بقلم لوسي بارسخيان،
يشكل المقعد الأرثوذكسي في دائرة زحلة أحد أكثر المقاعد التي تشهد ترشيحات معلنة حتى الآن. ويعتقد البعض أن معركة زحلة ستكون حول هذا المقعد تحديداً، في ظل الصراع على الحواصل التي تسعى كل من القوى السياسية الى رفعها، ومن بينها القوات اللبنانية التي أعلن رئيسها سمير جعجع خوض معركة دائرة زحلة بمرشحين رئيسيين هما النائب جورج عقيص عن المقعد الكاثوليكي والمحامي الدولي الياس إسطفان عن المقعد الأرثوذكسي.
فهل تثق القوات اللبنانية بقدرتها على تأمين حاصلين فعلا في هذه الإنتخابات؟ أم أنها تخاطر بوضع مرشحَيها في تنافس داخلي لتقاسم كتلتها الناخبة.
تأتي إجابة إسطفان “قصيرة وواضحة وصريحة” كما يقول، موضحاً “أننا في لائحتنا نكمل بعضنا وكلنا موجودون لمصلحة زحلة”. وبالتالي لا تنافس داخلياً على الاصوات. مشدداً على أنه “إذا كانت المعركة أرثوذكسية فعلاً، فنحن لها ولا مشكلة على الإطلاق”.
تعرّف صفحة إسطفان على فايسبوك عنه بأنه محامٍ دولي متخصص بقوانين البنوك والشركات والمؤسسات المالية العالمية، من مواليد زحلة، حوش الزراعنة.
ليست المرة الاولى التي يطرح فيها اسم إسطفان كمرشح للإنتخابات، ومع القوات اللبنانية تحديداً، إلا أنه يؤكد بأن الطموح ليس للكرسي، “المهم بالنسبة لنا التفاعل مع زحلة وأهل زحلة وأن نعطي المدينة من قلبنا وهذا الذي نتطلع إليه”.
يميز إسطفان في المقابل بين القوى السياسية المشاركة في المنظومة الحاكمة والقوات اللبنانية، معتبراً “أن مفهوم إعتبار القوات من ضمن المنظومة خاطئ. لأن القوات اللبنانية هي أول من دعا الى التغيير منذ مدة. والخط الذي تسير فيه هو الخط السيادي وبناء الدولة والمؤسسات والحياد. وهو خط يتقاطع مع طموحات كل مواطن موجود في زحلة وغير زحلة، ويطمح لتحسين الوضع، ولأن يعيش حياة كريمة. وهذا لا يتحقق الا من خلال بناء الدولة والمؤسسات، والذي تسعى اليه القوات اللبنانية. إذاً هذا مفهوم نتقاطع من خلاله مع مطلب التغييريين، والتغيير هو أن نبني الدولة عندما نكون في ظل اللادولة التي نعيشها، وهذا العنوان العريض للتغيير بالإضافة الى سيادة لبنان بوجه من يريد ان يأخذنا الى جهة لا ننتمي اليها لا بالشكل ولا بالمضمون ولا بالثقافة والحضارة”.
ويشدد إسطفان على أن “زحلة لم تكن يوماً إلا في قلب القوات اللبنانية، ولم تكن يوماً الا خط الدفاع الاول عن الجمهورية وعن الكيان”، ولكن القوات اليوم تدخل بمواجهة بعناوين إستفزازية للشريك الموجود بقوة في الإمتداد الجغرافي لدائرة زحلة، وهي تعلي سقف الخطاب ضد “حزب الله، فكيف ستراعي خصوصية القضاء بهذا الموضوع؟
يجيب إسطفان “هذه انتخابات بالنهاية والانتخابات منافسة، وهي مواجهة. في مكان معين نعلّي سقف الخطاب لأن هذه هي الحقيقة وهذا توجهنا. ومن ثم خصوصية زحلة فوق كل إعتبار وهذا لم يكن يوماً موضوع جدل بالنسبة لي شخصياً. انا زحلاوي من قلب زحلة ومصلحة زحلة والزحليين فوق كل اعتبار. ولكن زحلة قلب لبنان، وإذا كان كل لبنان يواجه، زحلة ستكون أول المواجهين بهذا الموضوع. لا يمكن تجزئة الأمور في عملية بناء الدولة. بناء الدولة والمؤسسات وإرساء الحياد يعنيان كل مدينة في لبنان، وزحلة لم تكن يوماً إلا خط الدفاع الأول عن لبنان، وبالتالي ستكون جزءاً أساسيا من المواجهة التي نتحدث عنها”.
عن توزع نواب زحلة في كتل نيابية متعددة بدل أن يكونوا كتلة واحدة يرى إسطفان أن التنوع مصدر غنى. “لا يمكن القول ان الأحزاب أفقدت زحلة خصوصيتها. لأن زحلة بالنسبة لمرشحي القوات فوق كل اعتبار. انا مواطن زحلاوي بامتياز. ولا يمكن لشيء أن يتبدل بزحلاويتي، لا اليوم ولا بعد عشرات السنين. الزحلاوي زحلاوي قلباً وقالباً، ومصلحة زحلة فوق كل اعتبار حتى لو كان نوابها من توجهات مختلفة، السر هو في ان يتفق النواب لمصلحة زحلة والمنطقة قبل كل المصالح الأخرى. ويجب أن تكون النية موجودة عند كل الاطراف بالتكاتف ووضع يدهم بيد بعض، وننسى الاختلافات السياسية عندما يتعلق الامر بموضوع زحلة ومنطقتها. ولهذا نحن نأتي بعقل متطور وفكر متطور حتى نجمع جميع الأطراف الذين يمثلون زحلة لمصلحة زحلة”.
في المقابل يؤكد إسطفان “أننا منفتحون على الجميع وكل أهل البقاع الأوسط، وبالنسبة لنا المكون السني مكون أساسي في المنطقة، ويهمنا التعاون معه كما تعاونا دائما، ولا اعتقد أن الأمور يجب أن تذهب الى عكس ذلك، لأن هذا هو الامتداد الطبيعي لزحلة”. موضحا أنه حتى الآن لم تتكون صورة واضحة عن تحالفات القوات اللبنانية مع الشارع السني، وخصوصا بعد تعليق تيار المستقبل مشاركته في هذه الإنتخابات، والقرار وفقاً لإسطفان متروك للمباحثات على مستوى القيادة.
المصدر:نداء الوطن