كتب ألان سركيس ،
تبقى لدائرة زحلة خصوصيتها مهما اشتدّت المعارك، ففي هذه الدائرة 7 مقاعد، 5 للمسيحيين ومقعد سني وآخر شيعي، لذلك فإن كل القوى غارقة في الحسابات الدقيقة لمنطقة تعوّدت أن تحاسب نوابها.
إقترع في زحلة في الإنتخابات الأخيرة 91129 مقترعاً، وتوزعت الأصوات على اللوائح كالآتي: لائحة “زحلة قضيتنا” المدعومة من “القوات” حصلت على 18702 صوت، “زحلة للكل”، أي لائحة تحالف “التيار الوطني الحر” و”المستقبل” وشخصيات مستقلّة حصدت 36391 صوتاً، لائحة “كلّنا وطني” 1599 صوتاً، “زحلة الخيار والقرار” التي هي كناية عن تحالف النائب نقولا فتوش و”حزب الله” و”أمل” 23546، لائحة “الكتلة الشعبية” حصلت على 10885 صوتاً، وكان الحاصل الأولي 13018 صوتاً، وبعد فشل لائحتي “الكتلة الشعبية” و”كلنا وطني” في الوصول إلى الحاصل، الذي بات 11235 صوتاً، حصل تحالف “المستقبل” – “التيار” على 3 مقاعد، كما حصلت لائحة “القوات” ولائحة فتوش – “الثنائي الشيعي” على مقعدين لكل منهما.
ويُجمع من يتعاطى الشأن الإنتخابي في زحلة ولبنان على أن ظروف الأرض قد تغيّرت، ومعروف أن السلطة دائماً تُخسّر الفريق الممسك بها، فكيف الحال بالنسبة إلى “التيار الوطني الحرّ” الذي يُوصف عهده الرئاسي بـ”جهنم”.
وإذا غصنا في التفاصيل الإنتخابية الزحلية وسلّمنا جدلاً أن الرأي العام لم يتغيّر، فإن تشريح وضعية “التيار العوني” في زحلة إستناداً إلى الإنتخابات الأخيرة يكشف مدى التصدّع الذي يعاني منه.
وفي التفاصيل، فإن تحالف “التيار”- “المستقبل” والمستقلّين حصد 3 مقاعد توزعت بين نائب “المستقبل” عاصم عراجي و”التيار” سليم عون وحليف “التيار” ميشال ضاهر، وبما أن التحالف مع “المستقبل” أصبح مستحيلاً، وضاهر خرج من صفوف تكتل “لبنان القوي”، فإن “التيار الوطني الحرّ” غير قادر على حصد حاصل بمفرده.
وفي تشريح الأرقام، فقد نالت لائحة تحالف “التيار” – “المستقبل” 36391 صوتاً، وحصل مرشح “التيار” سليم عون على 5567 صوتاً تفضيلياً، فيما حصلت المرشحة الأرمنية ماري بيلازكجيان على 3851 صوتاً، في حين توزعت بقية الأصوات على مرشحي “المستقبل” أي عراجي ونزار دلول، والمستقلّين أي ضاهر وأسعد نكد وميشال سكاف.
من هنا، فإن مهمة “التيار الوطني الحرّ” الوصول إلى حاصل من دون تحالفات مع القوى الكبرى مهمة شبه مستحيلة، ولهذا بدأ البحث الجدي في إيجاد حلول أولية منها تغيير المرشح سليم عون واستبداله بآخر ماروني قادر على جذب الأصوات غير العونية، والبحث عن حليف كاثوليكي مثل ضاهر يستطيع رفد اللائحة البرتقالية بعدد كبير من الأصوات، بعدما تدنت فرص ترشيح الوزير السابق سليم جريصاتي كمرشح رئيسي للائحة البرتقالية بدل سليم عون.
ومن جهة التحالفات الكبرى، فإن تحالف “التيار الوطني الحرّ” مع “المستقبل” أو “القوات” من رابع المستحيلات، في حين أن رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف تجري حساباتها الدقيقة، وعلى رغم الحديث عن DEAL ينتج عنه تحالف شقيقها وليم طوق في بشري مع رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل في دائرة الشمال الثالثة، وتنضم سكاف إلى لائحة “التيار” في زحلة، إلا أن هذا السيناريو لا يزال مستبعداً خصوصاً أن لسكاف مواقف نارية ضدّ العهد وتطمح للتحالف مع “المستقبل” وليس “الوطني الحرّ”.
ويبدو أن الملجأ الأخير لـ”التيار العوني” يبقى “حزب الله” الذي يملك كتلة ناخبة في دائرة زحلة، لكن لا يستطيع “الحزب” الذهاب إلى مثل هكذا تحالف وسط رفض حركة “أمل” التحالف مع العونيين.
وبانتظار أن يحدّد النائب السابق نقولا فتوش خياراته النهائية، فإن “التيار الوطني الحرّ” في ورطة، إذ إنه على رغم التنوّع المذهبي في عروس البقاع، تبقى مدينة زحلة “عاصمة الكثلكة” وأكبر مدينة مسيحية في الشرق، وبالتالي فإن خسارة باسيل لمقعدها هو صفعة قوية لسياسي يقول إنه المسيحي الأول في لبنان ومرشح لرئاسة الجمهورية.
المصدر: نداء الوطن