتجاه وسطها، وترافق ذلك مع حملة قصف مدفعي وغارات جوّية لم تتوقّف منذ يومين إلى 3 أيام تقريباً. وصباحاً، تراجعت عدة دبّابات إسرائيلية، من الأطراف الشرقية باتجاه منطقة وطى الخيام، ثمّ العمرا القريبة من الحدود مع فلسطين المحتلة. وفي حين شهدت الجبهة تراجعاً في حدّة المواجهات خلال ساعات النهار، عادت قوات العدو واستقدمت الدبّابات التي كانت قد انسحبت صباحاً، وأعادت استعدادها للتقدم شرقي المدينة. وفي المقابل، استهدفت المقاومة تحشدات العدو في محيط الخيام، بصليات صاروخية، نحو 10 مرّات. كما شنّت هجمات بالمُسيّرات المفخّخة على تجمّعات العدو، شرق المدينة، بشكل مباشر. كما عمد العدو إلى استهداف منطقة الخردلي بغارة جوية عنيفة، ما أدّى إلى قطع الطريق الرئيسي الذي يربط القطاع الشرقي في المنطقة الحدودية، بمنطقة النبطية. كما قصفت مدفعية العدو محيط سراي مدينة مرجعيون، وبلدة راشيا الفخار، والبلدات المحيطة، في محاولة لقطع الطرقات التي توصل إلى الخيام وعزلها عن محيطها.
إلى ذلك، هاجمت المقاومة قاعدة شراغا (قيادة غولاني) شمالي مدينة عكا، بصليةٍ صاروخية، مرّتين. كما شنّت هجوماً جويّاً بسربٍ من المُسيّرات على قاعدة حيفا البحريّة. واستهدف المقاومون موقع الإنذار المُبكّر (يسرائيلي) على قمّة جبل الشيخ في الجولان، للمرة الأولى، بصليةٍ صاروخيّة. وفي إطار سلسلة «عمليّات خيبر» استهدف المقاومون، للمرة الأولى أيضاً، قاعدة حتسور الجوّية (جناح جوي رئيسي يحتوي على تشكيل استطلاع مؤهّل وأسراب من الطائرات الحربية – 150 كم عن الحدود) شرقي مدينة أشدود، بصليةٍ من الصواريخ النوعية.
59 شهيداً في بعلبك – الهرمل
بعد أيام من الهدوء الحذر، كثّف العدو الإسرائيلي بدءاً من عصر أمس اعتداءاته على قرى البقاعين الأوسط والشمالي، بدأت بغارة على أعالي بلدة الصوانية – يونين شمال مدينة بعلبك، لتكرّ بعدها سبحة الاعتداءات بغارات متلاحقة على بيوت المدنيين في عدد من البلدات، من بينها مقنة حيث استشهد خمسة أفراد من عائلة واحدة من آل المقداد وجرود نحلة وبريتال حيث سقط شهيدان، والسفري ويونين (مجدداً) وبيت شاما وبوداي والطيبة حيث وقع عدد من الجرحى بعضهم في حال خطرة، فيما سقط 5 شهداء في بلدة فلاوى – بوداي، وثمانية شهداء على الأقل معظمهم نساء وأطفال في محلة عمشكي في أعالي بعلبك، واجهت فرق الإنقاذ صعوبة في انتشالهم. وسقط شهيد وعدد من الجرحى في منزل أغار عليه طيران العدو في بلدة حوش الرافقة. أما المجزرة الكبرى فقد ارتكبها العدو في نبحا في البقاع الشمالي، حيث سقط 12 شهيداً، وسط ترجيحات بارتفاع العدد إلى 15. ولاحقاً وسّع العدو غاراته فاستهدف محلة جرماش عند الحدود اللبنانية – السورية. وأعلن محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر أن الحصيلة غير النهائية للشهداء في المنطقة وصلت إلى 59.