“سوا للبنان” في البقاع: سنخوض الانتخابات دعماً وترشيحاً

بقلم أسامة القادري،

نشطت حركة “سوا للبنان” المدعومة من رجل الأعمال بهاء رفيق الحريري شقيق رئيس الحكومة السابق ورئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري في الآونة الأخيرة في البقاع، بعد انتهائها من مراسم افتتاح مكاتبها في عكار وطرابلس وصيدا وجبيل وجونيهً لتبدأ بهيكلة وضعها التنظيمي وتشكيل مجالس انماء في مناطق البقاع كافةً انطلاقاً من شتورا باتجاه البقاع الشمالي والأوسط والغربي وراشيا.

الا ان هذه الحركة أثارت موجة واسعة من التساؤلات في ما بين البقاعيين وخاصة في القرى ذات الغالبية السنية، ولدى القيادات السياسية البقاعية واعتبار البعض انها حركة “سنية جديدة” منافسة لتيار “المستقبل”، إنطلقت تزامناً مع اطلاق الشائعات عن اعتزال الرئيس سعد الحريري السياسة، ليجد البعض حضورها طبيعياً لملء الفراغ الحاصل في البيئة السنية، بينما آخرون يرونها مزاحمة للتيار “الازرق” وتغرف من صحنه الجماهيري، ما يؤثر على حضورها السياسي وبالتالي يكون المستفيد الأكبر منها خصماه “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”. فيما يراها آخرون أنها اشبه “بفقاعة صابون” لن تعمّر طويلاً كما حصل مع ظواهر ارادت الاستثمار في الخزان الجماهيري للحريرية السياسية، على أثر ابرام التسويات والتنازلات التي قام بها الرئيس الحريري.

من هنا تحاول قيادات حزبية سياسية بقاعية التقليل من أهمية حضور “سوا للبنان” كحركة سياسية يمكن لها أن تستمر في ظل هذا الانهيار المتمادي عند كافة القوى، أو أنها قادرة على استقطاب قوى 17 تشرين، ومعهم المعترضون “السنة” بخطاب وطني جامع، في وقت أن الطائفة السنية تشعر بغبن وضعف، من السير بسياسة “أم الصبي” التي اعتمدها الرئيس الحريري، فيما كل فريق يحاول الامساك بدفة التعطيل لنيل حصته لا هم ان كانت على حساب مصير البلد واهله.

وبالتوازي مع ترتيب وضعها التنظيمي أجرت قيادة “سوا” سلسلة لقاءات نهاية الأسبوع الفائت في أحد صالونات أوتيلات شتورا، بحسب مصادر مطلعة مع العديد من الشخصيات الفاعلة في القرى البقاعية ومع مرشحين مستقلين وخاصة المحسوبين على انتفاضة 17 تشرين بهدف تذليل العقبات امام اي عائق في توحيد لوائح المعارضة لكل احزاب السلطة من دون استثناء، فغزت البانويات واللوحات الاعلانية جانبي الطرقات البقاعية عند المفارق الرئيسية بدءاً من مدخل البقاع المريجات، وصولاً الى بعلبك والهرمل وكذلك باتجاه البقاع الغربي وراشيا.

صناديقي

ورداً على بعض التساؤلات أكد المدير التنفيذي لحركة “سوا للبنان” سعيد صناديقي لـ”نداء الوطن” أن “قيادة سوا حضرت الى البقاع، والتقت بالعديد من الشخصيات البقاعية من البقاع الغربي والأوسط والشمالي، وبناشطين بالثورة عندهم حيثيتهم وحضورهم”، وأضاف أن نهج “سوا” قائم على قاعدة أن البناء يبدأ من القاعدة صعوداً، وليس العكس كما عند باقي القوى تبدأ من الزعيم نزولاً، “لهذا لا تضع منسقاً انما تعمل وفق مجلس”، وتابع: “حالياً يوجد فريق عمل في البقاع يتوزع المهام بين قسم في الغربي وقسم في الأوسط وقسم في الشمالي، مهمة هذا الفريق هو تسهيل الظروف والحيثيات لإنشاء مجالس انماء. وتابع صناديقي: “بطبيعة الحال لأننا في مرحلة تسبق الانتخابات النيابية يصبح الحديث الغالب عن الانتخابات، الا ان اطلالة “سوا” السياسية مستمرة”.

وأضاف ان اللقاءات التي اجراها في البقاع كانت مع فعاليات اجتماعية وسياسية ومع مرشحين مستقلين، وأوضح أن الهدف من اللقاءات خلق جو سياسي لـ”سوا”، ومن أجل تذليل العقبات أمام تأليف لوائح مستقلة للمعارضة، و”لرسم خريطة طريق انتخابية في البقاع”.

وعن أسباب التأخر في فتح مكتب في البقاع الأوسط قال: “الحركة افتتحت مكتبين واحد في مدينة زحلة وآخر في دورس بعلبك، ويجري حالياً البحث عن مبنى ليكون مركزياً لكل البقاع، والتأخير في إفتتاح مكتب البقاع هو لتأمين الإستمرارية مستقبلاً وذلك لأن للبقاع خصوصية وأهمية كبيرة ولتعدد مكوناته السياسية، لذلك يجري العمل في البقاع بكثير من الحذر والتريث حتى يكون العمل ناجحاً وصحيحاً”.

ورداً على سؤال أجاب: “يخطئ من يظن أن “سوا” أتت لترث تيار “المستقبل”، نحن مشروعنا سياسي جديد يقدم طريقة جديدة في التعاطي السياسي، لا نبني على قاعدة الزعيم من فوق الى تحت، انما العكس، نبني قاعدة شعبية تكون الزعامة هي المؤسسة والعمل المؤسساتي، وبالتالي نجد أن “سوا” من خلال المشاريع التي تقدمها نموذج جديد يجاوب على تطلعات الشباب، ولا ترتكز على طائفة دون الأخرى، وذلك ايماناً منها بمبادئها التي قامت عليها رفضاً للمحاصصة الطائفية والزبائنية السياسية، هذا ما يؤكد أنها لم تأت بوجه تيار “المستقبل” بحد ذاته، انما ضد منظومة سياسية كاملة متكاملة كرّست المحاصصة عوضاً عن الشراكة في بناء البلد”.

رفض صناديقي إلباس سوا “العباءة السنية”، باعتباره أنها حركة عابرة للطوائف، “والدليل أن مكاتبنا موجودة في جونيه وكسروان وجبيل وعكار وطرابلس وزحلة ودورس قبل البقاع الأوسط والغربي وعملنا بدأ من هناك، وقريباً ذاهبون باتجاه صور وبعلبك والهرمل. وشدد أن وجود “سوا” في المناطق السنية فقط يكون تكريساً لمبدأ المحاصصة المرفوض ونكون كمن يقبل بالحصة.

وأضاف: “كما أن مجلس المستشارين ومجالس الإنماء من كل المناطق ومن جميع الخلفيات الدينية والأكاديمية والمناطقية من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب والبقاع، لذا التعاطي مع المجتمعات بما لديها من مكونات نكون عابرين للطوائف والمناطق”.

وبالعودة الى الواقع الانتخابي على الصعيد البقاعي، قال: “لزحلة خصوصيتها، سندعم وسنرشح شخصيات زحلية وبقاعية معارضة لا يكون لها علاقة بملفات الفساد وبمحاصصة المنظومة”. وختم أن “سوا” تعمل ميدانياً مع القوى المعارضة الموجودة على الأرض، و”أينما اتيح لنا المجال سنخوض الانتخابات فيهاً دعماً، وهناك مناطق نخوض فيها بالمباشر، بهدف إحداث فرق وخرق بهذه المنظومة ومن هذا المنطلق نفتح أيدينا لكل معارض يشبهنا.

المصدر: نداء الوطن

Exit mobile version