“التلاشي”.. كتاب لمراسلة أميركية يكشف الوضع “الكارثي” لمسيحيي الشرق

Christian worshippers attend a Christmas day mass at the Sultana Rosary Church in the Karrada district of the Iraqi capital Baghdad on December 25, 2021. (Photo by Sabah ARAR / AFP)

تتضاءل أعداد المسيحيين في الشرق الأوسط بشكل يهدد أكبر ديانة في العالم بالانقراض من المنطقة التي كانت ذات يوم مهدا لها، وفق ما خلصت إليه مراسلة مختصة في حقوق الإنسان بعد سنوات من العمل الميداني في المنطقة.

وتكتب جانين دي جيوفاني في تقرير على صحيفة “تلغراف” البريطانية أن وضع المسيحيين في الشرق الأوسط “كارثي” ويهدد بالإخلال بتواجدهم في التركيبة السكانية للمنطقة.

وقامت دي جيوفاني بعمل ميداني حول المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط، بعدما أمضت ثلاثة عقود كمراسلة لحقوق الإنسان في المنطقة.

وخلصت المراسلة إلى أن أعداد المسيحيين في العراق وسوريا ومصر والمجموعة القليلة من المسيحيين في قطاع غزة تتضاءل بسرعة.

وبحسب الكاتبة، يقول علماء الاجتماع إن المسيحيين في المنطقة معرضون لخطر الانقراض، ولعل أبرز مثال على ذلك مسيحيي العراق الذين انخفض عددهم من حوالي 1.5 مليون إلى حوالي 100 ألف في 40 عاما.

وتكشف الكاتبة أنها قررت كتابة كتابها عن “تلاشي” المسيحيين لنقل معاناتهم إلى العالم.

وتوثق في الكتاب للرعب الذي عاشه المسيحيون في العراق بعد قدوم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” إلى مناطقهم، حيت تعرضوا للقتل ودمرت مزارعهم وبيوتهم وكنائسهم.

وفي سوريا، عطلت الحرب حياة سكانها الكاثوليك البالغ عددهم نحو 10 في المئة من مجموع السكان.

وتنقل الكاتبة أن القوات الجهادية المرتبطة بالقاعدة أحرقت الكنائس في معلولا، وأسرت بعض المسيحيين وطلبت من آخرين اعتناق الإسلام، وعندما استعادت قوات النظام السوري السيطرة على المدينة، كان العديد من المسيحيين إما لاجئين خارج البلد أو مشردين داخله.

وتروي القصص التي سمعتها من جميع الطوائف المسيحية التي زراتها في حلب، حيث عاش المسيحيون الأرمن والأرثوذكس جنبا إلى جنب مع جيرانهم المسلمين لعدة قرون، وكيف تغلبوا على حملة القصف التي شنتها قوات النظام بدعم روسي.

أما في مصر، فتقول الكاتبة إنها تحدثت إلى مسيحيين يشعرون بأنه “لم يعد لهم مكان في عهد الرئيس، عبد الفتاح السيسي”، حسبما نقلت عنهم.

وفي غزة، يوجد 800 مسيحي في القطاع تحت سلطة حماس، والتي تتحارب مع السلطة الفلسطينية في رام الله ومع إسرائيل.

وتشير الكاتبة إلى أن مسيحيي غزة هم الأكثر معاناة، كجميع المدنيين في القطاع، بسبب صراعهم اليومي مع نقص الكهرباء والمياه والخدمات الصحية، إضافة إلى الخوف من القصف.

وتختم الكاتبة تقريرها بأن الإيمان يستمر مع ذلك، وأنها لامست ذلك من خلال المقابلات التي أجرتها تحضيرا لكتابها “التلاشي” حول مسيحيي الشرق الأوسط.

المصدر:قناة الحرة.

Exit mobile version