وقعت الكاتبة والإعلامية عبير ريدان كتابها، بعنوان “راشيا الوادي تاريخها حضارتها ثقافتها ومضات من الذاكرة” في مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا، بحفل حاشد حضره أكرم أبو شقرا ممثلا وزير التربية القاضي عباس الحلبي، عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور، الشاعرة رين علامة ممثلة النائب انور الخليل، رئيس المحكمة الشرعية السنية في البقاع القاضي الدكتور عبد الرحمن شرقية ممثلا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، علي فايق ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبو المنى، الاكسارخوس أدوار شحاذي ممثلا المتروبوليت الياس كفوري، الرائد وسام صالح ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، مستشار البنك الدولي وعضو لقاء أبناء الجبل الدكتور منير حمزة، نائب رئيس منتدى التنمية اللبناني وهبي أبو فاعور، رئيس مجلس امناء جامعة mubs البروفيسور حاتم علامة، القائمقام عمر ياسين، المدير الاقليمي لمدارس العرفان الشيخ بشير حماد، أعضاء المجلس المذهبي الدرزي الشيوخ أسعد سرحال، يوسف ابو ابراهيم ومحمد غنام، النقابي اكرم عربي، المجلس الثقافي الاجتماعي ممثلا بمروان درويش ونبيل فارس، هيئات ثقافية وتربوية ونقابية، رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات.
خير
قدم الاحتفال عماد خير فقال: “نلتقي في هذا اليوم في حفل توقيع كتاب راشيا الوادي تاريخها حضارتها ثقافتها ومضات من الذاكرة للمؤلفة عبير ريدان حيث كتبت هذه المنطقة بخيوط من دفق أفكارها وسكبتها في حروف جزلة ينسكب فيها التاريخ والحضارة والتراث حيث التشبث بالتلاقي والعيش المشترك ليتزامن حفل توقيع الكتاب مع ولادة المعلم كمال جنبلاط المفكر الذي كان رجلا شعبيا فصار شعبا، كمال جنبلاط الذي كان مواطنا وفيا فصار وطنا، نلتقيه دائما ضيفا دون زمان لانه صار فينا تاريخا شاهدا يتآخى في زمن النور ومكان الحب”.
فايق
وألقى فايق كلمة شيخ العقل فقال: “في الوقت الذي تشهد بلادنا أشد أزماتها، وفي شرق يتبدل من يوم لآخر، يشهد على ذلك تهديد وجودي للكيانات الوطنية والاجتماعية والثقافية والعلمية، هذا التهديد الذي بلغ ذروة غير مسبوقة باستخدام جميع وسائل التخريب والدمار والذي طال إرثنا الحضاري والانساني وفي ظل هذا الواقع البالغ الخطورة، علينا ان نعيد قراءة أنفسنا”.
وقال: “إننا جزء من الحقيقة ومن الخير الكامن في صميم هذا الكون، علينا ان نصير هذه الحقيقة وهذه القوة وهذا الخير، لتكون لنا الحرية التي نستحق وهذا الشعور بالفرح، فالشكر للكاتبة عبير ريدان، جامعتنا اليوم، حول جهدها الفكري الباذخ، والحافظ لتاريخ منطقة فيها من دفء الانسان ما يذيب دائما جليد السنين”.
وتحدث ممثل المطران كفوري فقال: “لقد أخذت راشيا الوادي حقها من حيث انها أم التاريخ والحضارة والثقافة، فقد كان التركيز على التنوع الحضاري والثقافي والديني لافتا، فأعطت الكاتبة لكل ذي حق حقه، وهي عندما تتكلم عن الشيخ الفاضل تبدو درزية متعمقة في دين التوحيد وفي تاريخه، وعندما تتكلم عن السيد المسيح تبدو مسيحية بامتياز. هذا التناغم بين الاديان يقدم للقارىء صورة لبنان الحقيقية التي يجب ان تغرس في عقول واذهان ووجدان اولادنا. وفي الشأن الوطني فهناك تركيز على اهمية راشيا ووادي التيم في ترسيخ استقلال لبنان وتمتين الوحدة الوطنية بين أبنائه”.
حمزة
وألقى حمزة كلمة قال فيها: “أيقنت الباحثة عبير ريدان أهمية الثروة الاجتماعية والانسانية التي تكتنزها هذه المنطقة على امتداد الحاضر والتاريخ، فجمعت من عاداتها وتقاليدها ما رصدته في هذا الكتاب، كنزا من المعرفة والحكمة والموعظة الحسنة، نعم، لا تقل الموروثات القديمة، والملهمة للجيل الطالع، أهمية عن دروس العلم والتقدم، والحفاظ عليها هو حفظ على إرث عظيم تناقلته الاجيال على لسان المؤرخين والبحاثة، وقد كان بعض هذه التقاليد مجهولا بالنسبة الينا فجاء هذا الكتاب مرفقا بالصور والوثائق والمستندات والمخطوطات النادرة التي تضيء على فرادة كل قرية وبلدة في هذه المنطقة الحبيبة، والاهم انها وردت بموضوعية ودقة وأمانة بما يمتاز به الباحث النهم الذي يجتهد في البحث وفق منهجية علمية دقيقة”.
وحيا الباحثة على جهدها “حتى خرج الكتاب بهذه الصيغة القيمة مرجعا لكل باحث عن ثروات هذه المنطقة الخيرة وحقائقها التاريخية”.
شرقية
وكانت كلمة للقاضي عبد الرحمن شرقية قال فيها:”خرجت عبير لتعبر لا عن نفسها فقط ولكن عن المحرومين والمظلومين والمقهورين والمنسيين لتكتب بأناملها تاريخا يعيد الانسان الى واقع ما مضى ليبين أن ما يجري اليوم هو ما كان بالامس، فالزمن دولاب والتاريخ يعيد نفسه، فدولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة”، مضيفا “لقد كسرت القمقم يا عبير ورغبة القنينة فخرجت الى هذا الفضاء الواسع لتعبري عن بنات راشيا ووادي التيم بنات القرى لتحدثي عن صالحة التي هزت بأدبها وعرفانها وطهارتها أركان هذا المجتمع”.
أضاف: “نحن بحاجة اليوم الى أمثال هذه الفتاة التي شقت الطريق من بيت ايمان وتقى وهداية وكفاح، من بيت تحمل المسؤولية عن قريته واهله ومجتمعه لتعبر بهذه الاراء وتسمو بهذه الافكار لتحدثنا ان المحتل مهما طال زمنه وان المستعمر مهما طالت اظافره ومهما اشتدت انيابه فصخورنا وجبالنا وقلاعنا عصية عليه.
عبير قولي لرفيقاتك لكل نساء منطقة راشيا ان اليوم يراد لامتنا الشر وان تبقى على أهبة الخلاف المستتر بستار المذهبية والطائفية والعنصرية والقبلية، يريدون ان نتقاتل وان نكون على هامش الحياة”.
وختم: “إن راشيا قلعة الحرية والبطولة والتضحية والفداء والاستقلال والتي كانت بالامس تعتبر في منطقتنا كقناة السويس بين الشرق والغرب، بين حضارات، بين فلسطين والعالم”.
القاضي
وألقى وكيل داخلية البقاع الجنوبي في الحزب التقدمي الاشتراكي رباح القاضي كلمة لفت فيها الى أن “الكثير من المفكرين والعلماء والحكماء تحدثوا عن تاريخ وحضارة وثقافة الشعوب، ومن أبرز ما قرأته ما كتبه المعلم الشهيد كمال جنبلاط في مقالته الشهيرة (رسالة إلى الوطن الجريح) وكأنه يتحدث اليوم حين قال: (من صميم المعركة الصاخبة من حولي، معركة السياسة والغموض والتزوير والانتخابات، وتلك المهازل التي مثلها الدجالون فأصبحنا نخجل من تردادها وتكرارها أمام العالم”، وفوق ضجيج الساحة السياسية، ووسط القرف والألم الشامل، يلذ لي أن أسترجع بالذكرى عظمة لبنان الغابرة والمقبلة، والمطلة علينا كوجه الظفر”.
وتابع: “نعم أيها الحضور الجميل الراقي، ورغم كل الأزمات فإن الحياة أقوى من كل شيء، ويطيب لنا في رحاب مركز كمال جنبلاط الثقافي الاجتماعي في راشيا أن نستضيف هذا الحدث الاستثنائي في الزمن الاستثنائي، ونحن نرى بثقة أن تاريخ كل أمة وكل وطن خط متصل، قد يصعد الخط أو يهبط، وقد يدور حول نفسه أو ينحني ولكنه لا ينقطع. واذا كان التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار لكنه في باطنه نظر وتحقيق، وهذا ما سعت إليه الاستاذة الراقية عبير ريدان في كتابها عن المنطقة. فحضارة الإنسان وتاريخه ومستقبله رهن كلمة صدق وشعار صدق، لا شعارات كاذبة مضللة شمولية ظالمة تعيث في عقول وقلوب البعض فسادا، فبالحق نعيش، وليس بالخبز وحده أبدا، أما التاريخ فهو العمق الاستراتيجي لمن يبتغي صناعة المجد في الحاضر والمستقبل والذين لا يعتبرون من أخطاء الماضي مكتوب عليهم تكرارها مرة أخرى وبشكل أقسى”.
ريدان
بدورها، ألقت الكاتبة ريدان كلمة قالت فيها: “وجودكم اليوم أزال عني تعب ومشقات وبحث لسنوات عديدة وضعتها بين صفحات هذا الكتاب المؤلف من أربعمئة وأربع صفحات مستندة الى أكثر من مائة وخمسين مصدرا ومرجعا مكتوبا، إضافة الى وثائق ومخطوطات ومحفوظات لم أحصل عليها الا بعد جهد مضن، وقمت بجولات ميدانية في مختلف القرى لأقف على أراء من لديه المعرفة والاطلاع من جميع الاطياف للمصداقية والارتقاء بالمستوى المطلوب، غاية هذا الكتاب الذي تناولت فيه ما مر على هذه المنطقة من مآثر تاريخية وحضارية من القدم حتى عهد الاستقلال، فوادي التيم عامة وراشيا خاصة، لعبت دورا مهما من عهد الانسان الاول الذي اتخذ من مغاراتها مأوى له الى عهد الكتابة إبتداء من الحضارة الفرعونية وما تبعها من رومانية وعربية وعثمانية واستقلال، سطرت في صفحاته منطقة راشيا بايجاز في كل مرحلة منها، وحمل الكتاب صور ثقافة وقيم وسلوك وعادات وتقاليد وامثال الاجداد والاباء مع مقابلات حية”.
وتابعت: “بما ان منطقة راشيا الوادي هي تنوع ديني وتعايش حضاري وثقافي عاش اهلها منذ القدم بعيدا من التعصب الطائفي والتزمت الديني ولم يفرقوا بين مذهب واخر، يجمعهم حب الوطن والدفاع عنه، فقد تطرقت الى تاريخ نشأة المؤسسات الدينية والروحية فيها ودور رجال الدين الفكري والروحي الذين تولوا مناصبها”.
وأضافت: “إن كتابي موجه لكل طالب معرفة وليس حكرا على شريحة أو جيل أو مجموعة أو منطقة، إنه ذاكرة وطن بكل اطيافه وتوثيق لمعلومات تكاد تتلاشى برحيل جيل من الكبار”.
وتابعت: “لقد اخترت هذا المركز لاقدم لكم هذا العمل ليكون التوقيع متزامنا مع ذكرى رجل مفكر وفيلسوف معاصر حمل رسالة الانسان وساهم في ارساء القيم الوطنية، اعني به المعلم كمال جنبلاط الذي رسخ بكتاباته ومسيرته أواصر وثيقة ووحدة صلبة انعكست سلاما ومحبة في علاقات أبناء الوطن الواحد، بل ومع العالم الخارجي”.
وتسلمت ريدان درعا تكريمية من الاتحاد النسائي التقدمي في بلدتها تنورة بحضور أبو فاعور، ووقعت مؤلفها للحضور، تلاه حفل كوكتيل بالمناسبة.