إنتفاضة جب جنين مستمرة… متى يرضى التيار؟

بقلم اسامة القادري،

لليوم الثالث على التوالي تنتفض مدينة جب جنين على حكم “العتمة” الذي صدر بحقها بقرار سياسي، لإخضاع أهلها وناسها وترويضهم بما تشتهي قيادة “التيار البرتقالي” في البقاع الغربي، فمنذ ساعات الصباح جميع الطرقات المؤدية الى سراي جب جنين “مركز قضاء البقاع الغربي”، كانت مقفلة كذلك البنوك والمؤسسات العامة والخاصة، حيث تعطلت أشغال الناس في جميع قرى البقاع الغربي لعدم قدرتهم على القيام بمراجعاتهم وانجاز المعاملات المطلوبة.

هذا ما دفع بغالبية أهالي القرى المجاورة لأن يقفوا الى جانب أهالي جب جنين والاصرار على المطالبة بتشغيل خط الكهرباء اليها بعدما وصلت ساعات التغذية فيه الى صفر ساعة، مما دفع بالاهالي الى اعتبار الانقطاع التام تحدياً، ورداً على تحركات الأهالي.

يتناقل أبناء جب جنين حديثاً لمسؤول التيار الوطني الحر في البقاع الغربي شربل مارون أن لا كهرباء لجب جنين في الوقت الحالي، وأن مشكلتهم عند (النائب) إيلي الفرزلي، ووزير الطاقة مش مكسر عصاهم. وأن وصل الخط بالسياسة له تبعات وعندما تتوفر المياه الكافية ننظر بتشغيله.

كما وبدأت أصوات مؤيدة للتيار، “أنه بحال استمروا بإقفال الطرقات ومنع الناس من انجاز معاملاتهم، فهذا سيدفعنا للمطالبة بفصل قرى خط صغبين عن جب جنين، في صغبين المقر الصيفي للقضاء”، هذا الكلام سعّر الخلاف في ما بين” جماعة” التيار وبين الاهالي.
واعتبر متابعون أن الإشكالية ليست كما يدعي التيار بعدم وجود مياه في البحيرة كافية للتشغيل، فطالما المياه قادرة على تشغيل المعمل، لمَ يتوقف عندما يصل الموضوع الى جب جنين، انما المشكلة هي في “الاتصال العاصف الذي حصل بين نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ووزير الطاقة وليد فياض حول الانقطاع التام للكهرباء في مركز القضاء، هذا ما يُدفّع البلدة ثمناً للكيد السياسي بين الوطني الحر والفرزلي، ويجعل الاجواء أكثر تكهرباً كلما اقتربنا من موعد الانتخابات”.

ورفع مخاتير البلدة خلال مشاركتهم في الاعتصام صباح أمس أمام مبنى السراي، لائحة تضم أسماء عشرات القرى في الجنوب وجزين وجبل لبنان والبقاع الغربي، وقالوا، لجب جنين والقرى المجاورة الحق بالتغذية من معمل عبدالعال، وهم محرومون منها ومهدورة حقوقهم،” جب جنين ليست مصباً لمجاريركم ولا مكباً لنفاياتكم، أبعدوا جب جنين عن حساباتكم الضيقة وعن كيدكم السياسي”.

كذلك جابت طرقات البلدة مسيرات دعت الى اقفال المحال التجارية بعد أن أقفلت المؤسسات والدوائر الرسمية والمصارف. وفي السياق اقتحمت سيارة عند جسر جب جنين الغربي جموع المعتصمين محاولة دهس بعضهم، مما دفع بالشبان إلى تكسير زجاج السيارة.

وعلى أثر الاحتجاجات والرد على الرد أصدرت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني بياناً اشارت فيه الى واقع البلدات المستفيدة من محطات التوتر متوسط 15 ك.ف والمربوطة بمعامل توليد الطاقة الكهرومائية، الا انه “سبق للمصلحة ان أكدت لمؤسسة كهرباء لبنان ولوزارة الطاقة والمياه وجوب امتناع مؤسسة كهرباء لبنان عن ربط أي بلدات او قرى او احياء او حمولة جديدة على محطات التوتر متوسط 15 ك.ف التابعة لمؤسسة كهرباء لبنان والمربوطة بمعامل توليد الطاقة الكهرومائية التابعة للمصلحة الوطنية لنهر الليطاني، الا بعد تنفيذ عملية تجديد الخلايا لمحطة الاولي واستبدال المحولات في محطة عبد العال (مركبة) لتفادي انقطاع التغذية الكهربائية عن قرى جزين والبقاع الغربي، ولتفادي أي مخاطر فنية تعرض سلامة منشآت ومعامل توليد الطاقة الكهرومائية وتتسبب بكوارث تهدد السلامة العامة وحياة العاملين لدى المصلحة. واكدت المصلحة “تحميل المسؤولية الإدارية والقانونية والجزائية لكل من يخالف الأصول الفنية في تحديد حمولة المحطات ويعلي الاعتبارات السياسية على الاعتبارات الفنية”.
وحول معالجة مشكلة جب جنين، وجهت المصلحة كتاباً إلى كل من وزارة الطاقة والمياه، ووزارة البيئة ومؤسسة كهرباء لبنان، لإبلاغها انه بمقتضى الاجتماع التنسيقي الذي جرى في مكتب دولة الرئيس الفرزلي بتاريخ 9 كانون الأول 2021 حول احتياجات منطقة البقاع الغربي ومنها أزمة الكهرباء، والذي تقرر بموجبه إصلاح خط عبد العال – جب جنين 66 ك.ف. لإعادة ربط محطة معمل عبد العال بمحطة جب جنين 66 ك.ف، فقد قامت المصلحة بإصلاح هذا الخط، واكدت أنه أصبح تحت التوتر وبتصرف مصلحة التنسيق في مؤسسة كهرباء لبنان لنقل الطاقة الى محطة جب جنين وفقاً لما تراه مناسباً”.

واوضحت ان “معدل انتاج معامل الطاقة في المصلحة وهي (عبد العال – الاولي – جون) حالياً هو بحدود 37 ميغاواط (بسبب شح المياه) فيما البلدات المربوطة على محطات التوتر متوسط 15 ك.ف والمربوطة بمعامل توليد الطاقة الكهرومائية تقدر حاجتها، بنحو 50 ميغاواط، هذا النقص يتم تعويضه بالتقنين على البلدات بدلاً من زيادة الضغط على كهرباء لبنان”.

وأعربت بان “القدرة الانتاجية لمعامل الليطاني (عبد العال – بولس ارقش – شارل حلو) هي 196 ميغاواط وهي جاهزة فنياً للعمل بقدرتها القصوى شرط توافر المياه ومصادر المياه هي بحيرة القرعون – نهر بسري – ينابيع أنفاق الليطاني – شلالات جزين – نبع عين الزرقا، علماً ان منسوب بحيرة القرعون بتاريخ اليوم هو 51,8 مليون متر مكعب، وتصريف نهر الليطاني هو 3,28 متر مكعب/ثانية، فيما المياه المعنفة في معمل عبد العال هي 3,89 متر مكعب/ ثانية”.
ولفتت الى ان “الحل الوحيد لمعالجة مشكلة عدالة التوزيع وتخفيف الضغط على المحطات والخلايا، يكون من خلال التجاوب مع المصلحة من قبل المعنيين في إزالة التعديات على شبكات التوزيع والحد من ظاهرة سرقة الكهرباء في مناطق البقاع الغربي وجزين واقليم التفاح وإقليم الخروب والشوف وجوارها المستفيدة من محطتي الاولي وعبد العال وخصوصاً تعديات محلات التعدين التي تستعمل للعملات المشفرة، نظراً لعدم شرعيتها ونظراً لاستهلاكها الكثير من الطاقة الكهربائية في ظل التعديات من القائمين بتلك الانشطة على شبكات التوزيع وسرقة الكهرباء في القرى والبلدات المغذاة من خطوط التوتر المتوسط في محطتي الاولي وعبد العال، بالإضافة الى التعديات من مخيمات وتجمعات النازحين السوريين حيث باشرت بعض الجهات المانحة بتوزيع أجهزة التدفئة الكهربائية على عائلات النازحين، علماً ان حمولة خط التوتر المتوسط في معملي الاولي وعبد العال ارتفعت بشكل غير مبرر ما يعني ان الحمولة الاضافية قد تخطت 20% من الاستهلاك العادي لهذا الخط.

#مناشير

Exit mobile version