أكّد أمين السر العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر، أنّ “التواصل دائمٌ مع الرئيس سعد الحريري، والزيارة التي قام بها رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط، إلى الإمارات، ومناقشة توجّه الحريري في ملف الانتخابات خير دليلٍ على ذلك”.
وفي حديثٍ للـ”OTV”، قال ناصر: “استمر التواصل حتى في اليومين الأخيرين بعد وصول الحريري إلى البلد، واللقاء اليوم سيجمع رئيس الحزب وليد جنبلاط، بالحريري لبناء وجهة نظر واضحة مما يحصل، وعلى أي أساس ستكون الأمور”.
وعن انسحاب الحريري من الانتخابات النيابيّة في ظل ضبابية موقف “المستقبل” من المشاركة، أوضح ناصر أنّ “خروج الحريري من الانتخابات، واستمرار المستقبل من عدمه، سيكون له أثر على المعادلة السياسية. لكن من المعلوم أنّ نقاشاً جدّياً يحصل حول كيف يمكن للمجموعة السياسية التي تدور في فلك المستقبل، ورؤساء الحكومات السابقين، إدارة الملف (الانتخابات)، وبالتالي المشاركة، بمعزلٍ عن تسمية اللوائح باسم التيار أو لا، لكن لا جو مقاطعة سنّية للانتخابات”.
وفي الحديث عن التسوية التي حصلت في 2016، وأوصلت رئيس الجمهورية ميشال عون إلى بعبدا، لفت ناصر إلى أنّ “هذه التسوية لم تستطع تحقيق رهان الرئيس الحريري”، معتبراً أنّ “البلد يتوجّه نحو محور معين”، مضيفاً: “كان يجب أن يكون العهد أكثر وسطية، ولو كان كذلك لكان الوضع اختلف برمّته”.
وأشار ناصر إلى أنّه، “وفي حال حصل الفراغ (بعد انسحاب الحريري والمستقبل)، ولم يكن هناك إدارة للمكوّن السنّي في الانتخابات، قد تحصل بعض الأطراف على نائب من هنا، أو أصوات إضافية من هناك، وهذا نمط تفكير موجود لدى البعض على ما يبدو. لكن سيفاجأ هذا البعض أنّ المكوّن السنّي الوطني لا يؤخذ بهذه الطريقة”، لافتاً إلى أنّه “قد يكون لرؤساء الحكومات دوراً في هذه المرحلة مع شخصيات أخرى”.
ورداً على سؤال، أوضح ناصر أنّه، “لا يمكن الحديث عن مقاطعة رؤساء الحكومات السابقين للانتخابات خصوصا اذا لعبوا دورا وقرّروا إدارة هذه المعركة إدارة جماعية، وفي حال كان هناك مرشحون تحت مظلة هذه الإدارة الجماعية”، موّضحاً أنّ “المقاطعة تعني انكفاء رؤساء الحكومات وتيار المستقبل، وبالتالي صدور موقف يدعو إلى المقاطعة، ولا قرار او توجه في هذا الإطار”، معتبراً أنّ “مقاطعة المسيحيين في وقت سابق كانت ناجمة عن موقف سياسي داعم للمقاطعة. وآنذاك نجح النواب المسيحيّون بعدد قليل من الأصوات، وكان ذلك عبارة عن مقاطعة شعبية وليس انكفاء شخصيات فحسب”.
وأكّد ناصر “نحن لسنا مع الانكفاء، وحتى لو اتّخذ الحريري خياره الشخصي، ولكن المكوّن السنّي يمكن أن يشارك بطريقةٍ تحفظ وجوده في المعادلة الوطنية”.
وتابع: “إذا أخليت الساحة من الحريري والمستقبل، فستكون هذه الساحة متاحة لقوى على خصومة، محلياً وإقليمياً مع الوجدان الذي يمثله هذا المكون، وقد يُترك لهذه القوى المجال للاستفادة، وبالتالي تعزيز وضعها على حساب الخيارات السيادية”.
كما أكّد ناصر أنّنا، “ندفع باتّجاه مشاركة الحريري لا المقاطعة، والانتخابات حاصلة فهذا الاستحقاق يجب أن يحصل في وقته”.
وحول موقف السعودية من لبنان، أشارَ ناصر إلى أن “انكفاء المملكة عن لبنان يضر بالبلد، إذ دورها كان بناءً طوال مسيرتها. وهذا الكلام يقال في العلن وموقفنا ثابت”، مشيراً إلى، “نحن لسنا ضد علاقة جيّدة مع ايران كدولة إقليمية موجودة، لكن إيران تبحث عن نفوذ في الدول العربية وهذا مشروعها في اليمن والخليج والعراق وسوريا ولبنان، وهذا يشكّل خللاً كبيراً”.