هل الأمن الذاتي في بعلبك هو الحل؟

بقلم عيسى يحيى،

نعمتان مفقودتان في بعلبك هذه الأيام، لقمة العيش التي باتت صعبة على كثيرين غير قادرين على تأمينها، والأمن والأمان اللذين يستجديهما أهل المنطقة وتفلت السلاح والعبث بحياتهم وأرزاقهم من دون روادع أخلاقية وقانونية.

بين البحث عن سبل تأمين متطلبات الحياة اليومية والصمود في وجه العاصفة الاقتصادية التي تضرب لبنان منذ سنتين، والحفاظ على الأرزاق والأملاك التي كلفت تعب سنين وشقى أيام، يجدُ اللبناني نفسه مضطراً الى القيام بواجبات الدولة ومساندتها في ظل العجز الذي يصيب جسمها وأعضاءها، ومقاومته كل الصعاب كي يبقى على قيد الحياة، ويلعب دور الشرطي في الدفاع عن أرزاقه وقد باتت هدفاً لعصابات امتهنت السلب والتشليح، وأفراد دخلوا المهنة حديثاً بقصد تأمين المال، وما بين الإثنين قد يدفع حياته ثمناً لحماية ما يملك، أو يخسر جنى العمر مقابل تنعّم أولئك بما جنوا غلّةً وحُرمة.

مرّت عملية السلب في سوق بعلبك قبل أيام واستهدفت محلاً لبيع المجوهرات يملكه شخص من عائلة رعد على خير ومن دون سقوط دماء، وحملت معها تطورات خطيرة تنذر بالأسوأ اذا ما استمرت الأوضاع على هي عليه. فالعصابة التي قصدت المحل في شارع بشارة الخوري سيراً على الأقدام حيث زحمة السير ولا يمكن لسيارة ان تتوقف وتنفذ العملية ثم تتابع سيرها، نفذت عمليتها بدم بارد وسلبت محتويات المحل وقدرت بـ 150 مليون ليرة لبنانية قبل ان تغادر على مرأى من الناس الذين لم يتدخلوا خوفاً على حياتهم كون العصابة مسلحة، ما دفع بأصحاب المحال التجارية الى الدعوة مجدداً للأمن الذاتي اذا عجزت القوى الأمنية عن حمايتهم ومحالهم.

وعلى قدمٍ وساق تجري عمليات سرقة السيارات على اختلافها من داخل المدينة، ناهيك عن السرقات الصغيرة كالبطاريات، أو ماكينات الإنترنت عن الأسطح، وكل ما يظهر أمام السارقين ويكون سهل الحمل وغالي الثمن ويوفر لهم مردوداً جيداً، حتى بات الأمن الإجتماعي في خانة المفكك، ما يدفع الناس الى أخد احتياطاتهم جيداً بغية منع تلك العصابات من الوصول الى مبتغاها، كون مواجهة هؤلاء قد تؤدي الى مقتل أحدهم والدخول في صراع ودوامة الثأر التي لا تعرف كيف تنتهي، رغم مقتل الشخص في عملية سرقة وبطريقة مخزية.

وما بين كل تلك الأحداث، تتكرر عمليات اطلاق النار والاشكالات المسلحة التي تنفق عليها آلاف الدولارات في الهواء والسماء، وتتساقط على رؤوس العباد وتصيبهم في بيوتهم وممتلكاتهم، حتى أصبحت شوارع المدينة وأحياؤها مسرحاً لتجربة كافة أنواع الأسلحة من دون أي اعتبار لحياة الناس وخوفهم، فالمطاردات أحياناً تشعرك أنك أمام فيلمٍ هوليوودي، ورمي القنابل خلال الاشكالات وبين المارّة، كما حدث في سوق بعلبك وأدى الى اصابة فتاة بجروح، أو نزول الشظايا والرصاص على سياراتهم ومنازلهم وتضررها.

كلها أحداث تفرض نفسها على مدينة بعلبك، وتلقي بثقلها على يوميات المواطنين الذين طفح كيلهم من تلك الممارسات وباتت تشكل عبئاً ثقيلاً يصعب حمله، غير أن الأخطر يبقى عمليات السرقة والتشليح في وضح النهار، حيث طالبت نقابة أصحاب المحال والمؤسسات التجارية، الأجهزة الأمنية بمعالجة الأمر تفادياً للأمن الذاتي وحماية أملاكهم وحفاظاً على أرواحهم، لتشير عائلة رعد في بيان لها أن العصابة التي أقدمت على السرقة معروفة منها وومن الأجهزة الأمنية ما يدعو الى المعالجة السريعة قبل تفلت الأمور وخروجها عن السيطرة.

المصدر:نداء الوطن

Exit mobile version