افتتحت جمعية “الوعي والمواساة” الخيرية – مركز عرسال، مسجد السبيل 2 في مجمع بر الوالدين التابع للجمعية، برعاية مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح، في حضور رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري، رئيس بلدية داريا في اقليم الخروب عبدالناصر سرحال، مدير الأزهر في عرسال الشيخ محمد خير الحجيري، رئيس الجمعية محمد قداح والمدير العام عماد سعيد، مقدم قطعة الأرض لبناء المسجد الشيخ حسن مرعي عودة، عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” طارق الحجيري، وفد من جمعيتي “ماليزيا فور سوريا” و”ماي فاند اكشن” الماليزيتين وفاعليات.
بدأ الاحتفال بآيات من الذكر الحكيم للطفل عمر محمد بحلق وبالنشيدين اللبناني والماليزي، ثم قدم الاحتفال الشيخ زياد سلامة، وكان عرض شريط مصور عن تاريخ تأسيس الجمعية منذ 30 عاما في خدمة المجتمع وتقديم الخريجين بمختلف الاختصاصات المهنية والحرفية من خلال مراكزها التأهيلية، بالاضافة الى الرعاية الطبية للمقيمين والنازحين السوريين وغيرها من التقديمات والخدمات الإغاثية.
وألقى سعيد كلمة شكر فيها للجمعيتين الماليزيتين مساهمتهما في بناء المسجد وصاحب الأرض تبرعه بها. وأشار إلى أن “الصرح يضم بالاضافة الى المسجد، مركزا لتعليم القرآن الكريم وعلومه، ومركزا تعليميا تربويا، بالاضافة الى مركز للتدريب المهني والتقني متعدد الاختصاصات، لنساهم في إنشاء جيل واع ومثقف ومنتج. ويبقى لنا من المشروع، البئر الارتوازية مع فيلتر المياه ليكون سبيلا عذبا للجيران وأهالي البلدة”.
وشكر كل من ساهم في إنشاء المشروع.
الصلح
وكانت كلمة للصلح قال فيها: “أهلنا في عرسال الأبية، بجميع أطيافها ومكوناتها، جاء الخير فكنتم أهلا لرد الجميل لذلك الخير وأهلا لاستقبال ذلك الخير. كيف لا، وانتم الذين حملتم على ظهوركم وأكتافكم هذا الكم الهائل من إخواننا وأهلنا الذين لجأوا وهاجروا اليكم ووجدوا في هذه الأرض المباركة كل الترحاب والمودة والحب والعطف؟”
أضاف: “تلقائيا بالمؤسسات نبني الشعوب والأمم، هكذا تعلمنا من مشايخنا، كيف لا ونحن نفتتح مسجدا ومراكز تعليم يعني نحن نغلق سجونا ودورا للفجور والفسوق؟ وربما كان هذا من حسن الطالع أن يكون هذا الإنشاء وهذا الافتتاح في بداية هذا العام، لتكون ايضا خطوة رائعة أن نودع عاما ونستقبل عاما بطاعة رب العالمين وليس بمعصيته كما يفعل الكثيرون”.
وتابع: “الشكر لأهلنا في عرسال، أن تأتي دولة ماليزيا وغيرها إلى هذه المنطقة وتضع حجر أساس لمسجد، لبيت من بيوت الله، وكم هو عظيم أن يكون هؤلاء الأهل الطيبون تقبلوا ذلك لوجه الله تعالى وخصوصا الشيخ حسن الذي جعل ذلك برا بوالديه، فكم هذا الأمر عظيم، ويا ليتنا جميعا نكون على هذه الخطى، فعرسال في حاجة لمثل هذه المشاريع التنموية لتكون قادرة على تحمل عبء ما هو موجود عندها بعد غياب الدولة والمجتمعات كلها، لأن عرسال في فترة جعلوها قمة الإرهاب والتطرف وزعزعة الأمن، بينما من يدخل إلى عرسال يجد الطيبة والمودة والرحمة والصدر الرحب الذي يتسع للجميع”.
وختم: “هذا المجمع وقبالته مجمع آخر هو مجمع الازهر، كم سيحتضنان من أبنائنا وبناتنا عن طريق الهوى والشر، لأنهم يحضنون أولادكم بتعليم القرآن الكريم وشرع النبي محمد، وبهذا تنمو الأمم، إذ لولا هذه المشاريع لكانت حال عرسال غير ذلك”.
باهار
وألقت فريزا بينتي باهار من الوفد الماليزي كلمة أشار فيها إلى أن فكرة بناء المسجد جاءت حين كانت تتجول في المخيمات، ووجدت أن النازحين يصلون في الخيم وفي غرف غير مؤهلة، “فكان لا بد من إنشاء هذه السلسلة من مشاريع المساجد في تركيا وسوريا ولبنان، على أمل أن تتابع هذه الأنشطة من إنشاء خيم للنازحين ومساعدتهم”.
وفي ختام الاحتفال سلم سعيد الصلح درعا عربون وفاء وتقدير، بدوره سلم الصلح وقداح وسعيد الوفد الماليزي درعين تكريميتين، ودرعا لعودة واهب الأرض.
بعد ذلك، توجه الصلح والحضور لقص شريط افتتاح المسجد، وألقى خطبة شدد فيها على أن “عرسال اليوم بفرح كبير مع افتتاح المسجد”.